تنطلق اليوم في مقر منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أعمال المؤتمر الوزاري في دورته العادية 171 وهو الاجتماع المرتقب الذي يعول عليه السوق كثيرا، حيث من المنتظر أن يسفر عن أول خطة لخفض إنتاج دول المنظمة منذ ثماني سنوات وبالتحديد منذ وقوع الأزمة المالية العالمية.
وكانت المنظمة قد توصلت في الاجتماع الوزاري الاستثنائي في الجزائر في أيلول (سبتمبر) الماضي إلى ما عرف باتفاق الجزائر، الذي ينص على خفض إنتاج دول المنظمة إلى نحو ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، دون التوافق على حصص الخفض للدول الأعضاء التي من المقرر أن يتوصل إليها بشكل متكامل اجتماع اليوم.
وتوالى وصول وزراء الطاقة والنفط في الدول الأعضاء على العاصمة النمساوية فيينا وشهدت أروقة المنظمة حالة من النشاط والقلق استعدادا لعقد الاجتماع التاريخي للمنظمة، كما شهدت فنادق فيينا بوسط المدينة حالة رواج واسعة إثر تدفق وفود الدول الأعضاء عليها.
واحتشدت وسائل الإعلام العالمية أمام الفنادق التي يقيم بها الوزراء، وبدت حالة من التوتر والترقب على اغلب المشاركين في الاجتماعات.
وقال لـ"الاقتصادية" سهيل المزروعي؛ وزير الطاقة الإماراتي، إنه متفائل باجتماع وزراء "أوبك" لإنتاج اتفاق في مصلحة توازن سوق النفط، لكنه لا يستعجل الأمور ويرغب في إعطاء الفرصة كاملة للمنتجين لمناقشة جوانب الاتفاق سواء بالخفض أو تجميد الإنتاج، وإقرار ما هو صالح لدعم الاستقرار والتعافي في سوق النفط الخام.
وأشار إلى أن "أوبك" لديها رغبة قوية في قيادة السوق نحو التعافي والاستقرار والتغلب على صعوبات المرحلة السابقة، ودعم نمو الاستثمارات النفطية التي تراجعت على نحو حاد عقب تهاوي الأسعار في الفترة الماضية.
من جانبه، قال جبار لعيبي؛ وزير النفط العراقي، إن بلاده لن تعوق استعادة الاستقرار في السوق وتطبيق اتفاق الجزائر الذي تم التوافق بشأنه، معربا عن تطلعه إلى أن يراعي بقية المنتجين الظروف الاقتصادية التي تعيشها بلاده نتيجة الحرب.
فيما أكد بيجين زنجنه؛ وزير النفط الإيرانى، أن بلاده تدعم اتفاق الجزائر وتؤيد خطة خفض الإنتاج، وفق ما يتم التوافق عليه بين المنتجين حول آليات التنفيذ.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" المحلل العراقي في "أوبك" عامر البياتى، إن أجواء الاجتماع تشير إلى صعوبة في التوافق على خفض الإنتاج، خاصة أنها المرة الأولى منذ ثماني سنوات، في ظل حالة من التسابق الإنتاجي الواسع بين كبار المنتجين.
بينما أوضح لـ"الاقتصادية" فيليب ديبيش؛ رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن السوق يأمل أن يكون الاجتماع بداية للسيطرة على تخمة المعروض وتحقيق توازن حقيقي ومستدام في علاقة العرض والطلب، مبينا أن "أوبك" قادرة على قيادة السوق وتحقيق ذلك بشرط التمسك بتحقيق التوافق والعمل المشترك بين المنتجين كافة.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط 3 في المائة أمس، مع وجود إشارات على أن كبار مصدري الخام يكابدون من أجل التوصل إلى اتفاق على تقليص الإنتاج للحد من تخمة المعروض في الأسواق العالمية.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا اليوم، بهدف تنفيذ اتفاق جرى وضع خطوطه العريضة في أيلول (سبتمبر)، لتقليص الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا من نحو 33.82 مليون برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر).
