استمرت أجواء الحذر والترقب مخيمة على الاسواق المالية اللبنانية في ظل تزايد حدة الاحتقان السياسي في البلاد نتيجة الانقسام الحاد الذي تشهده على خلفية الازمة الخطيرة التي تجتازها سوريا منذ سنة ونيف. إلا أن المساعي التي تردد انها عادت تنشط للحيلولة دون انتقال هذه الازمة الى لبنان حدت من تشاؤم بعض المتعاملين في بورصة بيروت وكذلك من ابتعادهم عن التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها.
وترجم ذلك أمس بما طرأ من تطور على حركة العرض والطلب فيها لتشمل مروحة أكبر من هذه الصكوك عوض ان تقتصر على عدد محدود منها وبكميات أكبر نسبيا. فالى أسهم سوليدير التي ظلت تشهد الاقبال المعهود عليها، استأثرت الصكوك المصرفية باهتمام متزايد نسبيا. وأدى ذلك الى مضي أسهم سوليدير في التقلب صعودا من أدنى على 12,70 دولارا الى أعلى على 12,95 دولارا قبل ان تقفل الفئة "أ" منها ب12,76 دولارا (ناقص 0,54 في المئة ) والفئة "ب" ب12,84 دولارا (زائد 1,42 في المئة) من جهة، لترتفع أسعار أسهم بنك عودة المدرجة الى 5,50 دولارات (زائد 0,91 في المئة) وبنك بيروت التفضيلية – D الى 26,00 دولارا (زائد 0,38 في المئة) وبنك بيبلوس التفضيلية – 2008 الى 101,80 دولار (زائد 0,49 في المئة) و2009 الى 102,80 دولارين (زائد 0,29 في المئة) لتتراجع أسعار أسهمه العادية الى 1,50 دولار (ناقص 1,31 في المئة) وتستقر أسعار أسهم البنك اللبناني للتجارة التفضيلية – B على 100,00 دولار، من جهة أخرى.
وتبعاً لذلك، اقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 0,99 نقطة ونسبته 0,09 في المئة على 1127,95 نقطة، في سوق اكثر نشاطاً اذ تبودل فيها 111398 صكاً قيمتها 1884714 دولاراً، في مقابل تداول 30607 صكوك قيمتها 318943 دولاراً اول من امس.في الخارج، انحسر الاقبال على الاورو في اسواق القطع العالمية ليكسر نزولاً عتبة ال1,26 دولار التي تجاوزها صباح امس الى 1,2625 دولار في لندن مع تزايد التوقعات ان يقدم المركزي الاوروبي على اتخاذ تدابير نقدية تقضي بشرائه السندات السيادية لدول الاطراف في منطقته، وخصوصاً اسبانيا وايطاليا، التي لا تتجاوز آجال استحقاقها ثلاث سنوات، لدى اجتماع مجلس حاكميته غداً. ومما عزز هذه التوقعات ما صدر من مواقف داعمة لها مطلع الاسبوع عن رئيسه ماريو دراغي امام البرلمان الاوروبي في بروكسيل، وخصوصاً بعدما تبين امس ان الاقتصاد في منطقته مهدد بالركود في ضوء بقاء مؤشر مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة منها دون عتبة ال50 نقطة في آب (على 45,1 نقطة) وتزايد مظاهر التضخم كما عكسه ارتفاع اسعار الانتاج بنسبة 0,4 في المئة في تموز. الا ان استمرار تحفظ المانيا عن اتخاذ مثل هذه التدابير النقدية في ظل الشكوك التي تكتنف الاوضاع المالية والنقدية لاسبانيا، التي طلبت حكومتها مساعدة من شركائها الاوروبيين بالتزامن مع اعلانها انها قررت ضخ ستة مليارات اورو في صندوق انقاذ المصارف التابع للدولة لدعمه قد يخصص 4,5 مليارات منها لمصرف "بنكيا" الاسباني لزيادة رأس ماله، عاد وحمل المستثمرين على تعديل مراكزهم بالقطع لمصلحة الدولار، وخصوصاً في ظل الحديث عن فشل جولة رئيس وزراء اليونان انطونيس ساماراس في اقناع الشركاء الاوروبيين بتمديد المهلة المعطاة لبلاده لاعادة التوازن الى موازنتها سنتين اضافيتين حتى 2016 بدل 2014 كما اتفق عليه سابقاً.
وبالفعل، جاءت هذه المعطيات لتحجب تزايد مظاهر الانكماش في الاقتصاد الاميركي الذي تمثل في استمرار تراجع مؤشر مديري المشتريات الخاص بقطاع الصناعة في الولايات المتحدة من 49,8 نقطة في تموز الى 49,6 في آب وهبوط مؤشر الانفاق على البناء بنسبة 0,9 في المئة في تموز في مقابل ارتفاع 0,4 في المئة في حزيران، وتجعل الاورو يقفل في نيويورك متراجعاً من 1,26 دولار اول من امس الى 1,2565 دولار امس، ويوقف اونصة الذهب عن الارتفاع لتقفل ب1695,10 دولاراً في مقابل 1695,30، شأن اونصة الفضة التي أقفلت ب32,30 دولاراً في مقابل 32,31 في الفترة عينها.
ونالت بيانات ضعيفة لمديري المشتريات في قطاع الصناعة في منطقة الاورو في الولايات المتحدة في آب من تماسك اسواق الاسهم على جانبي الاطلسي في ظل حال عدم اليقين قبل اجتماع غد للمركزي الاوروبي والخميس 13 ايلول للاحتياط الفيديرالي في شأن التدابير التحفيزية التي ينبغي اتخاذها دعماً للاقتصاد العالمي. وفي انتظار ذلك، خسرت البورصات الاوروبية ما بين 1,00 و1,60 في المئة، ومؤشر داو جونز الصناعي 54,90 نقطة على 13035,94 نقطة، بينما اختصر مؤشر ناسداك مكاسبه ب8,10 نقاط على 3075,06 نقطة.
