كيف تدير فريق عمل متنوع المهارات بشكل ناجح؟!

تاريخ النشر: 02 أغسطس 2017 - 10:43 GMT
النظام العالمي الجديد فرض عليهم ضرورة التحلي بالمزيد من الفهم والإبداع لتكون قادرة على تلبية احتياجات عملائها الذين أصبحوا يتسمون بدرجات أقل من الاهتمام والولاء بالإضافة إلى فطنة أكبر من ذي قبل
النظام العالمي الجديد فرض عليهم ضرورة التحلي بالمزيد من الفهم والإبداع لتكون قادرة على تلبية احتياجات عملائها الذين أصبحوا يتسمون بدرجات أقل من الاهتمام والولاء بالإضافة إلى فطنة أكبر من ذي قبل

أدت العولمة الى جعل العالم قرية كونية واحدة تتدفق فيها البضائع والخدمات والأفراد بشكل متبادل بين الدول، بدءاً من المنتجات الطازجة التي تصلنا من كافة أنحاء العالم ووصولاً إلى قدرتنا على السفر -بفضل الرحلات الاقتصادية- إلى وجهات كانت سابقاً مجرد أحلام.

أصبح العالم متكاملاً أكثر من أي وقت مضى، واختصار المسافات بين أصقاع العالم أحدث تغييراً في الطريقة التي يفكر بها الأفراد، فأصبحوا أكثر وعياً وديناميكية وانفتاحاً على العالم حولهم.

أما بالنسبة للعلامات التجارية، فإن هذا النظام العالمي الجديد فرض عليهم ضرورة التحلي بالمزيد من الفهم والإبداع لتكون قادرة على تلبية احتياجات عملائها الذين أصبحوا يتسمون بدرجات أقل من الاهتمام والولاء بالإضافة إلى فطنة أكبر من ذي قبل، وهو الأمر الذي يدعو للمزيد من التنوع في اليد العاملة التي تقف خلف هذه العلامات.

التنوع يمكّن المدراء من الاستفادة من تعدد الخبرات ووجهات النظر ويساعد في إلهام وتشجيع روح الابتكار وخلق الحلول المبدعة لحل المشاكل المعقدة.

ويتيح التنوع في الخلفيات والثقافات والأفكار جني الكثير من الثمار التي تعود على بيئة العمل بالفائدة، وإدراك ذلك والاحتفاء به يُظهر للموظفين أنهم ينتمون إلى بيئة عملهم ويكملونها، ويخلق مناخاً يمنح الأفراد شعوراً بالحرية والقدرة على التعبير عن أنفسهم.

إن إدارة مجموعة من الأفراد ممن تتنوع لديهم المهارات والخبرات والتوجهات الثقافية يتيح للمؤسسات القدرة على الخدمة الأفضل لعملائها على المستوى العالمي.

لكن هذا الأمر لا يخلو من التحديات، إذ يتوجب على المديرين أن يتحلوا بدرجة من عالية من الاحترام لأفكار ومعتقدات الآخرين لخلق بيئة عمل يكون الموظفون فيها قادرين على النمو والتطور والعمل معاً بشكل جماعي.

وعلى الرغم من الاختلافات التي قد تظهر في اللغات والفهم والتواصل وقدرات التعلم، يتوجب على المدير الناجح أن يحتضن ويستوعب هذه الفروقات، ليس فقط خلال فترة التوظيف، بل بشكل دائم حتى تكون الشركة قادرة على الاستفادة من هذه الاختلافات بشكل مستمر.

وعند قيادة فرق عمل من هذا القبيل، فإن الإدارة بحاجة للالتزام بمعاملة الجميع على أنهم سواسية دون أي تمييز، ومن الضروري اعتماد سياسة الفرص المتساوية التي تكرّم التميز دون النظر إلى العمر أو الجنس أو العرق أو أي عامل آخر، بغض النظر عن حجم الشركات سواء كانت صغيرة أو كبيرة.

