ادفع فريقك لتقديم نتائج أفضل عبر التوازن بين العمل والحياة

تاريخ النشر: 27 ديسمبر 2015 - 12:01 GMT
إدراكك الدائم للبيئة المحيطة، وما يحدث في الداخل والخارج، هو الخطوة الأولى كي تقي نفسك وأعضاء الفريق من الانزلاق، وبصفتك قائد
إدراكك الدائم للبيئة المحيطة، وما يحدث في الداخل والخارج، هو الخطوة الأولى كي تقي نفسك وأعضاء الفريق من الانزلاق، وبصفتك قائد

إن عدم التوازن بين العمل والحياة، يؤدي إلى الإنهاك وعدم الرضى أكثر من زيادة الإنتاج على المدى الطويل، إذ تبيّن أن عدم عنايتك بنفسك كإنسان يضر بك بصفتك قائداً وعضواً في فريق. ويميل الشباب إلى التفكير في أن العمل بالكثافة القصوى هو “الطريقة المثلى”، لكن عندما يبلغون أواخر العشرينات من العمر، يكتشفون أن عليهم إيجاد طريقةٍ أكثر توازناً للعمل.

ونحن كمجتمع تكنولوجي على وجه الخصوص، قادرون جميعاً على فعل المزيد كي يساعد أحدنا الآخر كي يعيش حياةً جيدة، وفي الوقت ذاته، إحداث تأثير على العالم. وإننا محظوظون لأننا لسنا بحاجة للاختيار بين هذين المسارين لأنهما متوافقان معاً أكثر بكثير مما تقودنا ثقافتنا لاعتقاده.

وفيما يلي بعض الاقتراحات حول كيف يصبح بمقدورنا أن نكون أفراداً منتجين أكثر، وفي الوقت ذاته لا نستنفذ طاقتنا بالكامل، ما يدفع بفريقنا للقيام بالمثل.

كن واعياً باستمرار

إن إدراكك الدائم للبيئة المحيطة، وما يحدث في الداخل والخارج، هو الخطوة الأولى كي تقي نفسك وأعضاء الفريق من الانزلاق، وبصفتك قائد، يمكنك أن:

تذكّر أعضاء الفريق أن يتحققوا من طاقتهم بصورة واعية: هل هم مُرهَقون؟ هل يشعرون بالرضى؟ هل يمنعهم أطفالهم من الحصول على الراحة طوال الليل؟ هل عودتهم إلى المنزل لقضاء العطل تجعلهم يشعرون بالنشاط أم بالإنهاك؟ هل يعودون من ممارسة أنشطتهم وهم يشعرون بتحقيق الذات أم أنهم يعانون من آثارها الجانبية فقط؟
شجع الجميع على أخذ استراحة: كُتبت أطنان من المؤلفات التي تشرح كيف يؤدي أخذ فترات استراحة إلى تحسين الصحة الجسدية والعقلية، وإبعاد الملل، ومساعدة الدماغ على التزوّد بالطاقة اللازمة لاتخاذ القرارات الهامة. وما من سببٍ وجيه يجعلك لا تفارق مكتبك بين الفينة والأخرى. فاذهب وتمشى إلى المقهى بدلاً من إعادة ملء فنجانك في المكتب مثلاً. فالاستراحات ذات فائدة مهما كانت مدتها، وعليك أن توفر لهم الفراغ والدعم كل يوم، وإجازاتٍ مدفوعة الأجر بانتظام، وإجازاتٍ طويلة كل بضع سنوات.
اجعل المديرين ينتبهون لحالات الإنهاك ويتصرفون حيالها: فنحن عادةً لا نعلم أن أحداً ما قد أُنهك حتى يصيبه الإنهاك. لكن المديرين الذين يتمتعون بالحدس وينخرطون مع موظفيهم يكونون قادرين على اكتشاف العوارض المبكرة. فشجع المديرين جميعاً على إجراء مقابلات فردية عند تقديم التقارير وألا يتحدثوا عن العمل فقط. وأن يستغلوا الوقت في استقصاء الجوانب الإنسانية لدى الأفراد.

