منيت البورصة المصرية بخسائر فادحة خلال جلسة تعاملات اليوم، وبينما سيطر اللون الأحمر على شاشات السوق، سيطر القلق والتوتر على وجوه المستثمرين بعد الخسائر القياسية التي منيت بها السوق في منتصف الجلسة.
وقال خبراء ومتعاملون في السوق إن وطأة الأحداث السياسية والأزمات الاقتصادية التي تمر بها مصر دفعت السوق إلى الاستمرار في المربع الأحمر وتحقيق مزيد من الخسائر بعد حالة الهروب الجماعي للمستثمرين من السوق التي اقتربت خسائرها خلال جلسة اليوم فقط من نحو 8 مليارات جنيه.
وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة في السوق ما يقارب 8 مليارات جنيه، بما يعادل 2.25%، متراجعاً من مستوى 351.1 مليار جنيه لدى إغلاق تعاملات أمس إلى نحو 343.2 مليار جنيه لدى إغلاق تعاملات اليوم.
وقال مدير التداول بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، عماد حساني، في تصريحات خاصة لـ "العربية نت"، إن التوقعات الخاصة بالسوق المصري أكثر من سلبية، خاصة وأن كل المتعاملين في السوق يعتزمون التخارج خلال الأيام المقبلة.
وعلى صعيد المؤشرات، فقد المؤشر الرئيسي للبورصة "إيجي إكس 30" نحو 151 نقطة تعادل نحو 2.88% متراجعاً من مستوى 5222 نقطة لدى إغلاق تعاملات أمس إلى نحو 5071 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم.
كما فقد مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" نحو 12 نقطة تعادل 2.77% بعدما تراجع من مستوى 424 نقطة لدى إغلاق تعاملات أمس إلى نحو 412 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم.
وامتدت الخسائر لتشمل المؤشر الأوسع نطاقاً "إيجي إكس 100" والذي فقد نحو 19 نقطة بما يعادل 2.66% متراجعاً من مستوى 721 نقطة لدى إغلاق تعاملات أمس إلى نحو 702 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم.
وأوضح حساني أن التحديات تواجه البورصة المصرية من كل اتجاه، ووسط هذه الأحداث السيئة لا يمكن توقع أن تكون الجلسات المقبلة إيجابية، حيث تتجه تعاملات كافة المستثمرين نحو البيع، ما يكبد السوق خسائر فادحة.
وقال المحلل المالي، نادي عزام، إن إذاعة جلسة حوار سد النهضة هي المحرك الرئيسي للخسائر التي منيت بها البورصة المصرية اليوم وأمس، خاصة وأن هذه الجلسات ضاعفت من تخارج المستثمرين واتخاذ قرارات عشوائية غير مدروسة وهو ما أدى إلى تراجع السوق بنسب مرتفعة.
وتوقع عزام أن يكمل السوق خسائره حتى جلسات نهاية الشهر الجاري، ليصل المؤشر الرئيسي إلى ما دون 4500 نقطة.
وشدد على أن قيم الاستثمارات في السوق تخسر جزءا كبيرا في نهاية كل جلسة، ولذلك اتجهت تعاملات المستثمرين نحو البيع والاتجاه إلى بورصات أخرى مثل أبوظبي أو دبي، ولا يقتصر البيع على كبار المتعاملين فقط، لأن صغار المستثمرين أيضاً يبحثون عن مكاسب وتعويض لخسائرهم من سوق مصر في أسواق أخرى.