"أنا بدينة، يهودية، شاذة، سحاقية وفخورة بذلك"… بهذه الكلمات قررت الفتاة التي أدّت دورًا رئيسيًا في لوحة "العشاء الأخير" ضمن حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 في باريس، الجمعة، التعريف عن نفسها للعالم.
ورغم مرور عدة أيام على عرض حفل افتتاح أولمبياد باريس، إلا أن فقراته المريبة جعلت منه مادة دسمة للنقاش في منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، بين مستنكرٍ لتفاصيله ومستهجنٍ لرسالته التي وصفت بـ"الشيطانية".

وبينما يُفترض أن تعكس العروض الافتتاحية تراث البلاد وتاريخها، رأى الكثيرون أن باريس أخفقت في ذلك، وفشلت فشلًا ذريعًا حين استعانت بشخصيات "مثلية" لتمثيل لوحاتها الشهيرة، مثل "العشاء الأخير" و"ماري أنطوانيت" و"البؤساء" و"العجل الذهبي" و"الحصان الشاحب".
العشاء الأخير

ولعلّ فقرة العشاء الأخير كانت الأكثر انتقادًا، نظرًا لما تضمنته من تفاصيل صادمة ورسائل مبطنة تمكن الكثيرون من فهمها وتسليط الضوء عليها.
ومن أهم تلك الرسائل هي محاولة فرنسا "تطبيع الشذوذ والبيدوفيليا"، وجعله أمرًا عاديًا في نظر الجماهير، وخاصة الأجيال الناشئة.
من هي بطلة لوحة العشاء الأخير

لكن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تجاوز الأمر حين تم الكشف عن هوية بطلة لوحة العشاء الأخير.
كانت النقطة المحورية في مشهد العشاء الأخير هي منسقة الأغاني الفرنسية والناشطة في مجال حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً باربرا بوتش.
بغطاء رأس على شكل هالة وزي ملائم، ظهرت باربرا أمام معداتها منسقة الأغاني مع مجموعة كبيرة من الراقصين والدراق كوين (رجال بملابس نساء) والفنانين من حولها.
من هي باربرا بوتش

قدمت باربرا نفسها على إنستغرام، وكتبت، "مرحبًا، اسمي باربرا بوتش، أنا ناشطة في مجال الحب ودي جي ومنتجة مقيمة في باريس. هدفي هو توحيد الناس وجمع البشر ومشاركة الحب من خلال الموسيقى حتى نرقص جميعًا ونجعل قلوبنا تنبض بتناغم! تبدو الموسيقى أفضل معنا جميعًا!". (حسب قولها)
تركز باربرا في محتواها على دعم الشواذ والأشخاص البدينين، حتى أنتجت فيلمًا قصيرًا بعنوان "Extra Large".
اعترفت الجمعية الفرنسية للصحفيين المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيًا بعملها، وحصلت على لقب Out d'or 2021 (شخصية العام المثلية والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيًا).
باربرا بوتش في حفل الألمبياد

أثارت باربرا جدلاً واسعًا بعدما قدمت دورًا ساخرًا يحاكي النبي عيسى عليه السلام في حفل افتتاح الأولمبياد.
تعكس تصريحات الفتاة التي جاءت بعد العرض الصادم، مزيجًا من الكبرياء والتحدي، حيث أكدت أنها فخورة بهويتها المتنوعة وغير التقليدية.