لكن يبدو أن أعضاء أساسيين في "أوبك" يختلفون مع بعضهم بعضا على تفاصيل الاتفاق، ورجح بعض المحللين احتمال فشل الاجتماع في التوصل إلى اتفاق أو أن يتمخض عن اتفاق غير فعال.
وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت بواقع 1.50 دولار إلى 46.74 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:15 بتوقيت جرينتش، في حين نزل الخام الأمريكي الخفيف بالمقدار نفسه إلى 45.58 دولار للبرميل.
وأكدت روسيا غير العضو في "أوبك" أمس، أنها لن تحضر اجتماع المنظمة، لكنها أضافت أن اجتماعا بين الدول الأعضاء والمنتجين المستقلين ممكن في مرحلة لاحقة.
وتراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس، تحت ضغط مخاوف فشل اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" غدا الأربعاء في الاتفاق على خفض الإنتاج ودعم الأسعار، خاصة بعد فشل اجتماع داخلي لـ"أوبك" بالأمس في حل أزمة حصص الأعضاء من إجمالي الخفض المحتمل، إضافة إلى غموض موقف المنتجين من خارج أوبك خاصة روسيا التي تصر على المشاركة فقط بتجميد الإنتاج عند مستوىاته القياسية الحالية.
وتراجع الخام الأمريكي بحلول الساعة 09:10 بتوقيت جرينتش إلى مستوى 46.50 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 46.89 دولار وسجل أعلى مستوى 46.96 دولار وأدنى مستوى 46.39 دولار.
ونزل خام برنت إلى مستوى 47.70 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 48.06 دولار، وسجل أعلى مستوى 48.08 دولار وأدنى مستوى 47.51 دولار.
وأنهي النفط الخام الأمريكي "تسليم يناير " تعاملات الأمس مرتفعا بنسبة 2.1 في المائة، مع صعود معظم السلع المسعرة بالدولار الأمريكي، وصعدت عقود برنت "عقود يناير " بنسبة 2.4 في المائة.
وانتهي الإثنين في فيينا اجتماع داخلي لخبراء من منظمة أوبك بالفشل في حل الخلافات المتعلقة بحصص الأعضاء من الخفض المحتمل.
وكانت "أوبك" قد نجحت في أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي في الجزائر، في إبرام اتفاق مبدئي على خفض إنتاجها للمرة الأولى منذ عام 2008، لكنها أرجأت تفعيل الاتفاق بصورة نهائية إلى اجتماع تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.
تعرض هذا الاتفاق إلى عديد من العراقيل المتمثلة في نسب كل دولة من إجمالي الخفض المحتمل، إلى جانب رفض بعض الأعضاء المشاركة في الاتفاق لأسباب مختلفة، من ضمن الأعضاء إيران وليبيا ونيجيريا وانضمت إليهم أخيرا العراق بعد دخولها في حرب.
من ناحيته، قال بنك جولدمان ساكس، في أحدث تقاريره عن أسواق النفط، أنه في حال توصلت منظمة أوبك إلى اتفاق لتقليص الإنتاج خلال اجتماع هذا الأسبوع، سوف ترتفع أسعار النفط إلى نطاق 50 إلى 59 دولارا للبرميل.
وبالنسبة لموقف المنتجين من خارج "أوبك" لم تتضح الصورة حتى الآن حول المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج في حال إقراره في اجتماع "أوبك"، وسط مطالبة أعضاء "أوبك" مشاركة المنتجين الآخرين بخفض قدره 600 ألف برميل، في مقابل تصميم روسي على تجميد الإنتاج فقط عند المستوىات الحالية.
وهنا قالت وزارة الطاقة الروسية، إن موعد اجتماع "أوبك" مع المنتجين المستقلين لا يزال قيد البحث، وأضافت المتحدثة باسم الوزارة أن وزير الطاقة الروسي لطالما لا يشارك في اجتماعات "أوبك".