بيت الاستثمار العالمي "جلوبل"- مصر – الإستراتيجية الاقتصادية والرؤية المستقبلية - الجزائر – ديسمبر 2008 – انطلق قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الجزائرية في العام 2000 عقب قرار الحكومة بإنهاء سيطرتها علي القطاع وتأسيس هيئة تنظيم الاتصالات. ونتيجة لذلك تحول قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل كبير في ظل الاستثمارات المحلية والأجنبية الضخمة ، والتي تم توجيهها نحو تشييد البنية التحتية للاتصالات. ومن الجدير بالذكر، أن سوق الاتصالات في الجزائر يقدر حاليا بنحو 6.4 مليار دولار أمريكي .
وسابقا، كان قطاع الاتصالات يشهد احتكارا من قبل "اتصالات الجزائر" المملوكة للدولة والتي كانت تسيطر على كل من خدمات الخطوط الثابتة والهاتف المحمول. وبالرغم من ذلك ، فإنه في ظل السياسة الجديدة الموجهة لتحرير قطاع الاتصالات ، قررت الحكومة الجزائرية تقديم تراخيص خاصة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم. وحاليا يسيطر علي سوق خدمات الهاتف المحمول الجزائري ثلاثة شركات هي " Djezzy" الجازي و"موبيليس" و"نجمة" بحصص سوقية 63 و 20 و 17 في المائة على التوالي ، وذلك في 30 سبتمبر 2008 .
ووفقا لهيئة تنظيم الاتصالات كان هناك حوالي 27 مليون مشترك في خدمات الهاتف المحمول في الجزائر في العام 2007. وهو ما يمثل نموا هائلا بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 127 في المائة خلال الفترة ما بين العامي 2000-2007 ، والتي بدأت الجزائر خلالها بعدد 86 ألف مشترك.
وبمجرد إصدار تراخيص خدمات الهواتف المحمولة الخاصة في الجزائر بدأ متوسط الإيراد لكل مستخدم (ARPU) في الانخفاض من مستواه المرتفع البالغ حوالي 36 دولار أمريكي في العام 2002 إلي حوالي 10 دولار أمريكي في العام 2005. وهو ما يعزي في الأساس إلي حقيقة ظهور المنافسة للمرة الأولي في القطاع. وقد كان يتعين على الشركات الثلاثة المتنافسة أن تقدم عروض جذابة للعملاء بتخفيض التكاليف والتعريفات والتي خفضت متوسط الإيراد لكل مستخدم (ARPU) في نهاية الأمر.
هذا ولا يتمتع سوق الخطوط الثابتة في الجزائر بنفس القدر من النجاح والاختراق التي شهدها نظيره لخدمات الهاتف المحمول ، حيث يوجد حوالي 3.1 مليون مشترك فقط في العام 2007 وهو ما يعد رقم منخفض للغاية عند مقارنته بمشتركي الهاتف المحمول البالغ عددهم 27 مليون مشترك في نفس العام. وهذا المعدل المنخفض للاختراق البالغ 9.1 في المائة أعاق الوصول للانترنت في الدولة ، والذي يعتمد علي عدد وجودة الخطوط الثابتة .
وفي العام 2005 حصلت "لاكوم" (الشركة المصرية المشتركة بين "اتصالات مصر" و "اوراسكوم" بنسبة 50-50) علي ترخيص لمدة 15 عام كمشغل للخطوط الثابتة ومطور لخدمات الانترنت فائق السرعة ، بتكلفة تقديرية بلغت 65 مليون دولار أمريكي. وقد أطلقت "لاكوم" عملياتها في فبراير 2006 ، وبنهاية العام كان لدي الشركة أكثر من 44 ألف مشترك. وبالرغم من ذلك، أطلقت "لاكوم" في العام 2007 شكوى ضد "اتصالات الجزائر" محتجة علي الممارسات الجائرة لهذه الشركة المملوكة للدولة والتي أدت إلي تسجيل "لاكوم" خسائر بنحو 45 مليون دولار أمريكي. وقد ردت هيئة تنظيم الاتصالات بأنها قد اتخذت التدابير الضرورية لضمان المنافسة العادلة. وبالرغم من ذلك ، فبعد شهور من التفكير أعلنت "اتصالات مصر" في الثالث عشر من نوفمبر للعام 2008 أنه سيتم تصفية "لاكوم" نتيجة للصعوبات التي واجهتها في السوق الجزائري .
وبالرغم من أن النمو كان قويا خلال العامين السابقين ، إلا أن اختراق الانترنت الجزائري مازال منخفضا ، حيث بلغ 10.3 في المائة عند مقارنته بالدول المجاورة. وقد زاد مستخدمي الانترنت من 500 ألف مشترك في العام 2002 إلي 3.5 مليون مشترك في العام 2007 ، وهو ما يعكس نمو سنوي مركب بمعدل 47.6 في المائة ، ويتصل أغلبهم بالانترنت باستخدام الاتصال الهاتفي ، إلا أن الحكومة تحاول الترويج لاتصالات التردد الواسع. ويمثل مستخدمي التردد الواسع 8 في المائة فقط من إجمالي مستخدمي الانترنت في الجزائر وذلك في العام 2007 .
ومن الجدير بالذكر أن سوق الانترنت الجزائري قد تم تحريره في العام 1998 ، وبعد مضي عام بدأت المنافسة بين مقدمي خدمة الانترنت. ومنذ نهاية العام 2000 ، كان يتحتم علي مقدمي خدمة الانترنت – الذين كانوا مطالبين بالحصول علي تراخيص – الحصول علي ترخيص ينظمه جدول من الشروط. وهناك بالفعل 30 مقدم لخدمة الانترنت فقط يمارسون النشاط بالرغم من حقيقة أن هناك أكثر من 90 مقدم للخدمة قد حصلوا علي الترخيص .
في العام 2006، أجازت هيئة تنظيم الاتصالات استخدام الاتصال الصوتي عبر بروتوكول الانترنت (VoIP) ، وهي خدمة تتيح لمستخدمي التردد الواسع نقل المكالمات الصوتية من خلال الانترنت، حيث منحت الهيئة 11 ترخيص لمقدمي خدمة (VoIP). وفي أواخر العام 2006 كان هناك فقط ستة شركات نشطة تقدم هذه الخدمة .
ويبدو مستقبل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الجزائر مشرقا. ويتوقع لمستوي الاختراق في خدمات الهاتف المحمول أن يرتفع إلي 99.5 في المائة ، ويتوقع لعدد المشتركين أن يصل إلي 35.8 مليون مشترك بنهاية العام 2010. ويعد سوق الخطوط الثابتة مهيأ للتوسع حيث يعتبر سوقا غير مستغل ولديه إمكانات ضخمة نتيجة لعلاقته بالاتصال بالانترنت. وبالرغم من أن تصفية "لاكوم" من جانب "اتصالات مصر" و"اوراسكوم" لم ترسل أية رسائل إيجابية للمستثمرين الأجانب ، إلا أنه مازال هناك إمكانات كبيرة داخل سوق الخطوط الثابتة الجزائري. وقد وضعت الحكومة بالفعل تحسينات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات علي قمة قائمة أولوياتها وهو ما يشير إلي التصميم علي تنمية القطاع. علاوة على ذلك، يتم حاليا تشييد العديد من مراكز السايبر( مراكز الانترنت) في مختلف المناطق داخل الدولة وهو ما يشير إلي الاهتمام بالقطاع ونموه .
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)