دراسة لوايل كورنيل للطب قطر تبرز قلة الأنشطة البدنية وانتشار نمط الحياة الخامل بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

نشر باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر دراسة شاملة عن حالة السلوكيات الخاملة وممارسة الأنشطة البدنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد تبيّن أن قرابة 50% من البالغين و75% من الشبان في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم يستوفوا المستويات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية بشأن ممارسة الأنشطة البدنية، إذ تسجّل هذه البلدان أعلى معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية في العالم، وثاني أعلى معدل انتشار لداء السكري (10,8%) بين مناطق العالم كافة.

وتنصّ توصيات المنظمة الدولية على الالتزام بما مجموعه 150 دقيقة من الأنشطة البدنية المعتدلة أو 75 دقيقة من الأنشطة البدنية الشديدة أسبوعياً للبالغين، مثلما تنصّ على الالتزام بما مجموعه 60 دقيقة من الأنشطة البدنية المعتدلة إلى الشديدة يومياً لفئة الأطفال والشبان. ويُعدّ عدم ممارسة الأنشطة البدنية أحد أبرز عوامل اختطار الإصابة بالسمنة وسائر الأمراض غير المعدية، منها داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية وهي الأمراض التي كثيراً ما تتسبب بمضاعفات شديدة تقصّر الأعمار أو تتسبب بالموت المبكر.

وقال الدكتور رافيندر مامتاني، أستاذ سياسات وبحوث الرعاية الصحية وأستاذ الطب ونائب العميد لشؤون الطلاب والصحة السكانية وطب نمط الحياة في وايل كورنيل للطب – قطر، والذي شارك في تأليف الدراسة: "تتسبب الأمراض غير المعدية اليوم بقرابة 41 مليون وفاة سنوياً حول العالم، أي نحو 71% من مجمل الوفيات العالمية. لذا، يجب أن يُنظر إلى عدم ممارسة الأنشطة البدنية، خصوصاً بين الشبان، كأزمة طارئة في مجال الصحة العامة العالمية وليس أقل من ذلك، وهي الحقيقة التي أبرزتها هذه الدراسة".

نُشرت هذه الدراسة بعنوان "الأنشطة البدنية والسلوكيات الخاملة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: لمحة عامة عن المراجعات المنهجية والتحاليل البعدية" في الدورية العلمية Scientific Reports، وهي دورية مصادر مفتوحة تابعة لمجموعة Nature للنشر المرموقة. وتستند الدراسة إلى تحليل مفصّل لسبع مراجعات منهجية علمية وما مجموعه 229 دراسة أولية عن الأنشطة البدنية والسلوكيات الخاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نُشرت منذ عام 2000. وشملت الدراسة الأردن، الإمارات العربية المتحدة، باكستان، البحرين، تونس، الجزائر، جيبوتي، السودان، سوريا، العراق، عُمان، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، المملكة العربية السعودية، واليمن. ومن ثم استعان فريق الباحثين بتقنيات التحاليل البعدية الإحصائية المعقدة لتفسير البيانات المجمّعة من المراجعات المنشورة.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة سنية شعبان، المؤلف الأول للدراسة وأخصائية المشاريع في قسم الصحة السكانية بوايل كورنيل للطب - قطر: "من المهم أن نفهم بشكل أعمق وأدق العقبات الشخصية والاجتماعية والبيئية التي تعوق ممارسة الأنشطة البدنية، وهو ما سيساعد في تيسير تنفيذ التدخلات الفعالة والمستنيرة محلياً".

وإلى جانب مامتاني وشعبان، شارك في إعداد الدراسة من وايل كورنيل للطب - قطر كل من الدكتورة سهيلة شيما مديرة قسم الصحة السكانية والأستاذ المساعد لسياسات وبحوث الرعاية الصحية، الدكتورة كريمة شعابنة أخصائية الصحة السكانية والاتصال والمحاضرة في سياسات وبحوث الرعاية الصحية، والدكتور أميت أبراهام، المحاضر في سياسات وبحوث الرعاية الصحية وأخصائي المشاريع.

وقالت الدكتورة شيما: "كشفت الدراسة عن حاجة ملحّة لتدخلات عاجلة في مجال الصحة العامة على نطاق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خصوصاً بين الشبان بما يعزز انتشار ممارسة الأنشطة البدنية ويسهم في إبعاد الناس عن الخمول في حياتهم اليومية. وتبرز الدراسة أيضاً الحاجة إلى عملية جمع بيانات منهجية على نطاق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لرصد مستويات الأنشطة البدنية والسلوكيات الخاملة، ومعدلات الأمراض غير المعدية الناجمة عنها أو المرتبطة بها، فمن شأن ذلك أن يعمّق فهمنا للحالة الراهنة ويساعدنا في تحديد التدخلات الأكثر فعالية في منطقتنا على وجه التحديد".

جدير بالذكر أن قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر قد أخذ منذ تأسيسه بزمام المبادرة في تقديم الدعم التام لدولة قطر في تحقيق هدفها المتمثل في التشجيع على أنماط الحياة الصحية بين سكان الدولة.

للاطلاع على الدراسة كاملة، يرجى الضغط على الرابط التالي:

https://www.nature.com/articles/s41598-020-66163-x#Sec11