اعتبر المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن الأيام الثلاثين المقبلة ستكون مفصلية لدخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرحلته الثانية، وسط تحركات دبلوماسية أميركية مكثفة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتجنب أي تصعيد قد ينسف التفاهمات الحالية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصدر مطّلع أن ويتكوف أبلغ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو –المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– أن المرحلة الثانية من الاتفاق تمر بمنعطف حاسم، داعيًا إلى الالتزام الصارم ببنود المرحلة الأولى لتهيئة الأرضية للخطوات المقبلة.
وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن ويتكوف وجاريد كوشنر، مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أوصلا رسالة "واضحة وحازمة" إلى نتنياهو مفادها أن على الاحتلال الإسرائيلي الامتناع عن أي تصعيد ميداني، وأن أي رد على خروقات من الطرف الآخر يجب أن يكون "متناسبًا ومحسوبًا"، لتفادي انهيار الهدنة الهشة.
بالتوازي، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، الموجود حاليًا في الأراضي المحتلة، سيعقد غدًا الأربعاء اجتماعات مع نتنياهو لمناقشة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن ملفات شائكة من أبرزها نزع سلاح المقاومة، وترتيبات إدارة قطاع غزة، ونشر قوة دولية تحت مسمى "قوة الاستقرار".
وخلال افتتاح "مركز التعاون العسكري المدني لإعادة بناء غزة" بمشاركة ويتكوف وكوشنر، قال فانس إن خطة ترامب "تسير بشكل أفضل من المتوقع"، معترفًا بوجود صعوبات لوجستية تعرقل استعادة جثامين الإسرائيليين الذين قُتلوا وأُسروا خلال الحرب، لكنه أكد أن العملية "تسير بخطى ثابتة"، وأن الأمر "سيستغرق بعض الوقت".
وأضاف فانس أن نشر قوات على الأرض في غزة يتطلب موافقة الاحتلال الإسرائيلي، ملمّحًا إلى إمكانية أن تلعب تركيا دورًا فاعلًا في هذا الإطار، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
من جهته، شدد ويتكوف على أن التوقيع على اتفاق غزة كان بحد ذاته تحديًا، لكن "التنفيذ هو المعركة الحقيقية"، وفق تعبيره. أما كوشنر، فأكد أن هناك "تنسيقًا كبيرًا" بين الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار الظروف الكارثية التي يعيشها سكان القطاع.
المرحلة الثانية من الاتفاق لا تزال غامضة زمنيًا، ولا تتضمن جدولًا واضحًا للتنفيذ، ما يثير تحفظات من قبل المقاومة الفلسطينية والوسطاء الإقليميين. وتشمل هذه المرحلة قضايا تمس جوهر الصراع، مثل سلاح المقاومة وترتيبات ما بعد الحرب، وهو ما يجعلها عرضة للتعثر في أي لحظة.
وفي مؤشر على تصاعد الحراك الأميركي، كشف موقع أكسيوس أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يعتزم زيارة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الجاري، لمواصلة دفع عجلة تنفيذ الاتفاق، الذي وُقّع في 9 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة شرم الشيخ المصرية، برعاية قطرية ومصرية وتركية، وبمشاركة أميركية مباشرة.
وقد جاء الاتفاق عقب حرب دموية شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة استمرت لعامين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة قرابة 170 ألفًا، فضلًا عن دمار شامل للبنى التحتية في القطاع المحاصر.