كما أن أموراً صغيرة على غرار جداول العمل المرنة وتذكّر المناسبات الدينية الهامة للموظفين يمكن أن تظهر مدى اهتمام الإدارة بالتنوع. ولضمان تطبيق هذه السياسات تبرز الحاجة لتأسيس هيئات داخلية تتمتع بذات التنوع الموجود في بيئة العمل.

وإلى جانب وضع سياسات التنوع في بيئة العمل، فإن خلق ثقافة التسامح عبر التعليم والتدريب والتواصل ووضع استراتيجيات تعارُض الإدارات هي المهمة الأصعب. فقبل كل شيء، يجب على المديرين أن يكونوا قدوةً لزملائهم في التعامل والتفاعل مع الآخرين، والحديث مع أعضاء الفريق بشكل فردي، وخصوصاً أولئك المنضمين حديثاً، وذلك لفهمهم بشكل أفضل والتعرف على خلفياتهم وما يميزهم عن غيرهم.

من المهم التركيز على كل موظف، ففي بعض الأحيان يمكن تعزيز الروابط مع الموظف من خلال إعادة صياغة الأسئلة التي يسألها حتى تتمكن من تفسيرها بشكل صحيح، وهو الأمر الذي يوصّل رسالة للموظف بأن سؤاله يهمك وأنت مهتم بالإجابة عنه، ويتيح لك القدرة على التعامل مع الموظفين على أنهم أشخاص دون وضعهم في قوالب سلبية أو إيجابية.

وإضافة إلى أهمية القدوة في مكان العمل، يجب توجيه الموظفين بالطريقة التي تضمن تعاملهم مع الآخرين بذات القدر من الاحترام، ويمكن البداية عبر تنظيم اجتماعات سنوية غير رسمية للتشجيع على تواصلٍ أفضل بين الموظفين وتعزيز علاقاتهم ببعضهم. وعلى الصعيد الرسمي، يمكن لجلسات التدريب الفصلية أن تساعد على اكتشاف سبل تطوير إدارة التنوع في مكان العمل، كما تساعد البرامج المعتمدة على الملاحظات المتكاملة على تعزيز ثقة الأفراد بأنفسهم وتمكّنهم من التغلب على التحيزات المسبقة التي قد تتسبب في الحكم المسبق على الأفراد ووضعهم في أطر جاهزة.

إضافة إلى كل ما سبق، يبقى المديرون بحاجة لتحفيز الفرق القادرة على التغلب على التحديات وحل المشاكل ورسم المشاريع معاً.

إن المؤسسات التي تمتلك تنوعاً في اليد العالمية تحظى بقدرة أكبر على توفير حلول أكثر ابداعاً للمشاكل في الخدمات والموارد وتخصيص الموارد، فالموظفون القادمون من خلفيات متنوعة قادرون على تسخير مهاراتهم وخبراتهم في اقتراح أفكار مرنة للتعامل مع تقلب الأسواق وتلبية احتياجات العملاء.

وبالإقرار باختلافات الأفراد والتعامل معها على أنها على قدرٍ عالٍ من الأهمية، تصبح المؤسسات أكثر مقدرة على الاستفادة من الابتكار متعدد الأوجه وتظهر على أنها جهة العمل المفضلة للموظفين. وبناءً على ذلك، يتوجب على الشركات الاستفادة القصوى من المواهب المتنوعة التي يتمتعون بها والعمل على خلق بيئة تدفعهم لإظهار أفضل ما لديهم.

محمد باقر، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ”مجموعة الخليج للتسويق”

اقرأ أيضًا:

هل تستفيد من مواقع التوظيف في الإمارات للعثور عن عمل؟!

كيف تحسن سيرتك الذاتية؟!

في الإمارات... تعرف على أهم الوظائف المطلوبة هذا العام؟

 
 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن