تكافح السلطات الليبية للوصول إلى الناجين وتوفير الغذاء والماء والمأوى لعشرات الآلاف من الأشخاص بعد إعصار دانيال المميت الذي يقول المسؤولون إنه قتل حتى الآن 5300 شخص وأكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ عقود.
ليبيا بعد إعصار دانيال
امتلأت منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية العالمية بصور ومقاطع مصوّرة تظهر حجم الكارثة التي تعرضت لها المدن الشرقية من ليبيا المتضررة من الإعصار وإعلان مدن درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة، بسبب السيول التي اجتاحتها.
وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت جثثًا ملقاة في شوارع مدينة درنة التي تُعد من أكثر المدن تضرًا في الإعصار نظرًا لطبيعتها الجغرافية الجبلية وقربها من البحر الأبيض المتوسط وانهيار سدين ضخمين وتدفق المياه في الوادي الذي يشقها من شمالها إلى جنوبها مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا والخسائر المادية.
وكشفت التقارير الأولية، أن إعصار دانيال تسبب في جرف 25% من مدينة درنة الساحلية، فيما قال الصحفي الليبي محمد القرج إن ما يصل إلى نصف درنة ربما جرفته المياه.
جثث في الشوارع
قال هشام أبو شكيوات، وزير الطيران المدني وعضو لجنة الطوارئ في الإدارة التي تسيطر على شرق البلاد: "عدت من درنة، الوضع كارثي للغاية، الجثث ملقاة في كل مكان - في البحر، في الوديان، تحت المباني".
وتابع: "عدد الجثث التي تم انتشالها في درنة يزيد عن الألف، ومن السابق لأوانه قياس الحجم الكامل للخسائر في الأرواح البشرية قد يكون "كبيرًا حقًا".
كما تسببت الفيضانات المدمّرة في تدمير المباني والطرق واصطدمت السيارات بأي شيء في طريقها، فيما جرفت المياه الضحايا إلى البحر الأبيض المتوسط.
انتشال الجثث
ونشر سكان درنة مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر الدمار الكبير الذي حل بمدينتهم الساحلية، حيث مُحيت مباني سكنية بأكملها على طول وادي درنة، وهو النهر الذي ينحدر من الجبال عبر وسط المدينة.
كما وثق عدد من سكان درنة لحظات انتشال الجثث من السيول الجارفة، باستخدام قوراب مطاطية قبل وصول المعدات الأخرى إلى المدنية المنكوبة لانتشال المزيد من الضحايا لدفنهم بالشكل المطلوب.
ووصف السكان مشاهد الفوضى عندما ضربت الفيضانات وسط المدينة. وقال أحمد عبد الله، أحد سكان درنة، إنهم سمعوا انفجارات مدوية ليلاً وأدركوا أن السدود خارج المدينة انهارت.
خريطة توضح المناطق المتضررة من الفيضانات في ليبيا
بالإضافة إلى الدمار في درنة، تعرضت مدن أخرى على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في ليبيا أيضًا لفيضانات شديدة، خاصة في الجزء الشرقي من البلاد، بالقرب من حدود ليبيا مع مصر، إلى الشرق.
تُظهر الخريطة المدن في شرق ليبيا المتضررة من الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال، والتي خلفت آلاف القتلى والمفقودين.
وغمرت المياه المركز الطبي في البيضاء، وهو المستشفى الرئيسي، وتم إجلاء المرضى، بحسب مقطع فيديو نشره المركز على فيسبوك.
ومن بين المدن الأخرى التي عانت سوسة والمرج وشحات، بحسب الحكومة، فيما ونزحت مئات الأسر ولجأت إلى المدارس والمباني الحكومية الأخرى في بنغازي وبلدات أخرى في شرق ليبيا.



