العملة الإيرانية تتراجع وسط مصاعب جذب الأموال الأجنبية

تاريخ النشر: 27 ديسمبر 2016 - 09:09 GMT
بلغ سعر صرف الريال الإيراني في السوق الحرة 41 ألفًا و500 ريال مقابل الدولار انخفاضًا من نحو 41 ألفًا و250 ريالًا
بلغ سعر صرف الريال الإيراني في السوق الحرة 41 ألفًا و500 ريال مقابل الدولار انخفاضًا من نحو 41 ألفًا و250 ريالًا

سجّل الريال الإيراني مستوًى قياسيًا منخفضًا مقابل الدولار، أمس، في علامة على المخاوف المتعلقة بقدرة البلاد على جذب أموال أجنبية بعد انتخاب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة.

وبلغ سعر صرف الريال الإيراني في السوق الحرة 41 ألفًا و500 ريال مقابل الدولار انخفاضًا من نحو 41 ألفًا و250 ريالًا، أمس الأول، ومقارنة بـ 35 ألفًا و570 ريالًا في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.

وقال متعاملون إن أضعف مستوى للعملة الإيرانية قبل هذا الشهر بلغ نحو 40 ألف ريال مقابل الدولار الذي سجّلته في أواخر 2012.

وعزا مختصون اقتصاديون الانخفاض، إلى بعض العوامل، من بينها صعود الدولار أمام كثير من العملات في الأسابيع القليلة الماضية وحالة الضبابية التي تسبق الانتخابات الرئاسية في إيران العام المقبل.

لكنهم قالوا إن انتخاب ترمب؛ في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يمثل عاملًا رئيسًا، وقال ترمب: إنه سيلغي الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية الذي فرض قيودًا على مشروعات طهران النووية ورفع العقوبات عن الاقتصاد الإيراني في كانون الثاني (يناير) الماضي.

ومن شأن ذلك أن يعرقل جهود طهران الرامية لجذب أموال أجنبية بعشرات المليارات من الدولارات لمساعدتها على تطوير اقتصادها. وكانت التدفقات الواردة إلى البلاد منذ كانون الثاني (يناير) أقل مما توقعته الحكومة وهو ما يرجع لأسباب من بينها خشية المصارف الدولية الكبرى من الوقوع في مشكلات قانونية مع الولايات المتحدة إذا تعاملت مع إيران.

ويعتقد كثير من المحللين أن واشنطن ستحجم عن إلغاء الاتفاق، لكنها قد تطبق العقوبات المتبقية على طهران بشكل أكثر صرامة. وعلى أقل تقدير، فإن الغموض الذي يكتنف نيّات واشنطن قد يجعل الشركات في أرجاء العالم أكثر حذرًا بشأن التجارة مع إيران أو الاستثمار فيها. وقال بيجان بيداباد؛ المختص الاقتصادي الإيراني لـ "رويترز"، في مقابلة عبر الهاتف من طهران: "لم يكن تدفق العملة الأجنبية على البلاد بالقدر الذي توقعته الحكومة بعد الاتفاق النووي".

ونفى مسؤولون إيرانيون وجود أي علاقة بين نتيجة الانتخابات الأمريكية وهبوط الريال. وعزا صمد كريمي؛ مدير إدارة الصادرات بالبنك المركزي الإيراني، الهبوط، إلى ارتفاع مؤقت في الطلب على الدولارات لأغراض السفر والتجارة في نهاية العام، بحسبما أوردته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية.

وقال محمد باقر نوبخت؛ المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أمس: إن هبوط الريال يرجع إلى "أسباب نفسية"، وإن الحكومة تأمل بتعافيه خلال أيام.

ورغم ذلك أبلغ متعاملون في بعض مكاتب الصرافة بطهران "رويترز"، أنهم لم يشهدوا زيادة مفاجئة في الطلب على الدولار، خلال الأسابيع الماضية، بما يشير إلى أن أسباب تراجع الريال ربما تكون مزمنة. وإذا استمر ذلك، فإن ضعف الريال قد يصير مشكلة سياسية قبيل الانتخابات الإيرانية المقررة العام المقبل، حيث من الممكن أن يشكل خطرًا على بعض الإنجازات الاقتصادية للرئيس حسن روحاني؛ الذي تولى الحكم في 2013.

وعملت حكومة روحاني؛ على إعادة الاستقرار للعملة بعد سنوات من التقلب، لكن دون جدوى مع بقاء التضخم فوق 40 في المئة. إلى جانب سعر الصرف في السوق الحرة، تستخدم إيران سعرًا رسميًا يبلغ حاليا 32317 ريالًا للدولار في بعض التعاملات الرسمية.

وتسبّبت الفجوة الآخذة في الاتساع بين السعرين الرسمي والحر في تصريف العملة الصعبة خارج النظام المصرفي الرسمي. ولمواجهة ذلك سمحت الحكومة لبعض المصارف، السبت الماضي، بالتعامل بالأسعار الحرة.

اقرأ أيضًا:
الريال الإيراني على حافة الهاوية
موازنة إيران لعام 2017 تراهن على سعر 50 دولارًا لبرميل النفط
مالسبب وراء تردد المصارف الأوروبية الكبرى في التعامل مع إيران؟