يعقد في الولايات المتحدة مؤتمرا حول التفسير العلمي للقران بالتزامن مع آخر ينظمه مرتدون عن الاسلام بهدف تاسيس مجلس اعلى "للمسلمين السابقين" للتشجيع على نبذ الاسلام و"التصدي" للهيئات الاسلامية في المانيا .
وفي التفاصيل تنظم شخصيات غربية من تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة مؤتمرا في مارس/آذار المقبل حول الإسلام والعلمانية وتفسير القرآن من منظور علماني، وتحضره شخصيات علمانية من العالم الإسلامي "لبحث أسباب تحول ثقافات الشرق الأوسط من الانفتاح خلال العصور الوسطى إلى مجتمعات دينية حاليا"- كما جاء في نشرة أصدرها منظمو المؤتمر.
وذكر منظمو المؤتمر في بيان، على موقع أطلقوه حول "الإسلام والعلمانية"، أن "المؤتمر الذي تنطلق أعماله في ولاية فلوريدا في 5-6 مارس المقبل سيناقش التفسيرات العلمانية للإسلام والقرآن ومسألة حرية التعبير في المجتمعات الإسلامية وضرورة الإصلاح الثقافي وتغير الفلسفة الإسلامية وبناء ثقافة إسلامية عصرية".
وبرز على موقعهم أسماء بعض أبرز منظمي المؤتمر، ومنهم: مايكل ليدين الباحث في معهد "أمريكان إنتربرايز" المعروف بتمثيله لتيار المحافظين الجدد، وشخصيات أخرى من "المؤسسة الأوروبية للديمقراطية" وهي الفرع الأوروبي لمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية المحسوبة أيضا على المحافظين الجدد.
وقال سلامة نعمات، مدير مكتب صحيفة "الحياة" في الولايات المتحدة وأحد المشاركين في المؤتمر، إنه لن يكون هناك موقف واحد بين المشاركين إزاء مسائل العلمانية والإسلام.
الدين والسياسة
وأضاف سلامة نعمات: يسلّم المشاركون أن الدين بين الإنسان وربه وليس مسألة تفرض بتفسير معين على الناس، ولكن هناك بين الحضور من سيتحدث عن الجانب السياسي للإسلام، ومنهم من يعتقد أن المشكلة ليست في الدين بل في التفسيرات والتوظيف السياسي له، وهناك من يقول إنه علماني بمعنى أنه ضد تدخل الدين في الحياة العامة، والشئ الوحيد الذي يتفقون عليه أنهم ضد التطرف باسم الدين.
ويعتقد نعمات أن هذا المؤتمر جاء "ليؤكد وجود موقف لدى المفكرين، وليس فقط وجود موقف رسمي، إزاء التحدي الذي يواجه صورة العرب والمسلمين من جانب أقلية تحمل أجندات سياسية وتتخذ من الدين ذريعة لأعمل إجرامية، معتقدين بأنه يجب أن يردوا على هذه الهجمة التي تحاول تلوين الدين بلونها".
وردا على ما أشيع عن حضور شخصيات إسرائيلية لأعمال المؤتمر وما سيتركه هذا من تأثير سلبي على المسلمين، قال نعمات: سمعت عن حضور يهود ولم أر في قائمة المشاركين أسماء من إسرائيل.
"خلطة" المشاركين في المؤتمر
ومن المتحدثين في أعمال المؤتمر: نوني درويش (ابنة ضابط المخابرات المصرية في غزة في الخمسينيات من القرن الماضي) والتي اعتنقت المسيحية- كما ذكرت صحف مصرية- وأطلقت مشروعا أسمته "عرب من أجل إسرائيل"، والتي تقول: إن سبب الحروب في المنطقة هو "ثقافة الشرق الأوسط الإسلامية"، وما تسميه "دعاية الكراهية التي يتم تعليمها للأطفال منذ الصغر".
وسبق أن "استقبلها الرئيس الإسرائيلي موشه كاتساب، في مكتبه وسلمها وثائق حول قتل والدها من قبل الجيش الإسرائيلي بسبب مسؤوليته عن إرسال الفدائيين إلى إسرائيل" كما ذكر موقع كتساب.
