نفذ عشرات المزارعين ومنتجي وتجار الحمضيات في الاغوار الشمالية أمس اعتصاما وأغلقوا الشارع الرئيسي في وادي الاردن والقوا بثمار الحمضيات في الشارع احتجاجا على تدني اسعارها وسياسة الاغراق التي تتبعها وزارة الزراعة من خلال فتح ابواب الاستيراد من سوريا ولبنان ومصر لخدمة فئات معينة من التجار على حساب المزارعين مما ادى الى تدني اسعار الحمضيات الى ما دون الكلفة.
وألقى مزارعون إنتاجهم من الحمضيات في الشارع العام احتجاجا على انخفاض أسعارها بسبب فائض الإنتاج وعجز الاسواق المحلية عن استيعاب الانتاج المحلي من الحمضيات بأصنافها المختلفة، مؤكدين أنهم اضطروا الى هذا الاسلوب بعد ان اخلت وزارة الزراعة بكافة التزاماتها مع المزارعين ولم تلتزم بالوعود والاتفاقيات التي تمت بين الوزارة وممثلي قطاع الحمضيات. وقال مزارعون إنهم القوا إنتاجهم في الشارع كون سعر الحمضيات لا يساوي سعر تكلفة الحصاد على حد وصفهم، مما أضر بهم كونهم يخسرون يوميا مما زاد من معاناتهم الاقتصادية الصعبة. وأعاد المزارعون فتح الطريق بعد ان اتفقوا مع متصرف اللواء عدنان العتوم الذي حضر الى موقع الاعتصام على لقاء وزير الزراعة صباح اليوم الاحد ووقف وزارة الزراعة اصدار تصاريح الاستيراد لبعض التجار المتنفذين على حد قولهم.
وقال رئيس اتحاد المزارعين السابق المهندس سليمان الغزاوي (منتج حمضيات) أن فتح الاسواق امام المنتوجات المستوردة اضر بالمزارع الاردني والحق به خسائر كبيرة بسبب تدفق الانتاج السوري الى المملكة بكميات هائلة، لافتا الى ان وزير الزراعة لم يلتزم بما اتفقنا عليه الاسبوع الماضي من خلال التقائه بوفد يمثل منتجو مزارعو وتجار الحمضيات حيث تم الاتفاق على وقف دخول المنتوجات السورية بشكل جزئي الى الشهر القادم والسماح بدخول ما لا يزيد عن 80 طنا يوميا الا ان ما يدخل الان للاسواق المحلية يزيد عن 200 طن يوميا. وقال محمد مذيب البشتاوي- تاجر حمضيات أن خسائر المزارع تزداد يوما بعد يوم، مبينا أن امانة عمان تفرض رسوما بمقدار 15 دينارا على الطن بينما يفرض نفس المبلغ على طن (التفاح) وسعره الف دينار وطن الكستنا الذي يبلغ سعره 2000 دينار وهنا تساوي الامانة بين سعر طن الحمضيات الذي لا يتجاوز سعره 300 دينار وأسعار الفواكه سالفة الذكر من حيث الرسوم. وأكد خالد ابو راس- تاجر ومسوق حمضيات أن المملكة تغرق بالمنتوجات السورية من الحمضيات ما ادى الى تدني الاسعار الى البلاش حيث تباع افضل اصناف الحمضيات المحلية بأقل من سعر حصاده، وهنا فان الخسائر هذا العام محققة.
وأشار حسن ابو محفوظ الى أن ثمار الحمضيات بدأت تتساقط بسبب توقف اعمال القطاف لان المزارع اضطر الى وقف عمليات القطاف لتدني الاسعار في السوق المحلي وتدفق المنتوجات السورية بكميات هائلة، مؤكدا أن مطلبهم الرئيسي يتمثل بوقف الاستيراد وإغلاق الحدود خلال موسم الحمضيات الاردني. وأكد المهندس طلال الغزاوي أن الاعتصام سيبقى مفتوحا الى ان تستجيب وزارة الزراعة لمطالب المزارعين وتوقف استيراد المنتوجات السورية وتغلق الحدود امام البضائع المستوردة الى حين انتهاء الموسم المحلي.