شجع العادات الصحية
تقدم العديد من الشركات لموظفيها ميزات صحية سخية، إلا أنهم يضيعون بعض الفرص الهامة لمساعدة موظفيهم في أن يكونوا أكثر صحة وسعادة سواء ضمن المكتب أو خارجه.

قدم الدعم المالي للتسجيل في نادٍ رياضي (أو أي نشاط بدني آخر): الموظفون الأصحاء هم موظفون سعداء. فالرياضة لا تحسن وظائف الدماغ فحسب، بل قد ثبت علمياً أنها تخفف التوتر والألم وتحسن الصحة بصورة إجمالية. شجع الموظفين على ممارسة التمارين الرياضية واجعل خيارات اللياقة متاحة لهم بيسر وسهولة. مثلاً، لدى شركة “Stripe” نادٍ للجري مثير للإعجاب، إذ يتسلقون هضبتي سان فرانسيسكو هرولةً عدة مرات في الأسبوع.
وفر مخزوناً من الأطعمة الصحية: إذا كانت شركتك قادرةً على تقديم الطعام للموظفين،فأكد على اختيار الأطعمة الصحية بدلاً من الوجبات السريعة حتى لا يكون هناك إغراء لتناول سعرات حرارية غير مفيدة. فأجسامنا تحتاج الوقود لتزودنا بالطاقة اللازمة خلال الأيام الطويلة، وقد علقت الشركات لأعوام في حلقة الخيارات الغذائية السيئة، وعلينا أن نغير ذلك. ففي شركة “Asana”، يتم توفير بعض الخيارات المتساهلة بعض الشيء، من أجل التوازن، لكننا لا يجعلونها في متناول اليد بحيث تكون أقل إغراءً، ويتم وضع الأطعمة الصحية في الأمام.
وفر طاولات مكاتب قابلة للاستخدام جلوساً أو وقوفاً، مع أجهزة تمارين المشي: إننا نجلس إلى مكاتبنا لساعات أطول من أي وقت مضى، وطريقة العمل هذه تضر بصحتنا بلا شك. فتوفير ولو القليل من هذه الطاولات للمكتب بكامله يمكن أن يشجع أعضاء الفريق على القيام من مقاعدهم. ونحن نضع الطاولات خاصتنا في موقع مشترك، ونجعل من السهل وصل الحاسوب المحمول بالشاشة والكهرباء عند ممارسة المشي.

خصص وقتاً للمتعة والتواصل
فمجرد أنك في العمل لا يعني أنه يجب ألا يكون هناك مجال للعب. فالعمل معاً كفريق يتطلب وجود الثقة والقيم المشتركة. ومعظمنا يمضي وقته إما جالساً أمام الحاسوب أو في اجتماع، لكن من المهم تخصيص بعض الوقت كي يستطيع أعضاء الفريق التعرف إلى بعضهم في بيئة أكثر عفوية. وهذا لا يساعدنا في الشعور بأننا قريبون من زملائنا فحسب، بل إنه غالباً ما يشجعنا على تبادل الأفكار والآراء الجديدة أثناء الأحاديث العفوية المخصصة لهذا الغرض.

ضع برنامجاً لتناول العشاء مع الفريق، وإقامة حفلات الشركة: إن الخروج مع الفريق يتيح للزملاء التعرف على بعضهم كأناس خارج العمل، ويشجع أيضاً على الانفتاح وإجراء الأحاديث الصادقة التي تساعد في تحسين العمليات أو تسلط الضوء على المشكلات مثل مشكلة الإجهاد. وإقامة الفعاليات هي أيضاً مناسبات رائعة للتعبير عن الامتنان للعمل الجيد والاحتفال بنجاحات الفريق.
خذ الفريق في رحلة خارج العمل كل 18شهراً: أحياناً لا يتطلب الأمر سوى الخروج من المكتب من أجل إعادة التزود بالطاقة للتوصل إلى أفكار كبيرة والحصول على منظور جديد. وقد وجدت دائماً أن الرحلات خارج العمل يمكن أن تطلق العنان للإبداع، وأن تعيد تنشيط أعضاء الفريق الذين ربما يشعرون بالتوتر أو يكونون غير واثقين من دورهم في الشركة، كما أنها تجمع أعضاء الشركة في مهمة لرؤية الصورة الشاملة.
وهذه الفعاليات هي طريقة رائعة كي تتعرف على الناس الذين تتعامل معهم من الناحية الإنسانية، وأنا أشجع الناس على إحضار مرافق إلى معظم هذه الفعاليات، لكن ليس كلها. وعندما تتواصل بنجاح مع زملائك في العمل على هذا المستوى، فإنك تشعر بأنكم شركاء في الفريق ذاته وليس مجرد أفراد يتعاملون مع بعضهم. وهذا يجعل العمل أكثر متعةً وإرضاءً لكل منكم. فرغم أن سؤالك زميلك في العمل عن كيفية تعامل كلبه مع السجادة الجديدة قد يبدو أمراً مبتذلاً، إلا أنه في الواقع يساعد على بناء ثقافة التوازن بين العمل والحياة.

 

كن مرناً

شجع أعضاء الفريق على اكتشاف نوع التوازن بين العمل والحياة الذي يناسبهم. فبعض الناس يفضلون أن يكون ضغط العمل أقل خلال اليوم ثم يكملون مهامهم في الليل، والآخرون يفضلون الحصول على الراحة الكاملة عندما يغادرون المكتب.

إن أحد أكبر الأسباب التي رأيت الناس يستنفدون طاقتهم بسببها أو لا يقدمون أفضل ما لديهم هو تمسكهم بمعايير غير عقلانية،أو لأنهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون التحدث جهراً عن عدم قدرتهم على إنجاز ما طُلب منهم. فإقامة ثقافة عمل شفافة هي الوسيلة الأفضل لضمان أن أعضاء الفريق يشعرون بالارتياح عندما يتحدثون عن المشكلات والتحديات في مرحلة مبكرة، ما يمكّن المديرين من إيجاد الحلول.

أجرِ حسابات وافية لتحديد الإطارات الزمنية للعمل وأضف إليها فاصلاً زمنياً ملائماً: لا تمارس سلطتك عليهم من الأعلى. فالتخطيط إلى الأمام يضمن أن العمل يبقى معقولاً وأن المواعيد النهائية واقعية.

شجع ساعات العمل المرنة: إن الاعتراف أن الموظفين هم بشر لن يشجعهم على احترام قيادتك فحسب، بل أيضاً سوف يساعدهم في نهاية المطاف على تقديم عملٍ أفضل. وعليك ألا تعتبر زمن الوجود في المكتب وزمن تقديم العمل المثمر متساويين، وعليك أن تدرك أن كل عضو من أعضاء الفريق هو شخص فريد خارج العمل. وعندما تكون مرناً فإنك تعطي رسالة مفادها أنك تدعم القوى العاملة المتنوعة.

وإذا كنت قائداً يتخذ خطوات حثيثة نحو توفير بيئة عمل أفضل لفريقك، فإنني أرغب في سماع الأمور التي تعلمتها والنصيحة التي شاركتها. وأنا أعلم أن إجراء مثل هذه التغييرات ليس أمراً سهلاً، لكنني أؤمن من صميم قلبي أنها ضرورية للغاية من أجل أن نستمر في التحرك بالخطوات التي نسير بها.

وتذكر دائماً أنه لم يسبق لأحد وأن قال على فراش الموت: “ليتني أمضيت المزيد من الوقت في العمل”.

اقرأ أيضاً: 

أنت مدير تنفيذي.. تأمل لتنجح أكثر!

تعرف على مهارات الموارد البشرية الأكثر طلباً في الإمارات

 النقاشات المنظّمة قد تساعد فريقك على التطوّر.. كيف؟