هولاند وساركوزي يحاولان كسب اصوات اليمين المتطرف

تاريخ النشر: 23 أبريل 2012 - 07:02 GMT
هولاند وساركوزي
هولاند وساركوزي

 يسعى المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند الفائز بالدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية والرئيس نيكولا ساركوزي الذي اعترض الفرنسيون بتصويتهم على ادارته للازمة منذ الاثنين الى كسب اصوات اليمين المتطرف التي ستكون حاسمة في الدورة الثانية في 6 ايار/مايو بعد النتيجة التاريخية التي حققتها الجبهة الوطنية.
وغداة انتخابات حققت فيها الجبهة الوطنية (يمين متطرف) بزعامة مارين لوبن نتائج تاريخية، بدأ المرشحان الاساسيان مواجهة غير مباشرة على امل الفوز في الدورة الثانية حيث يبدو هولاند "واثقا" مع حصوله على 28,6% من الاصوات.
فقد افادت النتائج النهائية التي اعلنتها وزارة الداخلية الاثنين ان فرنسوا هولاند حصل على 28,63% من الاصوات في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية متقدما على نيكولا ساركوزي الذي حصل على 27,18% ومارين لوبن (17,90%).
وركز المرشحان خطابيهما الاثنين على نفس الاتجاه تقريبا وكانت الكلمات موجهة الى ناخبي الجبهة الوطنية.
وقال هولاند الذي من المتوقع ان يزور بروتانيه (غرب) خلال النهار "هناك ناخبون يمكن ان يكونوا عبروا بهذه الطريقة عن ارائهم بدافع الغضب. ان هؤلاء هم الذين اريد الاستماع اليهم" مضيفا "علينا اقناع الفرنسيين الذين عبروا عن هذه الرسائل".
من جهته اعلن ساركوزي الذي سيزور تور (وسط) "يجب احترام تصويت الناخبين، من واجبنا الاستماع اليهم. هناك تصويت الازمة هذا الذي تضاعف من انتخابات الى اخرى، ويجب تقديم رد على تصويت الازمة هذا".
واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل النتيجة التي حققتها مارين لوبن "مقلقة". وهذه النتيجة تضع ناخبيها في موقع الحكم لانه من غير المتوقع ان تصدر تعليمات بالتصويت.
وفرانسوا هولاند حافظ على استراتيجيته الهادفة "لجمع" الناخبين بعدما نال دعم مرشحي اليسار جان لوك ميلانشون الذي حصل على 11,11% ومرشحة الخضر ايفا جولي (2,31%) واللذين دعيا الى "هزم ساركوزي".
واظهرت استطلاعات رأي اجراها معهدا "ايبسوس" و"بي في اه" انه في الدورة الثانية يتوقع ان ينال هولاند ما بين 53 و54% من نوايا التصويت فيما يقول المقربون منه ان "اربعة فرنسيين من خمسة قالوا +لا+ لنيكولا ساركوزي ووضعوا بالتالي ثقتهم بفرانسوا هولاند".
لكن المرشح الاشتراكي الذي كان يعتبر قبل سنة انه قليل الخبرة في السياسة، لا يزال يبدي حذرا ازاء نتيجة الانتخابات. وقال "نحن واثقون لكن يعود الامر للفرنسيين ان يختاروا مصيرهم" معبرا عن امله في ان يعيد اليسار الى الحكم بعد غياب دام 17 عاما.
ويامل الحزب الاشتراكي في ان يستعيد اصوات الطبقات الشعبية التي خيب اليسار امالها في الثمانينات واتجهت نحو اليمين المتطرف.
وقالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري "هناك تصويت للجبهة الوطنية الذي يعبر عن الاستبعاد والانقسام، لكن ذلك لا يعكس رأي الاكثرية" متحدثة عن هؤلاء الذين "لديهم الانطباع بان ليس لهم مكان في المجتمع".
ولكي يتمكن من الفوز في الدورة الثانية سيكون على نيكولا ساركوزي الذي ادى تراجع شعبيته الى جانب الازمة الاقتصادية الى اضعاف موقفه، استعادة القسم الاكبر من اصوات ناخبي اليمين المتطرف الذي صوت بعضهم له في العام 2007 تاييدا لخطابه حول العمل والقدرة الشرائية.
ولهذه الغاية سيحاول فريق حملة ساركوزي تكثيف الخطاب الموجه نحو اليمين.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاثنين ان كلمة هجرة "ليست كلمة محرمة" وان "خطاب نيكولا ساركوزي حول الهجرة الذي يركز على القول ان فرنسا ليس باستطاعتها استقبال كل المهاجرين، انا موافق عليه تماما".
وحددت زعيمة اليمين المتطرف موعد 1 ايار/مايو لكي تعلن موقفها. لكن ابرز مسؤوليها قالوا الاثنين انها قد لا تحدد خيارا بين المرشحين.
وقال مدير حملتها فلوريان فيليبو ان "الناس احرار، ويقومون بما يريدونه، لكن هل يمكننا الاختيار بين ساركوزي وهولاند حين نرى الحالة التي اوصلا البلاد اليها".
وتعتبر النتيجة التي حققتها مارين لوبن الاعلى لاي سياسي من اليمين المتطرف وقد تمنحها وزنا اكبر خلال الدورة الثانية وفي الحياة السياسية عموما في السنوات المقبلة. لكن الاستطلاعات حول امكانية تجيير اصوات لا تعطي صورة واضحة عن توجه الناخبين في الدورة الثانية.
وبحسب استطلاعات الرأي التي اجريت مساء الاحد فان ثلثي الناخبين كحد اقصى قالوا انهم سيصوتون لساركوزي في حين ان مرشح اليمين سيكون بحاجة "لتجيير اصوات بنسبة 80%" بحسب الخبير السياسي باسكال بيرينو.
وتريد الجبهة الوطنية ان تستثمر نجاحها وانظارها تتجه نحو الانتخابات التشريعية في 10 و 17 حزيران/يونيو.
فقد اكدت لوبن مساء الاحد ان "معركة فرنسا بدات للتو" وان "الامور لن تعود ابدا كما كانت عليه"، معتبرة انها "زلزلت النظام".
وسيسعى المرشحان ايضا الى استمالة اصوات ناخبي الوسطي فرانسوا بايرو الذي نال 9,13% في الدورة الاولى والتي يمكن ان تحدث فارقا ايضا.
وقد اعلن مرشح الوسط فرنسوا بايرو الذي ركز على الغاء ديون واعادة احياء القطاع الصناعي في فرنسا، انه سيتوجه الى المرشحين الاساسيين وانه سيحدد موقفه بناء على ردودهما.
لكن بعض مؤيديه اعلنوا من الان انهم سيصوتون لهولاند.
وفي هذا الوقت يواصل المرشحان حملتيهما، فالى جانب التجمعات في المناطق الفرنسية اعلن ساركوزي عن تنظيم عيد العمال في 1 ايار/مايو تكريما "لهؤلاء الذين يعملون بكد".
واقترح ايضا اجراء "ثلاث مناظرات" مع منافسه بين الدورتين تشمل "المسائل الاقتصادية والاجتماعية والشؤون الدولية". الا ان هولاند رفض مفضلا الاكتفاء بمناظرة واحدة كما هي العادة في فرنسا.
وسيتحدث كل من المرشحين على حدة للتلفزيون هذا الاسبوع.