وقد رفضت نوني درويش مرارا الحديث لـ"العربية.نت" قائلة إنها لا تتحدث لوسائل الإعلام العربية تجنبا لصدور أي فتوى ضدها بعد الكلام الذي تدلي به.
كما ستتحدث د.وفاء سلطان الأمريكية من أصل سوري المعروفة بانتقادها الشديد للإسلام، والكاتبة الباكستانية الأصل إرشاد مانجي التي هاجمت الإسلام بعد انتقادها بشدة على دعوتها لممارسة الشذوذ الجنسي في كتابها "المشكلة في الإسلام".
مؤتمر في المانيا لنبذ الاسلام
الى ذلك اعلنت مجموعة من الالمان المنحدرين من اصول ايرانية وعربية الخميس، عن تأسيس مجلس اعلى "للمسلمين السابقين" بهدف التشجيع على نبذ الاسلام و"التصدي" للهيئات الاسلامية في البلاد.
وتترأس مينا عهدي الايرانية الاصل والناشطة في مجال حقوق الانسان والدفاع عن حقوق المرأة، المجلس الذ انشئ على غرار "المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا".
ومن المشاركين الآخرين أيضا: نبراس كاظمي من مؤسسة "هدسن" اليمينية الأمريكية، ومنى أبوسنة رئيسة قسم اللغة الإنكليزية بكلية التربية جامعة عين شمس المصرية، والكاتب الإيراني الأصل أمير طاهري، والكاتب الأردني المعروف د. شاكر النابلسي.
التفسير "العلماني" للقرآن
وقال النابلسي في تصريحات صحفية : أقدم ورقة في المؤتمر حول ظهور العلمانية في الدولة العربية الكلاسيكية منذ حكم معاوية بن أبي سفيان إلى ما بعد حكم العثمانيين.
وعما يقصده منظمو المؤتمر من دعوتهم للتفسير العلماني للقرآن، أجاب النابلسي "إعادة تفسير القرآن من منظور علماني أمر مجاز والقرآن حمال أوجه كما يقال حيث يوجد تفاسير كثيرة جدا".
وأوضح "التفسير العلماني للقرآن هو استنباط ما في القرآن من عملية فصل ما بين الدين والدولة، وأنا لا أتفق معهم بالرأي لأن القرآن ليس بكتاب سياسي وإنما كتاب عقيدة وأخلاق".
الإسلام ما يمكن أن يطبق في حياتنا المعاصرة وهذا أعتقد سينحصر في القيم الاخلاقية وربما يتعرض للمرأة التي هي جزء من هذه القيم الاخلاقية.
لماذا هذا المؤتمر الآن ؟
وعن توقيت المؤتمر الآن، يوضح النابلسي "الشارع العربي يكاد يكون تقريبا شارعا بتيار ديني حيث الأحزاب الدينية السياسية بدأت تكتسح اكتساحا ملحوظا وأصبح يتغلب على
وتفسر الناشطة الإيرانية ذلك بالقول بأن تمثيل المسلمين على اختلاف وجهات نظرهم وأفكارهم انحصر في المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا والذي يعبر من وجهة نظرها عن "الإسلام السياسي".
وأضافت حسب ما نقلت قناة العربية "قررنا أن نجد لأنفسنا طريقا يكون مثيرا للجدل ولافتا للانتباه"، مشيرة إلى أنهم ـ أي الجماعة المؤسِسة ـ غير متفقين مع سياسة الحكومة الألمانية إزاء المنظمات الإسلامية في المانيا ولا مع سياسة هذه المنظمات أيضا.
وتخضع عهدي لحماية الشرطة منذ عدة اشهر بعدما ابلغت الشرطة بتلقيها واعضاء في منظماتها تهديدات من متطرفين. وهي تعلق على ذلك بالقول أن الأنشطة التي تقوم بها ليست جديدة وسبق ان تسببت لها في مشكلات كثيرة مع "المنظمات الإسلامية".
كما أشارت الناشطة الإيرانية الأصل الى انها سبق وأن حكم عليها بالإعدام في إيران. وهذه العقوبة لا تزال سارية وفق ما تؤكد.
وتتوقع عهدي انه "سوف تأتي عقوبة ثانية بالإعدام بسبب هذه الدعوة الجديدة" في اشارة الى منظمتها.