بعد جلستين من الصعود، غيرت البورصة المصرية اتجاهها لتعود إلى المربع الأحمر، فيما جاءت الخسائر "القاسية" التي شهدتها السوق بدعم عمليات البيع المكثف من قبل المستثمرين المصريين ثم العرب، بينما بدأ الأجانب على الشراء ثم تحولوا إلى البيع بحلول منتصف الجلسة.
وقال محللون ومتعاملون في السوق إن الحذر والخوف يسيطران على القرارات الاستثمارية للمتعاملين، وخاصة العرب والأجانب، بعد منع رجال أعمال عرب بينهم سعوديون من التصرف في أموالهم على خلفية اتهامات تتعلق بقضية البنك الوطني المصري.
وقال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الأوائل لإدارة المحافظ، وائل عنبة، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت"، إن السوق ما زال يتلقى الصدمات القاسية منذ 4 أسابيع تقريباً، والتي بدأت بفرض ضرائب على التعاملات في البورصة، ثم الحجز على أموال عائلة ساويرس، ثم أزمة شركة أوراسكوم للإنشاء مع وزارة المالية، ودعم وضوح الرؤية في الاتفاق حول قرض صندوق النقد الدولي، ومنع رجال أعمل من التصرف في أموالهم، وأخيراً ما أعلنه الاتحاد الأوروبي بشأن وقف المساعدات الخاصة بمصر.
وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة في السوق نحو 3.6 مليار جنيه تعادل ما يقرب من 1%، متراجعاً من نحو 362.1 مليار جنيه لدى إغلاق أمس إلى نحو 358.5 مليار جنيه لدى إغلاق تعاملات اليوم.
وعلى صعيد المؤشرات، فقد شهدت تراجعات حادة مقارنة مع مكاسب أمس، حيث فقد المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" نحو 81 نقطة بنسبة تراجع بلغت 1.55%، متراجعاً من مستوى 5242 نقطة في إغلاق أمس إلى نحو 5161 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم.
كما تراجع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" فاقداً نحو 5 نقاط بنسبة تراجع 1.08%، لينهي جلسة اليوم عند مستوى 449 نقطة مقابل نحو 454 نقطة لدى إغلاق تعاملات أمس.
وامتدت التراجعات لتشمل مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقاً والذي فقد نحو 10 نقاط بنسبة 1.24%، متراجعاً من مستوى 759 نقطة لدى إغلاق تعاملات امس إلى نحو 749 نقطة في إغلاق تعاملات اليوم.
وأوضح عنبة أن السوق ينتظر دخول سيولة جديدة في ظل تخارج المستثمرين العرب والأجانب، حيث في ظل سيطرة الاتجاه البيعي على تعاملات المستثمرين ما زالت أحجام التداول محدودة جداً، ما يشير إلى الخوف والقلق الذي يسيطر على المستثمرين.
وقال إنه مع كل تراجع كنا نتوقع أن السوق لن يتسمر للتراجع مرة أخرى، وأنه وصل للقاع، ولكن في ظل استمرار الأوضاع القائمة، فلا يمكن التوقع بأن يشهد السوق أداءً إيجابياً طالما أنه لا توجد أي أخبار إيجابية.
وتوقع عنبة أن يشهد السوق المصري انتعاشة في بداية إبريل/نيسان، حيث من المتوقع أن يدخل السوق 6 مليارات جنيه من خلال كوبونات أوراسكوم للاتصالات والإعلام والبنك التجاري الدولي وسوسيتيه جنرال.
وأوضح أن الضغوط البيعية دفعت الأسهم القيادية إلى مواصلة التراجع، مثل غيرها من الأسهم التي هبطت أسعارها بشكل حاد.