30 دولاراً خسارة النفط في 3 أشهر

تاريخ النشر: 06 يونيو 2012 - 11:40 GMT
قالت وكالة الطاقة الدولية إن سعر النفط قرب 100 دولار مازال خطرا على الاقتصاد العالمي الذي يتباطأ ومن المرجح أن يستهلك كميات أقل من الوقود عن توقعات الوكالة
قالت وكالة الطاقة الدولية إن سعر النفط قرب 100 دولار مازال خطرا على الاقتصاد العالمي الذي يتباطأ ومن المرجح أن يستهلك كميات أقل من الوقود عن توقعات الوكالة

وصلت خسائر النفط إلى 30 دولاراً للبرميل منذ مارس الماضي، حيث انخفضت العقود الآجلة لمزيج برنت دولارا واحدا إلى 97.85 دولارا للبرميل مقارنة بـ128 دولارا في مارس. 

ونالت مخاوف بشأن أزمة ديون منطقة اليورو من التوقعات لنمو الطلب العالمي على النفط لكن ماريا فان دير هوفن المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية قالت إن سعر النفط قرب 100 دولار للبرميل مازال خطرا على الاقتصاد العالمي المتباطئ وذلك رغم تراجع السعر لأدنى مستوى في 16 شهرا في الجلسة السابقة، بحسب صحيفة البيان الاماراتية. وبرزت عدة مؤشرات على استمرار الاتجاه النزولي في أسعار النفط. 

وتوقع بيتر فوسر الرئيس التنفيذي لرويال داتش شل أن تواصل الأسعار الانخفاض في النصف الثاني من العام.

وقال فوسر ان اسعار النفط ستواصل الانخفاض في النصف الثاني من 2012 مع تراجع الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وانحسار التوترات السياسية الدولية. 
وأوضح فوسر: الطلب العالمي يتراجع ولدينا عناصر ركود في اوروبا وتباطؤ محدود في اسيا ـ الباسفيك. 

وأضاف: في الوقت نفسه فإن بعض العناصر السياسية التي ساهمت في تقلبات الاسعار على مدى الاشهر القليلة الماضية انحسرت نوعا ما ولذلك نحن نرى تراجعا للأسعار أتوقع ان يستمر في النصف الثاني من هذا العام.

وتسبب القلق بشأن آثار العقوبات الاميركية والاوروبية على امدادات النفط من ايران في دفع برنت للصعود فوق 128 دولارا للبرميل في وقت سابق من هذا العام. وانحسرت تلك المخاوف وقال فوسر ان سوق النفط العالمية لديها امدادات كافية للتغلب على اثار العقوبات. واضاف قائلا عندما سئل عن تأثير العقوبات على الصادرات "أظن ان العالم تعامل مع ذلك." وقال ان وتيرة الطلب على النفط ستتعافى تدريجيا في 2013 وسيواكب ذلك ارتفاع للاسعار. وقال ايضا ان الانتاج من حقل مجنون النفطي الضخم في العراق ـ الذي تقوم شل بتطويره وتشغيله ـ سيرتفع من حوالي 65 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي إلى 175 ألف برميل يوميا قبل 2015.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن سعر النفط قرب 100 دولار مازال خطرا على الاقتصاد العالمي الذي يتباطأ ومن المرجح أن يستهلك كميات أقل من الوقود عن توقعات الوكالة. وقالت ماريا فان دير هوفن المديرة التنفيذية للوكالة إن الانخفاض ليس كافيا لتحفيز الاقتصاد وانتشاله من تباطؤ النمو. وأوضحت في مؤتمر صحفي في العاصمة الماليزية كوالالمبور: مازلنا في وضع تتجاوز فيه أسعار النفط مئة دولار. يحمل ذلك الميزانيات أعباء هائلة ويسهم في خطر حدوث مزيد من التباطؤ الاقتصادي.
وأضافت هوفن أن زيادة الامدادات من بعض أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ساهمت في هبوط الاسعار وأن التراجع كان مهما لكن المنتجين والمستهلكين مازالوا بعيدين عن إعلان النجاح في تهدئة الأسعار. وأوضحت: آمل أن تنخفض الأسعار فالسوق بها ما يكفي من المعروض والمنتجون يوردون ما يزيد على الطلب.

وسجل انتاج أوبك في مايو أعلى مستوياته منذ 2008 إذ أبقت السعودية على انتاجها المرتفع على الرغم من انخفاض الأسعار. وضخت السعودية 100 الف برميل يوميا إضافية في مايو وفقا لمسح اجرته رويترز ليبلغ انتاجها 10.10 ملايين برميل يوميا وهو أعلى مستوى في عقود. وقالت السعودية انها تستهدف سعرا للنفط عند 100 دولار للبرميل لكن من المستبعد أن تخفض الانتاج في الوقت الراهن.
وأكدت فان دير هوفن أن مستويات المخزونات المريحة لدى الدول المستهلكة كافية لتهدئة أي مخاوف من أن تكون زيادة الانتاج السعودي قد قلصت الطاقة الانتاجية الفائضة في الانتاج العالمي والكفيلة بتعويض أي نقص مفاجئ في الامدادات.

وأضافت: بالطبع الطاقة الفائضة تعوض بالمخزونات الكبيرة ومن الواضح أن المنتجين بذلوا ما في وسعهم لضمان كفاية الامدادات في السوق. ومضت تقول إن ضعف النشاط الاقتصادي في الصين والهند وأوروبا قد يؤدي لانخفاض نمو الطلب العالمي على النفط عن توقعات الوكالة للعام الجاري والبالغة 800 ألف برميل يوميا.

وقالت هوفن: قد ينخفض نمو الطلب على النفط بشكل ملحوظ عن افتراضنا الاساسي، ولكنها أحجمت عن اعطاء تقدير جديد لنمو الطلب خلال العام الجاري قبل صدور تقرير شهري للوكالة عن السوق في الأسبوع المقبل. وتابعت أنه من السابق لأوانه القول بما إذا كان هناك نفط كاف في السوق لتعويض تعطل الصادرات الإيرانية بسبب العقوبات الأوروبية والأميركية. وأضافت أن وكالة الطاقة العالمية مستعدة لتنسيق سحب من المخزونات الاستراتيجية إذا حدث نقص حاد في الامدادات.

وخفضت تركيا واردات النفط الخام من ايران في شهري مايو ويونيو لتفادي عقوبات تجارية بعدما اظهرت بيانات ارتفاع الواردات في ابريل. ويزيد خفض الواردات التركية من الضعط على طهران التي تجد صعوبة في بيع نفطها مع توسيع الغرب نطاق العقوبات عليها. و اظهرت بيانات تجارية رسمية ان تركيا استوردت نحو 58 % من وارداتها البالغة ستة ملايين طن من ايران في أول أربعة أشهر من العام الجاري. وفي مارس تعهدت تركيا خامس أكبر مشتر للنفط الإيراني بخفض الواردات بنسبة 20 في المئة في خطوة مماثلة لعملاء في اسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وترتبط توبراش المشتري الوحيد للخام في تركيا بعقد آجل مع إيران ينتهي في اغسطس آب يتيح لها تحميل 180 ألف برميل يوميا.