بسبب الأحداث التي تشهدها الساحة المصرية وما أعقبها من مشاكل مالية لسوق الانتاج الدرامي. هل يفكر منتجو الدراما المصرية قطاع خاص وحكومي وعلي رأسها قطاعات الانتاج باتحاد الاذاعة والتليفزيون في انتاج اعمال درامية ذات ال 15 حلقة بدلا من ..30 اختلفت الاراء بين مؤيد ومعارض للفكرة التي يدور حولها هذا التحقيق.
يقول المخرج خالد بهجت بالفعل خضت هذه التجربة من خلال مسلسل كان يا مكان وهو جزءان كل جزء مسلسل مكتمل العناصر وموضوع منفصل وحاليا المسلسل متبق له ثلاثة ايام وينتهي من المونتاج والمكساج ويكون جاهزاً للعرض والمسلسل بعهد درامي جديد يحمل هذا الشكل الجديد من الإنتاج لكسر طوق العرض الدرامي الرمضاني. وأن هناك أعمالاً درامية تم انتاجها بهذا الشكل منها"كابتن عفت" للفنانة ليلي علوي ومازلت انسة للفنانة الهام شاهين والقراءة الهادئة لتفعيل هذا التوجه من شأنه أن يفتح باب الأسئلة حول جدواه العملية وكشف غاياته الحقيقية فهل إنتاج مسلسلات بخمس عشرة حلقة هو كسر لاحتكار العرض الرمضاني حقا وما مدي الاستفادة الفعلية لجهة تكاليف الإنتاج من تنفيذ نصف حلقات المسلسل المعتاد يتألف من ثلاثين حلقة وكيف سينعكس ذلك علي المستوي الفني للعمل والدراما المصرية عرفت اشكالا كثيرة منها السهرة تليفزيونية بحلقة واحدة قد تصل مدتها نحوالساعة ونصف الساعة كما عرفنا الثلاثية وهي مسلسل من ثلاث حلقات والسباعية وهي مسلسل من سبع حلقات ثم قدمت مسلسلات بأعداد حلقات متفاوتة ولا سيما في بدايات الدراما السورية.فكنا نسمع عن مسلسل من 13 حلقة وربما أكثر أوأقل لكن عدد الحلقات هذا لم يأت ضمن جدولة زمنية تقليدية وإنما كان يتبع لقصة العمل والزمن الافتراضي لانتهاء أحداثه. ولم نسمع بجدولة ثابتة لعدد الحلقات إلا مع بدء ربط العرض الدرامي الجديد بشهر رمضان المبارك حيث صار لزاماً إنتاج مسلسلات بثلاثين حلقة لتغطي أيام الشهر الفضيل وهذا خلق نوعا من التطويل والبحث عن أحداث وخيوط درامية ولو عن طريق خلق احداث تؤثر بالسلب علي العمل لاننا نريد 30 حلقة واعتبرها طوق الخلاص من الثرثرة التي بدأت تطغي علي الدراما العربية علي حساب الأحداث وحالات التطويل المملة التي بدت وسيلة الكتاب الوحيدة للوصول بأعمالهم إلي بر الحلقة الثلاثين يقول الكاتب وليد يوسف رغم أن انتاج أعمال درامية ذات 15 حلقة يعتبرها البعض من المنتجين طوق نجاه لهم لتقديم دراما تكلفتها بسيطة فهذا مفهوم خاطئ لان التحضير للعمل واحد وأنا اجلت المشاريع الفنيةالدرامية التي كنت أستعد لها فعليا قبل ثورة 25 يناير لشهر رمضان وبعد جلسات عمل مع جهة الانتاج قمت بتعديل سيناريو مسلسل مع سبق الاصرار الذي كتبته منذ فترة في 30 حلقة ليختصر إلي 15فقط بناء علي طلب المنتج لأن الظروف الاقتصادية بمصر سيئه للغاية بالاضافة إلي سوء حركة تسويق الأعمال وأن المؤلف المتمكن من ادواته لا تجد عنده تطويل أو خلق أحداث لا تمت بصله لاحداث المسلسل ولكن هو نوع من انواع الدراما وكانت تنتج من قبل ولابد أن نعي شيئا مهما من المفترض أن يحدد موضوع المسلسل عدد حلقاته وهذا أمر في يد المؤلف وليس المنتج.
ويقول المنتج اسماعيل كتكت قدمت عملا دراميا يتحدث عن الثورة مكون من جزءين كل جزء 15 حلقة وكان لكل عمل فريق مختلف وكان الموضوع عن الثورة والفكرة جيدة ولكن الية التنفيذ واتخذنا قرارا هذا العام بانتاج مسلسلات درامية لاتزيد حلقاتها علي 15 حلقة لتخفيض التكلفة وضيق الوقت المتبقي علي الشهر الكريم حتي نلحق بالموسم الدرامي ومازلنا في مرحلة اختيار النصوص ولدينا أعمال سيتم ضغط أحداثها في 15 حلقة بينما هناك نصوص أخري لاتصلح للاختصار. معظم المنتجين متوقفون عن انتاج مشاريعهم الفنية بسبب الظروف الاقتصادية وعدم استطاعتنا تسويق الأعمال الدرامية وذلك هو السبب في تأجيل تصوير مسلسل النيل الطيب لأجل غير محدود والأمر لايرتبط بثلاثين أو خمس عشرة حلقة لأن المشكلة ليست في التكلفة بل في التسويق خاصة أن مصير التليفزيون المصري غير محدد وكذلك القنوات. ويقول المنتج صفوت غطاس: بالنسبة لي كمنتج لم أفكر في تلك النوعية من الأعمال ولا استطيع ضغط السيناريو في خمس عشرة حلقة فقط وهذه النوعية من الاعمال كانت موجودة علي ساحة الدراما المصرية وكان هناك أشكال درامية أخري توقفت لان الموسم الانتاجي أصبح دراما رمضانية بعدد أيام الشهر.
ويقول الكاتب محمد صفاء عامر ارتباط العمل بعدد حلقات محدد أمر ليس بجيد لأن أحداث المسلسل هي التي تحدد عدد الحلقات وبالنسبة لي لا أستطيع تغيير احداث أو ضغطها من أجل المنتج وفي السنوات الماضية كانت معظم الأعمال الدرامية من ثلاثين حلقة بسبب شهر رمضان لكنني كنت حريصا علي ألا تصاب أعمالي بالمط والتطويل.