يشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 498 قتيلاً، كان من بينهم 19 ناشطا تعرضوا للاغتيال.
قال مصدر أمني عراقي الثلاثاء، إن عددًا من المحتجين أصيبوا بجروح جراء إشتباكات مع قوات الأمن وسط مدينة كربلاء جنوبي البلاد.
وأوضح المصدر في قيادة شرطة كربلاء أن "قوات الأمن تدخلت مساء الاثنين لاعادة افتتحاح طرقا اغلقت من قبل المحتجين في مدينة كربلاء جنوبي البلاد"، مشيرا الى ان "قوات الامن أستخدمت قنابل الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين".
واضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن "صدامات حصلت بين قوات الأمن والمحتجن، مما اوقع عددًا من الجرحى".
وفي محافظة الديوانية جنوبي البلاد، أوقف محتجون حركة القطارات من وإلى العاصمة، بغداد، احتجاجا على عدم تلبية مطالب المتظاهرين.
وقال إلياس كريم أحد المحتجين للأناضول، إن "العشرات من المتظاهرين أضرموا النيران في إطارات السيارات بعد وضعها على سكك القطارات وسط مدينة الديوانية".
وأوضح كريم أن "متظاهري الديوانية سيصّعدون خلال الأيام المقبلة من وتيرة الاحتجاجات على خلفية التسويف والمماطلة في تنفيذ مطالب المتظاهرين".
اغتيال ناشط
وفي الاثناء، أفاد مصدر أمني عراقي أن مسلحين مجهولين اغتالوا، الإثنين، ناشطا في الاحتجاجات في محافظة ذي قار جنوبي البلاد.
وقال المصدر، وهو ضابط برتبة نقيب في شرطة ذي قار إن "مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة مدنية أطلقوا النار من مسدسات مزودة بكواتم للصوت على الناشط المدني في الاحتجاجات، علي خالد الخفاجي، في حي التضحية وسط (مدينة) الناصرية، مركز ذي قار".
وأضاف المصدر، طلب عدم نشر اسمه، أن "الخفاجي لقي حتفه بعد نقله إلى المستشفى، وفتحت السلطات الأمنية تحقيقا في الحادث".
وأفادت مفوضية حقوق الإنسان الإثنين، أن 14 ناشطًا في الاحتجاجات تعرضوا للاغتيال على أيدي مجهولين منذ بدء الاحتجاجات، مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وأوضحت المفوضية، في بيان، أن مجهولين نفذوا 33 محاولة اغتيال، قُتل فيها 14 ناشطا، وأصيب 19.
وبجانب الاغتيال، تعرض نشطاء آخرون لعمليات اختطاف وتعذيب في أماكن غير معلومة.
وتعهدت الحكومة مرارًا بملاحقة المسؤولين عن تلك الهجمات، لكن من دون نتائج تذكر.
ويتهم نشطاء مسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران بالوقوف خلف الهجمات، وهو ما تنفيه تلك الفصائل.
ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين أول الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 498 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين.