توقع محللون اقتصاديون ومستثمرون أن يخيم الهدوء النسبي على مقصورة تداولات بورصة قطر خلال هذا الصيف، وذلك بسبب سفر الكثيرين لقضاء إجازاتهم الصيفية خارج البلاد، كما أشاروا إلى أن تتم إعادة توزيع المحافظ الاستثمارية الشخصية مع الميل لتنويع الأسهم والاحتفاظ بالأسهم القيادية، والتقليل من عمليات المضاربة، كما بينوا أن التشابك بين السوق المالية القطرية والأسواق العالمية والأحداث الاقتصادية سيستمر وسترتفع نسب الشراء للمستثمرين الأجانب. ولفتوا خلال لقاءات متفرقة لـــ الاقتصادي إلى أن مؤشر السوق يسير في المسار العرضي وتذبذبات بالارتفاع والانخفاض بشكل يومي وأثناء اليوم الواحد، وأشاروا إلى أن السيولة الموجهة للتداول تتصف بالضعف بعض الشيء، كما أوضحوا أن أداء بورصة قطر لا يعكس الأداء المتميز لاقتصاد الدولة ولا يعكس نسب النمو المرتفعة التي تحققها قطر اليوم. وخالفت آراء المستثمرين فكر المحللين وبينوا أن فترة الصيف لن تكون هادئة بالنسبة لتعاملات البورصة، وقالوا «يردد دائما المحللون الاقتصاديون بأن التداول في فصل الصيف يتباطأ وتصبح البورصات ذات نشاط ضعيف ولكن هذا كان قبل التقنيات الحديثة الجديدة بينما اليوم أصبح مع كل متداول تقنيات متطورة، تصاحبه في السفر، ومن خلالها يتابع المتداول محفظته بل إن البعض يجد أن الصيف فرصة للتداول باعتبار أن نشاط البورصة ضعيف فيستغل الفرصة في الاستحواذ على أسهم انخفضت أسعارها».
بداية تحدث المحلل الاقتصادي خالد عرام عن توقعاته بشأن أداء البورصة خلال هذا الصيف وقال: قبل البدء في توقع أداء البورصة القطرية خلال الصيف ينبغي أن نوضح أن عمليات التداولات الحالية تتصف بتأثر الأسواق المالية الخليجية بالأسواق والأحداث الاقتصادية العالمية، وأضاف: بل أكثر من ذلك فالتشابك والارتباط واضح للجميع، مؤشر السوق يسير في المسار العرضي، وتذبذبات بالارتفاع والانخفاض بشكل يومي بل أثناء اليوم الواحد، والسيولة الموجهة للتداول تتصف بالضعف بعض الشيء، وأداء السوق المالي لا يعكس الأداء المتميز للدولة، وأيضا لا يعكس نسب النمو المرتفعة التي تحققها قطر اليوم.
وحول أداء البورصة القطرية خلال الصيف أوضح عرام: إن هذا الأداء سيحدده في المقام الأول نتائج القوائم المالية للشركات عن الربع الثاني والتي يتوقع أن تكون متميزة، وتأثير الأحداث السياسية في بعض الدول العربية والتي يتوقع أن تؤدي إلى عدم قضاء بعض الأجانب لإجازاتهم في بلادهم والبقاء في قطر. وقال: مما سبق نستطيع أن نقفز إلى النتائج التالية ونتوقع التالي: المؤشر لن يتغير بشكل جوهري عن وضعه الحالي، والتذبذبات ستكون صعودا وهبوطا وفي نطاق ضيق، والسيولة الموجهة للتداول ستتصف بأنها دون المستوى. وأضاف: في بداية الصيف ستتم إعادة توزيع المحافظ الاستثمارية الشخصية مع الميل لتنويع الأسهم مع الاحتفاظ بما يعرف بالأسهم القيادية، والتقليل لما يعرف بأسهم المضاربة، وسيستمر التشابك بين السوق المالية القطرية والأسواق والأحداث الاقتصادية العالمية، وسترتفع نسب الشراء للمستثمرين الأجانب، والتداول في نهاية الصيف، ونهاية رمضان سيكون أكثر من بداية الصيف، وهذا في حالة عدم وجود أحداث اقتصادية أو سياسية، إيجابية أو سلبية، مؤثرة بشكل جوهري.
