محللون: فرضية تسميم عرفات ستعقد انتقال السلطة

تاريخ النشر: 06 نوفمبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

رأى محللون ان رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس (ابو مازن) وخلفه احمد قريع (ابو علاء) لن يجدا صعوبة تذكر في الامساك بمقاليد سلطة فلسطينية مؤقتة في حال قضى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.فيما رأى آخرون ان فرضية تسميم الرئيس الفلسطيني ستعقد هذه العملية.  

وفي الوقت الذي يرقد فيه الرئيس الفلسطيني في غيبوبة بين الحياة والموت في مستشفى في ضواحي باريس يتولى محمود عباس رئاسة اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على حين يتولى قريع شؤون السلطة الفلسطينية.  

وبالرغم من ان عرفات امتنع حتى اخر لحظة عن تعيين خليفة له فان الرجلين حازا في ظل قيادة عرفات، تجربة طويلة في التسيير السياسي للاراضي الفلسطينية الامر الذي سيكون من شأنه تسهيل انتقال السلطة في حال وفاة الرئيس الفلسطيني.  

وبالنظر الى ان عرفات يمثل رمز الفلسطينيين وقضيتهم فان غيابه المتوقع سيترك فراغا كبيرا على راس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، الامر الذي يثير المخاوف من حدوث مصادمات بين الفصائل الفلسطينية ويهدد بوقوع الاراضي الفلسطينية في حال من الفوضى.  

وبمقتضى القانون الاساسي للسلطة الفلسطينية فانه في حال وفاة عرفات، يصار الى تعويضه بصفة مؤقتة من قبل رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) روحي فتوح ذي الشخصية الضعيفة.  

ويستمر هذا الوضع المؤقت لحين تنظيم انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما.  

واوضح سفيان ابو زايدة المسؤول في حركة فتح لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يوجد شخص يمكنه فعلا تعويض عرفات لكن لدينا مؤسسات شرعية قائمة لتفادي اي اضطرابات".  

واضاف ان "ابو مازن سيتولى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على حين يظل ابو علاء رئيسا للوزراء لحين تنظيم انتخابات".  

واتاح دخول عرفات المستشفى عودة محمود عباس (69 سنة) الى الظهور في المشهد السياسي الفلسطيني بعد ان اضحى طي النسيان منذ استقالته من منصب رئيس الوزراء في ايلول/سبتمبر 2003 اثر خلافات عميقة مع الرئيس الفلسطيني.  

وفي غياب عرفات فان ابو مازن هو الذي يتولى رئاسة اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي يشغل منصب امين سرها منذ 1996.  

وفي حال نجح في تاكيد دوره كقائد لا جدال حوله فانه يمكن ان يصبح رجل استئناف مسيرة السلام. غير انه عانى طويلا بين ابناء شعبه من سمعته باعتباره رجل الاميركيين والمخاطب المفضل من قبل الإسرائيليين.  

اما قريع فانه لم ينجح في اقناع الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بيد انه يعتبر من المعتدلين في الجهاز السياسي الفلسطيني.  

ورأى المحلل الفلسطيني علي الجرباوي انه من الممكن ان يتفق الرجلان على تولي القيادة معا.  

وقال "سيكون هذا تمرين على سلطة برأسين. ابو علاء يبقى رئيس وزراء وابو مازن يتولى السلطة الفلسطينية".  

واضاف انه " في الظروف الحالية هذا هو الدرب الذي يجب السير فيه ولن تكون هناك احتجاجات حتى في غزة" بالرغم من تآكل فتح فيها لمصلحة حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، على حد تعبيره.  

اما هشام احمد الكاتب واستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية فان كل نقاش عن انتقال سلمي للسلطة سيكون بلا معنى اذا ما تبين ان وفاة عرفات ناجمة عن تسميمه.  

وقال "طالما ان احتمال التسميم لم يتم استبعاده فانه بامكاننا تصور درجة الاحباط التي تصيب الفلسطينيين ازاء اسرائيل ولكن ايضا ازاء القيادة (الفلسطينية) الحالية".  

واضاف "لا يمكن ان يتم تسميم عرفات دون مشاركة مباشرة او غير مباشرة للمسؤولين في محيطه". وتابع "اذا ما صح ذلك فاننا سنواجه احدى اصعب المراحل واشدها دموية في تاريخنا".