محال الصرافة في السعودية توقف التعامل باليورو

تاريخ النشر: 12 فبراير 2015 - 08:28 GMT
كثيرا من محال الصرافة التي تملك اليورو أوقفت صرفه، بسبب تراجع سعر تبديله، معتبرين أن صرفه الآن يعد خسارة كبيرة
كثيرا من محال الصرافة التي تملك اليورو أوقفت صرفه، بسبب تراجع سعر تبديله، معتبرين أن صرفه الآن يعد خسارة كبيرة

في الوقت الذي تسعى العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" لالتقاط أنفاسها بعد الهبوط الحاد أمام الدولار، تلقت هذه العملة ضربة محلية بتوقف الصيارفة السعوديين عن تبديل اليورو نتيجة تذبذب أسعاره، الذي كبدهم خسائر فادحة.

وقال لـ "الاقتصادية" متعاملون في محال صرافة في مكة المكرمة، إن كثيرا من محال الصرافة التي تملك اليورو أوقفت صرفه، بسبب تراجع سعر تبديله، معتبرين أن صرفه الآن يعد خسارة كبيرة، خاصة أنهم اشتروا الـ 100 يورو بـ 480 ريالا، بينما الآن تراوح سعر الصرف بين 420 و416 ريالا. ويضطر أصحاب محال الصرافة البعيدة عن الحرم إلى تبديله، وأحيانا يشترونه من المحلات المجاورة للحرم التي أوقفت بيعه واكتفت بشرائه، وذلك بسبب تراجع مدخولها اليومي من جراء انخفاض عدد المعتمرين خلال هذه الفترة.

ولا يزال الدولار يتصدر التبديل اليومي في محالات الصرافة لثبات سعر صرفه أمام الريال، وهو ما يطمئن المتعاملين ويزعج الصيارفة، معتبرين أن الفائدة من صرفه قليلة، بينما يلي الدولار في التبديل اليومي العملتان الماليزية والجزائرية اللتان تراجع سعر صرفهما.

وقال لـ "الاقتصادية" الصراف شارف البركاتي، إن غالبية الصيارفة خاصة المجاورين للحرم أوقفوا صرف اليورو، وقرروا الاحتفاظ به حتى يرتفع سعر تبديله ثم يبدأون بيعه، حيث إنهم اشتروا الـ 100 يورو بسعر عالٍ بـ 480 ريالا، في حين أن سعر تبديله الآن ما بين 420 و416 ريالا بخسارة أكثر من 60 ريالا، في حين اضطر البعض لبيع اليورو والتخلص منه، بسبب خسائره.

وبين، أن ملاك محل الصرافة البعيدة عن الحرم اضطروا لبيعه وأحيانا لطلبه من المحال المجاورة للحرم، وذلك بسبب تراجع مداخيلهم، مضيفاً أن المدخول اليومي لمحال الصراف يتباين يومياً، حيث يرتفع المدخول في يوم ويتراجع في يوم آخر، لافتاً إلى أن مداخيل محال الصرافة تشهد هذه الأيام تراجعا كبيرا، خاصة المجاورة منها للحرم، إذ يبلغ الدخل اليومي من ألف إلى ثلاثة آلاف ريال.

وأوضح البركاتي، أن أغلب العملات التي يتم تبديلها في محال الصرافة في مكة مع اليورو، الرينجيت الماليزي والدينار الجزائري من المعتمرين، مبينا أن غالبيتهم يأتي باليورو وسعر تبديله متراجع، كما أن عملة بلادهم متراجعة أيضا، حيث إن ألف دينار جزائري يبدل من 20 إلى 23 ريالا، بينما كان سعر شرائه 30 ريالا.

أما العملة الماليزية، فيتم تبديل 100 رينجيت ماليزي بـ 111 ريالا، رغم أنه تم شرائه بـ 116 ريالا، وهو أكثر العملات التي يتم تبديلها، وهم عادة يأخذون عملتهم قبل ذهابهم لبلادهم إن وجدت، وإن لم يجدوا من جراء توقف صرف اليورو فيأخذون الدولار.

ولفت إلى أن تبديل العملات الهندية والباكستانية يرتفع في رمضان والحج، بينما طوال العام لا يوجد إلا القليل منهم من المقيمين الذين يريدون السفر إلى بلادهم.

وأكمل البركاتي، أنه يتم تبديل القليل من العملات الهندية أو الباكستانية ثم الروبية الإندونيسية، من قِبل الخادمات، موضحاً أن الصيارفة قد أطلقوا لقب السوسة الحمراء على عملة بنجلادش، حيث إنهم لا يأتون إلا في الحج ولا يستفاد منهم أبدا، موضحا أنهم لا يحولون عملاتهم لدى الصيارفة، فربما لا يبدلون عملاتهم إلا لدى المصارف، مشيراً إلى أن الصيارفة لا يتوقعون ارتفاع تبديل عملتهم بعد فتح الباب لاستقدامهم.

وأشار إلى أن الجنيه المصري يُصرف قليلا وهو متراجع، أما التحويل فيكون بالدولار لدى المصارف، ملمحاً إلى أن أعداد المعتمرين قليل جدا هذا العام، بسبب المشاريع المجاورة للحرم.

من جهته، قال لـ "الاقتصادية" صراف فضل عدم ذكر اسمه، إنه خلال كل فترة من موسم العمرة، يرتفع تبديل عملات لبلاد مختلفة حسب جنسية المعتمرين الموجودين في البلاد، علی عكس السنين السابقة التي كانت تتنوع فيها العملات في الوقت نفسه، في حين الآن تتوافر العملات الجزائرية والماليزية أكثر من غيرها بين المعتمرين.

وأضاف أن إجمالي دخل محال الصرافة يبلغ مليونا و200 ألف ريال، بينما كان سابقا من 30 إلى 40 مليون ريال في اليوم الواحد.

وأشار إلى أن غالبية الصيارفة لجأوا إلى احتكار العملات المتذبذبة، خاصة التي تراجع سعر تبديلها عما كان عليه وقت الشراء، وحين يرتفع سعر التبديل تباع العملة المحتكرة بكثرة من الصرافين الذين يجمعون العملات وقت تراجع سعر تبديلها ويحتكرونها لأنفسهم، ويرفعون سعر بيعها وبذلك يرفعون من أرباحهم.