ارتفع الى 65 قتيلاعدد ضحايا اعنف تفجيرين تشهدهما بغداد منذ بدء تطبيق خطتها الامنية، فيما اعترفت القوات الاميركية بمقتل اثنين من جنودها في العاصمة العراقية مسجلة بذلك اول ضحاياها منذ انطلاق الخطة قبل خمسة ايام.
وقد جرح اكثر من 130 جريحا في التفجيرين اللذين نجما عن سيارتين مفخختين ووقعا في منطقة بغداد الجديدة ذات الغالبية الشيعية في شرق العاصمة العراقية.
ويعد الانفجار الاعنف منذ بدء تطبيق خطة بغداد الامنية الجديدة "فرض القانون" التي دخلت يومها الخامس الاحد.
وانفجرت السيارة الاولى في سوق مزدحمة للخضروات قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر ثم انفجرت بعد لحظات سيارة اخرى على بعد اقل من عشرين مترا امام محل لبيع الادوات الكهربائية.
وشوهدت شاحنتان تنقل احداهما جثثا متفحمة واخرى تنقل جرحى. وتسبب الحادث في تدمير عدد كبير من المحال التجارية واضرار مادية بالسيارات.
وغطت سحابة كثيفة من الدخان الاسود منطقة بغداد الجديدة التي حلقت مروحيات اميركية فوقها كما انتشرت فيها قوات عراقية واميركية بعد وقوع الانفجار.
وقبل وقوع الانفجار بقليل كان الفريق الركن عبود كنبر قائد خطة بغداد الجديدة تفقد عدد من الشوارع في منطقة بغداد الجديدة مع بعض الصحافيين لكي يطلعهم على التقدم الذي تحققه العمليات الامنية.
من جهة اخرى قتل شرطي ومدني واصيب 11 مدنيا عندما فجر انتحاري سيارة مفخخة كان يقودها امام نقطة تفتيش في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في بغداد.
وادى الانفجار وفق مصدر امني الى اصابة عشرة اشخاص من بينهم ثلاثة من رجال الشرطة.
واوضح ان "الانفجار وقع في ساحة الحمزة الواقعة في مدينة الصدر (شرق بغداد)".
وصباح الاحد قتل ثلاثة اشخاص برصاص قناص مجهول على الارجح في منطقة الفضل (وسط بغداد).
وبذلك يرتفع عدد ضحايا العنف الى 65 قتيلا على الاقل الاحد في بغداد.
وكان 79 شخصا على الاقل قتلوا الاثنين الماضي في انفجارات ثلاث سيارات مفخخة في سوق الشورجة بوسط بغداد ولكن نسبة العنف انخفضت في العاصمة خلال الايام الاربعة الاخيرة مع بدء تطبيق "خطة فرض القانون".
الى هذا اعلن الجيش الاميركي الاحد ان جنديين اميركيين قتلا في هجومين منفصلين في بغداد وهما اول ضحايا اميركيين منذ بدء تطبيق الخطة الامنية الجديدة في العاصمة العراقية الاربعاء الماضي.
وقال بيان للجيش الاميركي ان الجنديين قتلا امس السبت.
واوضح ان جنديا قتل في شمال بغداد عندما القى متمرد قنبلة يدوية على العربة التي كان يستقلها بينما تم اطلاق النار على الثاني اثناء مشاركته في دورية راجلة.
ولم يذكر الجيش الاميركي مزيدا من التفاصيل.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا الجيش الاميركي في العراق منذ الغزو عام 2003 الى 3129 قتيلا وفقا لحصيلة تستند الى ارقام وزارة الدفاع الاميركية.
دعوة للانسحاب
هذا، وقد دعت هيلاري كلينتون المرشحة لرئاسة الولايات المتحدة الى مهلة 90 يوما لبدء انسحاب القوات الامريكية من العراق في الوقت الذي نفت طهران وجود مقتدى الصدر على اراضيها
وتعرضت هيلاري كلينتون لانتقادات من جانب بعض الديمقراطيين لتصويتها لصالح شن الحرب العراقية في عام 2002 ولعدم نبذها تصويتها مع سعيها الى الرئاسة الامريكية خلال الانتخابات التي تجري العام المقبل. وقال كلينتون في تصريحات عبر الفيديو في موقع حملتها الانتخابية على الانترنت "حان الان الوقت كي نقول ان اعادة الانتشار يجب ان تبدأ خلال 90 يوما والا ألغى الكونجرس التفويض بهذه الحرب" مكررة نقطة جاءت ضمن مشروع قانون طرحته يوم الجمعة. وفي اكتوبر تشرين الاول عام 2002 اجاز الكونجرس للرئيس جورج بوش القيام بعمل عسكري في العراق قبل الغزو الذي قادته امريكا في مارس اذار عام 2003. ومنع الجمهوريون مجلس الشيوخ يوم السبت من مناقشة اجراء غير ملزم اقره مجلس النواب يوم الجمعة مدينا قرار بوش بارسال 21500 جندي امريكي اضافي الى العراق. وفي طرحها ما وصفته بخارطة طريق للانسحاب من العراق قالت كلينتون ان زيارة قامت بها الى هناك الشهر الماضي جعلتها اكثر تصميما على بدء ما وصفته بانسحاب طال تأخيره. ويحد مشروع القانون الذي طرحته كلينتون عدد القوات الامريكية عند المستوى الذي كانت عليه اول يناير كانون الثاني قبل قرار بوش باضافة 21500 جندي الى ما يقرب من 130 الف جندي موجودين هناك بالفعل. وهذا التعزيز جزء من حملة لاخماد العنف الطائفي المتصاعد ولكنه يأتي في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي ان غالبية الامريكيين لا يوافقون على قرار بوش بارسال مزيد من القوات .
ويتطلب مشروع قانون كلينتون موافقة الكونجرس على تجاوزه حدها المقترح بشأن عدد الجنود في العراق. وقال بوش الذي اعلن هذه الزيادة في عدد القوات في 11 يناير كانون الثاني ان التراجع قبل الاوان سيؤدي الى انهيار الحكومة العراقية ويمزق البلاد "ويسفر عن عمليات قتل جماعي على نطاق لا يمكن تصوره." وقال كلينتون في الفيديو "اذا لم ينه بوش هذا الحرب قبل ان يترك الرئاسة فسأفعل ذلك عندما أصبح الرئيس."