التقنية والمساهمون
ويختلف معه في الرأي المستثمر حمد صمعان الهاجري ويقول: يردد دائما المحللون الاقتصاديون بأن التداول في فصل الصيف يتباطأ وتصبح البورصات ذات نشاط ضعيف ولكن هذا كان قبل التقنيات الحديثة الجديدة بينما اليوم أصبح مع كل متداول تقنيات متطورة تصاحبه في السفر ومن خلاله يتابع المتداول محفظته، وأوضح أن البعض يجد أن الصيف فرصة للتداول باعتبار أن نشاط البورصة ضعيف فيستغل الفرصة في الاستحواذ على أسهم انخفضت أسعارها. وأضاف الهاجري: والحقيقة لم يعد الصيف فصلا مؤثرا على التداول والعوامل الوحيدة المؤثرة هي العوامل الأساسية والمضاربة فمعروف أن السوق تنخفض قبل إعلان الأرباح الفصلية أو ترتفع نتيجة تسريبات عن بعض الأسهم وبعد الإعلان تعود السوق إلى عامل المضاربة بين المتداولين من أجل الحصول على هوامش الأرباح من فروقات الأسعار من خلال التذبذب، وقال: لذلك نجد أن صغار المساهمين خرجوا من السوق لأنهم لا يستطيعون مجاراة كبار المساهمين المستفيدين من هوامش التذبذب والحصول على أرباح لمبالغهم الكبيرة المتداولة في السوق، وأضاف: بينما صغار المساهمين كانوا يستفيدون في السابق من التذبذب الكبير لسوق الأسهم، وهذا التذبذب الكبير انتهى بعد إعادة هيكلة هذه الأسواق وأصبحت أكثر شفافية من قبل ولذلك فالسوق غير صالحة لصغار المساهمين بل لكبار المساهمين الذين يمتلكون الأموال الكبيرة والقدرة على التعامل مع السوق.
انتعاش بعد الصيف
وعلى صعيد متواصل أشار الخبير الاقتصادي محمد حجازي خلال مكالمة معه من مصر إلى أن مؤشرات التداول قد تراجعت الفترة الماضية، وأغلب أسعار الأسهم كذلك، وأضاف: وأعتقد أن فترة الصيف ودخول موعد الإجازات وموسم السفر لقضاء الإجازات بالخارج يؤدي إلى انخفاض التعاملات.
وبين حجازي أن الوضع في بورصة قطر يختلف تماما عن باقي البورصات في الدول العربية الأخرى التي تعاني من اضطرابات سياسية نتيجة الربيع العربي، وقال: إن بورصة قطر خلال موسم الصيف هذا سيتم إعلان أرباح الربع الثاني أو النتائج المالية نصف السنوية من العام الحالي مصحوبة مع مؤشرات تعكس تحوط بعض الشركات بتدوير الأرباح في العام الماضي وعدم توزيع أرباح لبعض الشركات، ربما يكون من محفزات الحذر للمستثمرين، كما أن الإعلان عن اكتتابات جديدة قد يدفع البعض للبيع وتعديل توزيع المحافظ المالية مما قد يؤدي لزيادة عرض البيع وبالتالي انخفاض الأسعار، وقال حجازي: أعتقد أنه من الأفضل لحملة الأسهم من صغار المستثمرين عدم الاندفاع للبيع إلا للضرورة القصوى وذلك لمتانة الاقتصاد القطري واهتمام الحكومة بدعم القطاعات الاقتصادية بما يحفز باستمرار النمو والتعرض لهزات عنيفة كما كان الأثر الإيجابي لشراء المحافظ العقارية والاستثمار في البنوك الوطنية، وتوقع حجازي أن يحدث انتعاش في التداول بانتهاء الصيف.
هدوء وحذر
ومن جانبه بيّن المستثمر سعيد الصيفي أن هناك هدوءا وحذرا يخيمان على البورصة والمستثمرين، متوقعا أن تكون هناك حركة نشطة في المحافظ الأجنبية، وبعض مؤشرات الأسهم القيادية، وقال: أتوقع أن ينهج المستثمرون سياسة الحذر والترقب خلال فترة الصيف وذلك كون الأغلب سيكون في إجازة صيفية، بالإضافة إلى تبني المستثمرين سياسة الامتناع عن البيع خلال فترة الصيف، وتأجيل البيع إلى ما بعد فترة الصيف. وأضاف: إن الهدوء في تعاملات الصيف يعتبر مسألة صحية وروتينية وتتكرر كل عام، ولكن ربما يختلف قليلاً العام الجاري بسبب الأحداث السياسية التي أثرت سلباً على القطاعات المالية ومن بينها البورصات العربية والعالمية، خاصة أن البورصات العالمية مثل بورصة لندن التي تحاول استقطاب المزيد من إدراجات الشرق الأوسط، وذلك بعد الخسائر المالية التي وقعت بسبب الاضطرابات في الدول العربية. ويوافق الصيفي الرأي رجل الأعمال عبد العزيز الكعبي الذي أوضح أن بورصة قطر خلال الصيف ستمر بمرحلة من الهدوء وربما تمتد إلى ما بعد رمضان، وذلك بسبب الإجازات الصيفية وخروج الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال خارج البلاد لقضاء إجازاتهم، وقال: وهذا ما سوف يؤثر نسبياً على أداء البورصة، إلا أن نشاط المؤشرات سيعود مجدداً بعد رمضان، وهو الأمر المتعارف عليه بين المستثمرين في الدوحة، مشيرا إلى أن السياسة التي سيتبناها المستثمرين خلال فترة الصيف ستميل إلى الامتناع عن البيع خلال هذه الفترة، وسينهج المستثمرون سياسة الاعتماد على الشراء فقط.