في مشهد غير مسبوق للبيت الملكي، قوبل ملك إسبانيا فيليب السادس وكبار المسؤولين الحكوميين بوابل من الطين ألقاه عليهم ناجون غاضبون من الفيضانات التي ضربت شرق وجنوب البلاد الثلاثاء الماضي، في أول زيارة لقيادة البلاد يوم الأحد إلى مركز الكارثة الطبيعية الأشد فتكاً في تاريخ إسبانيا الحديث.
ووفقًا لتقارير إخبارية صادرة اليوم الأحد، فقد بلغ عدد قتلى الفيضانات و العواصف الشديدة في شرق وجنوب إسبانيا، 213 قتيلا، بينما لا يزال هناك العديد في عداد المفقودين، وفقا لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (آر تي في إي)، نقلا عن خدمات الطوارئ في منطقة بلنسية الأكثر تضرًرا في البحر المتوسط.
وذكرت قناة RTVE الإسبانية، أن الشرطة أجلت رئيس الوزراء بيدرو سانشيز من الموقع، عندما بدأ الوفد الرسمي بالسير في شوارع بايبورتا الموحلة، وهي إحدى المناطق الأكثر تضررًا حيث فقد أكثر من 60 شخصًا حياتهم وتضررت آلاف العائلات.
وتدخلت الشرطة، بعضهم على ظهور الخيل، للسيطرة على الحشود التي كانت تضم عشرات الأشخاص، ورفعوا المعاول والأعمدة مهددين بضرب المسؤولين، فيما هتف الحشد "اخرجوا! اخرجوا!" و"قتلة!"، وأطلقوا سيلًا من الإهانات. وفتح الحراس مظلات لحماية الملك وكبار المسؤولين من وابل الطين.


وبعد أن اضطر للبحث عن حماية، بقي الملك هادئًا وحاول التحدث مع عدد من السكان، حتى أن أحدهم بكى على كتفه. صافح الملك أحد الرجال، بينما صرخ شاب في وجهه ملوحًا بإصبعه: "كانوا يعلمون، كانوا يعلمون، ومع ذلك لم يفعلوا شيئًا."
كان هذا الحدث الأول من نوعه مع البيت الملكي الإسباني الذي يحرص على رسم صورة ملك محبوب من الشعب. لكن غضب الجمهور من سوء إدارة الأزمة بلغ ذروته يوم الأحد.
وكانت الملكة ليتيزيا ورئيس منطقة فالنسيا كارلو مازون ضمن الوفد، وقد ظهرت على يديها وذراعيها آثار طين بينما كانت تتحدث إلى نساء.
لا يزال العديد من الأشخاص بلا مياه شرب بعد مرور خمسة أيام على الفيضانات، كما لا تزال تغطية الإنترنت والهاتف المحمول متقطعة، وقد عاد التيار الكهربائي لمعظم السكان يوم السبت فقط، فيما بدت المتاجر وأسواقها في حالة دمار.

توفي أكثر من 200 شخص بسبب الفيضانات التي اجتاحت المنطقة يوم الثلاثاء، فيما فقد الآلاف منازلهم بسبب موجة تشبه التسونامي.
وتصاعدت حدة الغضب بسبب تأخر استجابة المسؤولين لما بعد الكارثة، حيث قام السكان والمتطوعون بتنظيف كميات كبيرة من الطين والحطام التي غزت المنازل.