جثث معذبة وتحقيقات منتظرة: صحف عالمية تكشف جرائم صادمة بحق الأسرى الفلسطينيين

تاريخ النشر: 21 أكتوبر 2025 - 06:39 GMT
_

تصاعدت التحذيرات في الصحف والمواقع العالمية من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، وتزايد الشكوك حول استدامة اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة جهودها السياسية لتثبيت التهدئة ومنع انزلاق الأوضاع إلى جولة جديدة من التصعيد.

ففي تقرير صادم، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن استلام سلطات غزة 135 جثة لأسرى فلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي، وقد بدت على العديد منها آثار تعذيب شديد، ما دفع الصحيفة إلى الامتناع عن نشر الصور "لبشاعتها المفرطة"، بحسب وصفها. وأبرزت الصحيفة حالة جثة أحد الشهداء، الذي قُتل خنقًا باستخدام رباط حول العنق، مشيرة إلى أن الجثث كانت محتجزة في مركز سدي تيمان العسكري في صحراء النقب، الذي يُعتقد أنه شهد "عمليات قتل ممنهجة"، وفقًا لمنظمات حقوقية طالبت بتحقيق دولي عاجل في الانتهاكات الجسيمة التي وقعت داخله.

وفي سياق الهدنة المستمرة منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كتبت صحيفة هآرتس العبرية أن وقف إطلاق النار لم يؤدّ إلى إنهاء معاناة الفلسطينيين، بل "كرّس سياسة القمع" لا سيما في الضفة الغربية، حيث يتصاعد عنف المستوطنين تحت غطاء الاحتلال الإسرائيلي، وسط اعتقالات متواصلة وإجراءات أمنية مشددة. وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الاحتلال تعمل على منع بروز قيادة فلسطينية موحدة، في وقت لا تزال فيه غزة تعاني من غياب تام لعمليات إعادة الإعمار، ودمار هائل يطال كافة مناحي الحياة.

أما صحيفة لوموند الفرنسية، فنشرت مقالًا للخبير الإسرائيلي غيرشون باسكن، رأى فيه أن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل "فرصة نادرة للسلام"، بفضل المتابعة الدقيقة من الإدارة الأميركية. لكنه حذر من احتمال انفجار الأوضاع في الضفة الغربية نتيجة الاحتقان الشعبي المتزايد والانتهاكات المتكررة. كما أكد باسكن أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تعارض إعادة جثث بقية الأسرى الإسرائيليين، لكنها تواجه عوائق ميدانية تمنع تنفيذ ذلك.

ومن جهتها، ركّزت صحيفة واشنطن بوست الأميركية على اللقاءات السياسية رفيعة المستوى التي عقدها نائب الرئيس الأميركي جايك سوليفان والمبعوثان جاريد كوشنر وستيف كوك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لا يزال مطلوبًا للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية. وتهدف هذه اللقاءات إلى متابعة تنفيذ المرحلة التالية من اتفاق الهدنة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن سكان في غزة خشيتهم من انهيار الهدنة "في أي لحظة"، واصفين الوضع بأنه "معلق بخيط رفيع"، في ظل استمرار خروقات الاحتلال وغياب ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.

بدورها، وصفت مجلة الإيكونوميست البريطانية الهدنة في غزة بأنها "سلام هش لا يزال قائمًا تحت ضغط المصالح المشتركة"، مشيرة إلى أن الاشتباكات الأخيرة في مدينة رفح كشفت هشاشة الاتفاق، خاصة في ظل تحفظات عربية على مقترح نشر قوات دولية لحفظ السلام في غزة، لما قد يسببه من توتر مع الفصائل الفلسطينية.

وختمت المجلة بأن هذا "الهدوء النسبي" لا يمكن اعتباره سلامًا حقيقيًا، بل هو مرحلة انتقالية قد تنتهي في أية لحظة، ما لم يُبنَ عليها مسار تفاوضي واضح يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويضع حدًا دائمًا للاحتلال.