يقول مسؤولون حاليون وسابقون بالمخابرات ان ايران جندت شبكة من المتشددين الشيعة في العراق لاستخدام أسلحة خارقة للدروع ضد القوات الأميركية وقوات التحالف وليس ضد السُنة.
وقال هؤلاء ان قوة القدس السرية التابعة للحرس الثوري الايراني استخدمت الحيلة مع منظمات شيعية مثل جيش المهدي لتجنيد متشددين وتدريبهم على استخدام المتفجرات الخارقة للدروع.
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الاميركية ان تلك الأسلحة تسببت في مقتل 170 من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وقال مسؤولون أمريكيون ان استخدام تلك الأسلحة تزايد على مدى الاثني عشر شهرا الماضية.
وقال مسؤول سابق بالمخابرات يراقب عن كثب الأحداث في الشرق الاوسط "لا يبدو أن الهدف توحيد شركاء ايران السياسيين في العراق ضد السنة وانما إثارة المشكلات للقوات الأميركية."
وتنفي ايران تزويد المسلحين بتلك الأسلحة وقال الرئيس الاميركي جورج بوش ان الولايات المتحدة لا يمكنها إثبات تورط زعماء ايرانيين.
وقال مدير المخابرات القومية الاميركية مايك مكونيل في إفادة بمجلس الشيوخ هذا الاسبوع أن المتفجرات الخارقة للدروع تصنع في ايران وتنقلها الى العراق قوة القدس. وقالت وزارة الدفاع الاميركية ان ايران تدرب شيعة عراقيين في ايران ولبنان على استخدام الأسلحة.
وقال مسؤول بالمخابرات طلب عدم الكشف عن اسمه لاحتواء الموضوع على معلومات محظور نشرها ان ايران ربما انشأت شبكة خاصة بها للسيطرة على توزيع الأسلحة.
ولا تزال ادارة بوش تجري مناقشات بشأن سبب تسليم ايران للمتفجرات الخارقة للدروع ومدى تورط طهران في هجمات على قوات أميركية.
ويعتقد بعض الخبراء أن ايران زودت المسلحين بأسلحة يمكن تعقب مصدرها كي تظهر للولايات المتحدة ما قد تواجهها القوات البرية في أي تدخل عسكري.
وقال والي نصر خبير شؤون الشرق الاوسط بالأكاديمية البحرية العليا "تصاعدت التوترات بين البلدين بشكل كبير منذ عام 2003. ويتوقع الجميع منذ فترة طويلة أن العراق يمكن أن يكون ساحة معركة."
وأضاف قائلا "أنا على يقين بأن هذه (الذخائر) استخدمت حتى يعرف أن الايرانيين لديهم تلك القدرات في العراق."
واضاف مصدر بالمخابرات قائلا "ربما انهم يقولون.. هذا أبسط اختبار لما ستواجهونه اذا عبرتم الحدود أو قصفتمونا أو هاجمتم مفاعلاتنا النووية."
وتتعرض ايران لضغوط للتخلي عن أنشطة تخصيب اليورانيوم التي تعتقد واشنطن أنها تهدف لصنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران. وقال بوش مرارا ان الولايات المتحدة لا تعتزم شن حرب وفتحت الادارة الاميركية هذا الاسبوع الباب أمام الحوار مع ايران وسوريا بشأن العراق.
غير أن اللهجة الأميركية والحشود العسكرية الاميركية في الخليج زادت المخاوف من هجوم للولايات المتحدة.
ويعتقد آخرون أن تزايد استخدام المتفجرات الخارقة للدروع ربما يكون مرتبطا باشتباه طهران في عمليات أمريكية وبريطانية سرية داخل ايران حيث أدت التوترات بين الاقلية العربية والاكراد وغيرهم الى أعمال عنف.
وقال مسؤولون سابقون بالمخابرات يراقبون الأحداث بالشرق الاوسط ان عملية سرية لوزارة الدفاع الأميركية أعدها وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد استخدمت الانفصاليين من مختلف الأعراق للعمل بالوكالة لصالح الولايات المتحدة في ايران.
وقال مسؤول سابق "سببت الحوادث وخاصة بين الاقلية العرب داخل ايران بعض المشاكل للايرانيين... التكهنات تقول ان ذلك هو انتقامهم."
وتنفي بريطانيا القيام بدور في ايران.
وردا على سؤال بشأن عملية سرية مزعومة قال بريان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية "كانت الولايات المتحدة واضحة للغاية بشأن المخاوف التي لدينا بخصوص ايران والوسائل التي نعالج بها تلك المخاوف.. وذلك من خلال الدبلوماسية."