أعلنت المؤسسة العالمية للأبحاث - الشرق الأوسط، المنظمة لمعرض سيتي سكيب 2006، معرض الاستثمار والتطوير العقاري الأبرز في منطقة الشرق الأوسط، أن الشركات السعودية قد عملت على تعزيز حضورها في معرض العام الحالي المزمع إقامته في مركز دبي العالمي للمعارض والمؤتمرات في الفترة من 4 ولغاية 6 ديسمبر 2006، وذلك بحجز مساحات عرض زادت عن العام الماضي لغاية الآن، أي قبل سبعة أشهر من انطلاق المعرض، بنسبة 70 بالمائة.
وكانت دورة العام الماضي من معرض سيتي سكيب قد شهدت الإعلان عن مشاريع بقيمة 27 مليار دولار، فاقت حصة المملكة العربية السعودية منها 25 بالمائة. وكان من أهمّ ما جرى الإعلان عنه مشروع جزر النجوم البالغ قيمته 18 مليار دولار، والذي وُفقت مجموعة الحنو في بيع أكثر من نصفه عقب ساعات قليلة من حفل الافتتاح.
وعلق روهان مرواها، مدير معرض سيتي سكيب، على ازدياد المساحة المحجوزة من قبل الشركات السعودية، بالقول: "لطالما نما الحضور السعودي بثبات في سيتي سكيب على مدى الأعوام الماضية، بيد أن الشركات السعودية أظهرت التزاماً كبيراً هذا العام، نظراً للقدر المذهل من المشاريع الذي تمّ الإعلان عنه خلال سيتي سكيب 2005. وبوسعي القول أنه ما دامت هناك سبعة أشهر تفصلنا عن المعرض، فإننا واثقون من حدوث مزيد من الحجوزات."
ومن أبرز الشركات السعودية المشاركة في سيتي سكيب هذا العام، مجموعة تنميات ودار الأركان اللتين أكدتا على حجز مساحة 650 متراً مربعاً من المعرض، بينما تجاوز مجموع ما حجزته كلّ من الحنو القابضة وسعودي أوجيه وجوار وسناسكو وديار نجد والسويداني وأسس وأمجاد السعودية 2400 متر مربع.
وقال مازن فايد، مدير العلاقات المؤسسية لدى مجموعة سعودي أوجيه، إحدى أبرز الشركات السعودية العاملة في قطاع البناء والتشييد: "زدنا حجم منصتنا إلى 120 متراً مربعاً، فنحن الآن، إلى جانب الشركات السعودية الأخرى، نجني فوائد مشاركاتنا في سيتي سكيب، الذي يجتمع فيه مستثمرون ومهندسون ومطورون ومقاولون وشركات تطوير عقاري من كافة أنحاء المنطقة والعالم لمدة ثلاثة أيام تحت سقف واحد. وقد كان معرض العام الماضي مذهلاً بالفعل، إذ كان الإعلان عن مشاريع بمليارات الدولارات يتمّ كأمر عادي."
وكان البنك السعودي البريطاني قد توقع وصول فائض الميزانية السعودية هذا العام إلى 30 مليار دولار، نظراً لارتفاع أسعار النفط. كما أن مؤشر سوق الأسهم السعودية كان قد أغلق عام 2004 على ارتفاع بلغ 76.23 بالمائة، وارتفعت قيمة الأسهم المدرجة في السوق بنسبة 110.14 بالمائة مقارنة بالعام الماضي لتصل إلى 157.3 مليار دولار، لتصبح أكبر سوق للأسهم في المنطقة. بقي أن نعرف كيف وأين سيكون هناك التزام ما من خلال هذه الأموال الفائضة تجاه المشاريع العقارية.
وإضافة إلى ما سبق، فقد قدمت عائدات النفط المرتفعة الحكومة السعودية ما يكفل لها الالتزام بوعودها بتوفير المساكن للمواطنين. يُذكر أن السعودية تتسم بكونها الدولة الأسرع نمواً في المنطقة بالنسبة لعدد السكان، المقدر حالياً بنحو 26 مليوناً، 77 بالمائة منهم سعوديون.
ويتوقع المحللون أن تصل قيمة المشاريع الإنشائية التي تضم مساكن عائلية إلى 85 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، وتشير تقديرات أخرى إلى أن عدد المنازل الجديدة المطلوبة لتلبية الطلب المتوقع خلال الخمس عشرة سنة القادمة سيبلغ نحو خمسة ملايين منزل، في حين تشير توقعت الغرفة التجارية بجدة أن يبلغ طلب المملكة على المنازل الجديدة خلال الأعوام الخمسة القادمة مليون منزل على الأقل.
وإضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن خطة لبناء 4 آلاف مدرسة جديدة بتكلفة أربعة مليارات دولار. كما تخطط الحكومة السعودية لترقية وتوسعة شبكتي الكهرباء والمياه، وهو ما يعتبر مشروعاً هائلاً بحدّ ذاته، ستستهلك فيه أعمال الإنشاءات وحدها نحو 700 مليون دولار.
لكن، وفيما يتعلق بالمشاريع العملاقة، تأتي مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، الواقعة قرب مدينة جدة والتي تطورها شركة إعمار بكلفة 26 مليار دولار، على رأس القائمة. يُذكر كذلك أنه قد أوجدت روابط بين كل من عملاق الإنشاءات البريطاني، شركة بوفيس Bovis، وشركة الهندسة المعمارية الرائدة في بريطانيا فوستر آند بارتنرز، من جهة، وبين خطط لتطوير مدينة جديدة تضمّ 750 ألف منزل، بتكلفة 16 مليار دولار.
وقال مرواها معلقاً: "لا يُظهر هذا الأمر قوة المستثمرين والمطورين السعوديين فحسب، وإنما يؤكد على الوضع الجيد للسوق في المنطقة."
ونظراً للنجاح الباهر الذي شهده معرض سيتي سكيب 2005، فقد ضاعفت المؤسسة العالمية للأبحاث، الجهو المنظمة للمعرض، مساحات العرض لاستيعاب الطلب المتزايد، إذ تبلغ مساحة العرض لدورة هذا العام 16 ألف متر مربع، بيع 80 بالمائة منها لغاية الآن.
وانتهى مرواها إلى القول: "وفق المعدل الحالي يُنتظر أن يتمّ بيع كافة المساحات بحلول الصيف، ما يضمن معرضاً آخر ذا رقم قياسي.
مزيد من المعلومات عن سيتي سكيب 2006 متوفر على الموقع www.cityscape.ae.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)