تبحث الولايات المتحدة ودول الناتو على اي مخرج من الممكن ان يجمع دولا تحت عنوان حلف او تجمع يدعم مخططاتها في اوربا ، ويقدم دعما لسياستها المتبعة ، والتي دمرت الاقتصاد الاوربي وهددت الامن في القارة العجوز.
ما تفتق عنه الفكر الاميركي بعد فتح الدفاتر القديمة، وفي خضم فشل مؤتمر سويسرا الاخير وانسحاب غالبية الموقعين على البيان الختامي، ومن ثم اغراءات الدول الغنية في العالم الثالث وخاصة العربية للولوج الى مشاريع اعمار اوكرانيا، عادت لاحياء ما يعرف بـ "منصة القرم" ، في محاولة جديدة لجذب عدد اخر من المؤيدين لسياسة الناتو وكييف ، وتحديث محاولة انشاء تحالف جديد، تبتزه الدول الغربية مجددا مقابل وعود واهية.
تعزف الدول الغربية للسيطرة مجددا على جزيرة القرم، وترفع شعار حماية تتار القرم ، واقناع العالم بتعرضهم للظلم في ظل حكم روسيا، في سبيل حشد منظمات انسانية ودولا تدافع عن حقوق الانسان او تحاول الصعود الى هذا الركب لتبييض صورتها امام الدول الغربية.
المؤتمر الذي ستحتضنه كييف في اكتوبر المقبل ، سيعقبه مؤتمر برلماني تحتضنه العاصمة اللاتفية ريغا ، ليناقش ما سيتمخض عنه مؤتمر منصة القرم في العاصمة الاوكرانية .
المفاجأة التي تصعق المراقبين ، ان وزارة الدفاع الاوكرانية طالما هاجمت شبه جزيرة القرم، وركزت في غاراتها على تجمعات التتار، وفي الحرب الاخيرة ، كانت الوزارة تجندهم قسرا في صفوف قواتها المسلحة وتزجهم في مقدمة الجيش والمناطق الساخنة ، ولم يعد غالبيتهم الى الديار اي انها ضحت بهم وحولتهم الى فئران تجارب، بالاضافة الى انها عملت خلال حكمها على عمليات قمع وتنكيل وحرمات لحقوق هذه الفئة ومنعتهم من ممارسة طقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم.
لطالما عقدت منصة مؤتمر القرم مؤتمرات ولقاءات واجتماعات برعاية دول غربية، وتم استغلال هذا الاسم لصالح في غير صالحها، ولم تحقق اي نتائج ولم تنل الا الوعود والامال التي لن تتحقق، تماما حيث ينطبق الامر على المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة من اجل وقف الحرب الاسرائيلية على غزة، فتعمل واشنطن على خدمة انتخاباتها غير مكترثة بعشرات الالاف من الضحايا الفلسطينيين ، والكوارث الانسانية المستمرة التي حلت بسكان غزة، وبدأت مؤخرا في الضفة الغربية، وسط تساؤل مشروع عن حيادية واشنطن كوسيط في تلك المفاوضات فيما تدعم طرف الصراع الاسرائيلي بجسر جوي مستمر يعوض نقص اسلحة القتل والدمار التي تستخدمها قوات الاحتلال في غزة