تشهد وزارة الصحة في غزة حالة استنفار متصاعدة مع تحذيرات أطلقها مديرها العام الدكتور منير البرش بشأن تداعيات المنخفض الجوي الجديد، والذي يهدد حياة آلاف العائلات النازحة في المخيمات، حيث يتحول المطر والبرد – وفق البرش – إلى خطر مباشر يهدد الفئات الأضعف.
وأوضح البرش، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن المخيمات تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات الفيروسية الناتجة عن البرد القارس، إضافة إلى الانعدام شبه التام للغذاء والدواء، ما يجعل الأطفال والنساء والمرضى في دائرة الخطر المتصاعد.
وأشار إلى أن غياب الملاجئ المناسبة والخيام القادرة على حماية النازحين فاقم من تأثير موجة البرد، حيث تتعرض الفئات الهشة لأمراض تنفسية متعددة، من التهاب رئوي والتهابات في القصبات ونزلات برد حادة وأمراض جلدية، وصولاً إلى حالات ارتجاف وتباطؤ في التنفس ودقات القلب قد تؤدي إلى الوفاة.
وأكد البرش أن هذه الظروف القاسية أدت اليوم الخميس إلى وفاة الطفلة رهف أبو جزر (8 أشهر) في خان يونس جنوب القطاع، مشدداً على أن النقص الحاد في الأدوية جعل الوضع أكثر خطورة. ولفت إلى أن الوزارة تعاني نفاداً تاماً لنحو 70% من أدوية السرطان، إضافة إلى غياب ألف صنف دوائي أساسي، و312 نوعاً من الأدوية و710 من المستهلكات الطبية الأساسية، ما تسبب في شلل للأقسام الحيوية، خاصة الرعاية الأولية وعلاج الأمراض المزمنة.
وكشف البرش عن إحصاء 102 ألف طفل دون سن الخامسة في قطاع غزة، بينهم أكثر من 9 آلاف يعانون سوء تغذية حاد، محذّراً من أن موجات البرد ستفاقم أوضاعهم الصحية ما لم تُفتح المعابر بشكل فوري لإدخال الأدوية وحضّانات الأطفال وأغذية الطوارئ لإنقاذ الأرواح.
ومع استمرار هطول الأمطار، تتدهور أوضاع النازحين في مخيمات القطاع، حيث غمرت المياه خيام مئات الأسر في عدة مناطق، وسط توقعات بأن تتفاقم الأزمة خلال الساعات المقبلة.