ثوار ليبيا يركزون اكثر من اي وقتى مضى على الحرب النفسية

تاريخ النشر: 24 يوليو 2011 - 03:32 GMT
ثوار ليبيا يركزون على الحرب النفسية
ثوار ليبيا يركزون على الحرب النفسية

يرى خبراء ان الهجوم الذي يشنه المتمردون الليبيون خلال الايام الاخيرة عشية رمضان، لا يهدف الى التقدم ميدانيا بالقوة بل الى اقناع الموالين للعقيد معمر القذافي على وجه الخصوص بان قضيتهم خاسرة.
ويتحرك المتمردون على كافة الجبهات في معارك متزامنة في مدينة البريقة النفطية (شرق) وواحة القطرون الصحراوية التي تبعد اكثر من الف كلم جنوب طرابلس وفي مصراته الساحلية وجبال نفوسة جنوب غرب العاصمة.
حتى انه يبدو ان لديهم رجالا في طرابلس حيث اكدوا انهم نفذوا الخميس عملية تمكنوا خلالها من اصابة عدد من اعيان النظام الليبي بهجوم بالقذائف.
لكن كل ذلك يندرج بشكل خاص في استعراض القوة والدفع بالعدو الى الانشقاق اكثر مما يهدف الى التقدم ميدانيا، بينما لم تكف اربعة اشهر من القصف الاطلسي ليتمكنوا من تحقيق تقدم حاسم في المعركة، كما يرى خبراء عسكريون.
واعتبرت لينات نوشباشر، الاستاذة في اكاديمية ساندهارست العسكرية الملكية (بريطانيا)، ان "افضل ما قد يحصل للمتمردين هو ان يقع تمرد في القصر" ولذلك افضل ما يجب القيام به هو "اقناع الجيش الليبي بانه لا يستطيع الانتصار".
وتفيد بعض رسائل اللاسلكي التي رصدها المتمردون ان معنويات الجنود النظاميين انخفضت الى ادنى حد وان بمهاجمتهم يامل المتمردون استغلال هذا التفوق الاستراتيجي.
واكد اندرو تيريل، الاستاذ في المعهد العسكري للجيش الاميركي، "انه استعراض قوة في محاولة الدفع بقوات القذافي الى الانشقاق".
واضاف "اذا تمكنوا من اثبات انهم يتقدمون فقد يكون لذلك انعكاس كبير على الموالين للنظام الذين لا زالوا يترددون في اختيار معسكرهم، انهم يعرضون عليهم بديلا ذا مصداقية".
وتتاكد هذه النظرية في موقف المتمردين انفسهم على الارض.
ففي البريقة مثلا لا يبدو القادة المتمردون مندفعين للزحف. ويقول القائد فوزي بوكتاف "نقترب رويدا رويدا" مؤكدا انه يفضل ان يفر جنود القذافي او يستسلموا بدلا من مواجهتهم مباشرة.
واكد ان ان "الوقت لصالحنا وليس لصالحهم".
وتنبع هذه الاستراتيجية جزئيا من الضرورة اذ ان قوات المتمردين رغم جهودهم ما زالت غير منضبطة وتفتقر الى التدريب والتجهيزات.
وقال تيريل "نرى جيدا انهم لا يخوضون سوى عمليات متواضعة لانه اذا سقط لهم يوميا ما بين 10 الى 12 او حتى 18 قتيلا وجريحا، فان من البديهي انها ليست معركة كبيرة وتقليدية".
وتشاطره نوشباشر الراي بالقول ان "تقدم الجبهة نحو الغرب في البريقة ممكن شرط ان يتوفر مخزون من الوقود ومراقبة المجال الجوي لكن لا اظن ان المتمردين يتحكمون في ذلك".
كما اشارت الى ان السير 800 كلم التي تفصل البريقة عن طرابلس يحتاج ايضا الى مئات الاليات المدرعة التي لا يملكونها.
ويبدو ان المتمردين يركزون آمالهم على هجوم من مدينة مصراته (215 كلم غرب طرابلس) حيث لديهم قوات اكثر خبرة واستعدادا.
وعرضت خطة معركة في هذا الصدد على وفد المتمردين خلال زيارة قام بها الى باريس بداية الاسبوع.
وحتى لو وصل المتمردون الى طرابلس فلا شيء يدل على ان الانتصار في متناول يدهم.
وقال تيريل "لم ار عناصر كثيرة تشير الى ان المتمردين سيعرفون كيف يقودون حرب شوارع ستكون ضرورية في طرابلس. انها من اصعب الامور التي يجب انجازها في الحرب".
وفي نهاية المطاف، قد يكون قادة الحلف الاطلسي على حق عندما قالوا ان حل النزاع الليبي لن يكون عسكريا وقد يكون الحل بلا شك رهن نجاح هجوم عشية رمضان.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن