موسم التزلج في الأرز يعتمد على «البيارتة»

تاريخ النشر: 21 يناير 2013 - 12:13 GMT
في الأرز لا يقتصر الموسم على التزلج فقط
في الأرز لا يقتصر الموسم على التزلج فقط

للوهلة الأولى تبدو الطريق إلى الأرز خالية، إلا أنّه بمجرد الاقتراب من مركز جرف الثلوج، يطالعك ازدحام يشي بأن الموسم هذه السنة انطلق وهو يبشر بالخير.

تقترب أكثر فترى سيّاحاً يتحدثون لغة أجنبية ويتسلقون الطريق المؤدي إلى المدرجات، برفقة دليل سياحي. يقول الأخير إنّ إقبال السياح الاجانب قليل، وإن وجود هؤلاء اليوم في الارز لا يعدو كونه صدفة، مضيفاً: «نحن لا نرى سياحاً اجانب ولا عربا، والموسم يقوم على السياحة الداخلية». ويؤكد أنّ «الأوضاع الأمنية في الشمال أدت إلى تراجع نسبة الوافدين إلى الأرز من بيروت، لكنّ «الويك إند» الماضي كان الأرز يعج بالبيروتيين. يصل باص للتو من الجنوب، ويسارع من فيه للنزول والتمتع بالثلج «خوفاً من مرور الوقت من دون الإفادة من هذه المتعة»، تقول فاطمة، وتشير إلى أنّ الطريق طويل، لكن ثلج الارز يستحق، كاشفة انّها تقصد العديد من أماكن التزلج، لكنّها لم تجد أفضل من مدرجات الارز ومنعطفاته وثلوجه. تتضارب الآراء في شأن الموسم هذه السنة في الأرز، فأصحاب الشاليهات والفنادق يقولون إنّ الموسم جيد جدا، فيما أصحاب المتاجر والمقاهي يعتبرونه «أقل من وسط». ويشير أنطوني طوق إلى أن «هناك تراجعاً سنوياً بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية، إذ كانت مدرجات الأرز ماضياً تعج بالسياح الأجانب، إمّا اليوم فيندر أن تعثر على سائح اجنبي أو عربي في منتجعات المنطقة»، معتبراً أنّ «الأزمة السورية انعكست سلباً على السياحة الشتوية، إذ بدأ العرب يترددون في المجيء الى لبنان». أمّا سلوى كيروز، فتعتبر أن التراجع سببه بُعدُ الأرز عن العاصمة، والطريق الطويل الذي يقطعه المواطن للوصول إليه، «إلّا أن الحركة مقبولة لا سيما في نهاية الاسبوع ونوعية الثلج جيدة جداً». وتكشف انّها بدأت تضع في محلها لتأجير معدات التزلج «أصنافاً أخرى من أجل الاستمرارية»، مشيرة إلى أن حركة البيع خجولة، وأن معظم الوافدين يملكون المعدات إلّا قلة قليلة منهم. ويقول سامي، وهو صاحب مدرج في الارز، إنّ الثلج تساقط باكراً، مشيراً إلى أن الموسم افتتح أبكر من السنوات الماضية، ومن المتوقع استمرار الثلوج نحو ثلاثة أشهر. وكشف أنّ الأرز اليوم يتكل على السياحة الداخلية لا سيما من المناطق الشمالية وبيروت، وأن الأوضاع الامنية هي التي تفرض طبيعة الموسم، «فإذا كانت بخير ازدهر الموسم، إنما مع أي إشكال في طرابلس تتراجع نسبة الوافدين إلى الارز».

من جهته، يقول طوني سكر الذي يعمل كمدرب تزلج: إن الحركة مقبولة نسبة إلى الأوضاع العامة اليوم في لبنان، مؤكداً أن نوعية ثلوج الأرز صالحة جداً لممارسي هذه الرياضة وللمتمرسين والهواة الذين يرغبون بالتدرب على التزلج، وإن المنعطفات سهلة نوعاً ما لمن يبقى على ارتفاع محدد، فيما هناك مساحة واسعة للأولاد للتزحلق على الثلج.

في الأرز لا يقتصر الموسم على التزلج فقط، فهناك رياضات شتوية مختلفة بدأت تستقطب هواة أبرزها «السكي دو» حيث نشطت محلات تأجير هذه المركبات الصغيرة بأسعار مدروسة، وفق إيلي رحمه الذي يصف الموسم بـ«الجيد، فالإقبال فاق المتوقع». أمّا جو عريضة، وهو صاحب منتجع سياحي، فيؤكد انّ الحجوزات مقبولة لا سيما في نهاية الأسبوع، وان الأسعار تشجيعية، إذ يمكن أي مواطن إمضاء ليلة في الأرز بأقل من مئة دولار أميركي، وان الأهالي يتفهمون الأوضاع الاقتصادية الضاغطة، «لذا تجد في الأرز أسعارا مختلفة، فيما أسعار إيجار الشاليهات أقل بكثير من منتجعات أخرى، وذلك لتحفيز المواطن على المجيء والتعرف إلى الأرز ومنتجعاته». من التزلج النهاري، إلى السهرات النارية، تحاول منطقة الأرز إنعاش نفسها بمجهود فردي، إذ يعتبر جو كيروز ان الأرز مثله مثل بقية المراكز السياحية في لبنان، يدعم نفسه بنفسه، في غياب خطوات جدية وملموسة من الوزارات المعنية لجهة جرف الثلوج أو استقطاب السياح. عبر ممر ضيق ترتفع على جوانبه الثلوج نحو 150 سنتيمترا، في إمكان الزائر التنقل من مدرج إلى آخر في الأرز، وكلّها تغص بالمتزلجين، ولكن بنسب متفاوتة بين مدرج وآخر ويوم وآخر، إذ يؤكد يوسف رحمه أن الأرز ناشط فقط في نهاية الأسبوع، وكل التمنيات «ألا تترافق العواصف الطبيعية مع عواصف أمنية».

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن