أحمد مراد يتحدث عن روايته الجديدة "موسم صيد الغزلان"

تاريخ النشر: 11 يناير 2018 - 03:16 GMT
أحمد مراد يتحدث عن روايته الجديدة "موسم صيد الغزلان"
أحمد مراد يتحدث عن روايته الجديدة "موسم صيد الغزلان"

القاهرة– قال الروائي المصري أحمد مراد إنه أراد أن يكون لروايته الجديدة "موسم صيد الغزلان" وقع الصدمة من خلال الخوض في جدلية العلم والدين بهدف دفع القارئ نحو التفكير فيما حوله وإعادة النظر في الكثير من الثوابت التي تربى عليها وسلم بها دون مراجعة.

والرواية الصادرة عن دار الشروق بالقاهرة في 333 صفحة من القطع الصغير هي السادسة لمراد خلال عشر سنوات امتهن فيها الكتابة وأصدر فيها روايات "فيرتيجو" و"تراب الماس" و"الفيل الأزرق" و"1919" و"أرض الإله".

وتدور أحداث الرواية في المستقبل الذي يحاول الكاتب استشرافه بقليل من الخيال معتمدا على ما وصل إليه العالم حاليا من تقدم علمي وتقنيات حديثة لا تزال في بداياتها مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والطائرات ذاتية القيادة وما سيفرضه هذا التقدم المتسارع من غرور وصراعات فلسفية.

تبدأ الأحداث من عند بطل الرواية نديم أستاذ علم النفس التطوري الذي لا يؤمن بوجود الإله ويعزي كل شيء إلى العلم فقط ويصمه البعض بالجنون والإلحاد والزندقة والترويج للمثلية الجنسية.

يلتقي نديم بعد إحدى محاضراته مع طارق صاحب مكان يطلق عليه "الملاذ" يجري داخله جلسات استرخاء وتنويم مغناطيسي يساعد على استرجاع الحياة السابقة للشخص طبقا لمفهوم عودة الروح بعد الموت في حياة أخرى وجسد آخر، ويدعوه إلى خوض التجربة مستخدما في ذلك الطُعم المثالي للبطل وهي "تاليا" تلك المرأة الغجرية الفاتنة التي أسرت نديم من أول نظرة.

يقبل نديم التحدي ويخوض على ثلاث مراحل التجربة التي يدخلها بقناعات وفكر معين ويخرج منها إنسانا آخر. ومن خلال حوارات شديدة الجرأة يطرح البطل عشرات التساؤلات عن نشأة الكون، وحكمة الإله فيخلق البشر، وحقيقة وجود الشيطان، ووظيفة الملائكة وسبب وجودها، وطبيعة الروح، ومصير الإنسان بعد موته.

وقال مراد في ندوة أقيمت الأربعاء في ساقية الصاوي بالزمالك "الناس التي تقف بيننا وبين الإله كثيرة، كثير منهم من يدعي أنه يعرف جيدا ويفهم الإله بشكل صحيح وله وكالة بذلك، هؤلاء شوهوا الحياة، لذلك الشباب حديث السن الذي تعلم بشكل جيد سيلاقي صدامات كثيرة بين الدين والعلم".


استشراف المستقبل
وأضاف “تعمدت الصدام في هذه الرواية لأن القارئ يستسهل التفكير ويختبر أسوأ ما فيه، ينظر إلى الشيطان لو تكلم.. ليس من الضروري أن نغلق على أنفسنا وأفكارنا وندعي أنه لا وجود لمن يزعزع إيماننا أبدا لأننا نعرف ما يعرفه، في الأول وفي الآخر هي رواية، إذا حركت في القارئ شيئا أو تركت بداخله شرخا فلا بد أن يبحث عن مصدر الشرخ”.

ورغم بعض الآراء الأولية التي وجهت للرواية انتقادات باحتوائها على قدر كبير من الفكر الإلحادي والجنس قال مراد “وصلتني بعض ردود الأفعال التي تنتقد إلحاد البطل وشغفه الشديد بالجنس.. أنا قدمت بطلا ملحدا وأردت أن أضعكم في تجربة إنسان يتكلم من داخله، المنولوج الدائر بعقل البطل يدور بدون خجل من القارئ، بدون أن يهتم برأي القارئ فيه، ومثلما كانت التجربة حادة على البطل كان لابد أن تبقى حادة على القارئ”.

وأضاف “أنا سعيد جدا بغض النظر عن أي نوع من أنواع ردود الأفعال، وأقول أن روايتي اليوم لو لم تحقق رد الفعل المتابين بين أشخاص قالوا إنها جيدة وآخرين رفضوها ورفضوا هذا الفكر تماما، فأنا بصدد مشكلة لأنني لم أقدم أي شيء جديد”.


المخاض

وقال مراد إن كتابة "موسم صيد الغزلان" استغرقت نحو عامين خاض خلالهما التجربة ذاتها التي مر بها بطل العمل نديم وحضر جلسات استرخاء واسترجاع للحيوات السابقة وقرأ عشرات الكتب لإنتاج الرواية.

وقال “للأسف لا توجد مراجع باللغة العربية تتكلم عن غد كيف جاء ولماذا ؟ هذا سؤال مهم، لأنه لا يوجد خيال علمي في كتاباتنا أساسا أو في الأفلام وهذا يرجع لغياب علم وبالتالي غياب الخيال العلمي، وبذلك أصبح الموضوع ممل للغاية، بيئة نعيشها كل يوم ونكتب عنها، لكن يا ترى مصر كيف ستكون بعد 50 أو 60 سنة؟”.

وأضاف “لم أحدد العام الذي تجري فيه الأحداث حتى أترك المجال لخيال كل قارئ يتصور ذلك سيكون في أي سنة، هناك أناس قالوا 2060 وآخرين قالوا 2100 لكني لم أكتبه صراحة في الرواية”.

وعن الطريق الذي خاضه مراد بدءا من فكرة العمل ووصلا إلى نشره قال “جلست مع أحد الأصدقاء المتخصصين في التكنولوجيا وسألته.. كيف أستطيع رؤية المستقبل؟ فأعطاني بعض رؤوس الموضوعات التي يمكن البحث فيها، وبالفعل اشتريت كتبا كثيرة وخضت ثلاثة أشهر من البحث حتى استطعت فهم الموضوع”.

وأضاف “لم أكتف بالكتابة عن الموضوع من خلال القراءة والبحث فقط .. أنا خضت هذه التجربة بنفسي، كل المراحل التي مر بها البطل، ذهبت لطبيبة في مصر وهي واحدة من القلائل الذي يقدمون هذا النوع من الطب، ورأيت نفسي في ثلاث حيوات سابقة، لم أكن أصدق حتى رأيته بنفسي، الموضوع كان مثيرا جدا”.


الكلمة والصورة

صاغ المؤلف الرواية في معظمها باللغة العربية البسيطة لكن الحوارات دارت بين الأبطال باللغة العامية. إلا أن الوصف لعب دور البطولة في الأحداث وفهم القارئ للكثير من الأدوات والأجهزة التي لم تُخترع بعد وكذلك صورة القاهرة بعد عشرات السنين.

وقال مراد الذي تخرّج في قسم التصوير بالمعهد العالي للسينما ”التصوير هو بداية الكتابة، فالمصري القديم كيف كان يتصرف؟ كان يرسم الصور على الجدران ويرمز لكل شيء بالصور، أنا لاحظت أن هذه الخلفية مهمة جدا”.

واستعان مراد، الذي تحولت روايته فيرتيجو إلى مسلسل تلفزيوني وروايته الفيل الأزرق إلى فيلم تلفزيوني، بالصورة من جديد للترويج لروايته الأحدث فأصدر تسجيلا مصورا يعبر عن فكرة الرواية متضمنا أغنية كتبت خصيصا لهذا الغرض.

وقال مراد “التسويق مهم جدا لأننا اليوم جيل لم يعد يعتمد على النسخة الورقية فقط وينتظر صدورها في المكتبة، نحن اليوم نواجه عالما آخر، عالم فيه روايات هاري بوتر وكتب تصدر في أشكال متطورة وحديثة جدا”.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن