كشف مصدر مقرب من جماعة "أنصار الله" (الحوثي) جزء من الغموض الذي يلف المدرعات الإماراتية التي استعرض بها مسلحون تابعون لها في ميدان السبعين وسط صنعاء، على هامش ذكرى "اجتياح العاصمة" الذي صادف 21 أيلول/ سبتمبر الخميس.
وقال المصدر، مشترطا عدم نشر اسمه لـ"عربي21" إن مسلحي جماعة الحوثي استولوا على مدرعات إماراتية، تركتها قوات جنوبية تدعمها "أبوظبي" خلفها بعد معارك دارت بينهما قبل عام ونصف تقريبا، في إحدى الجبهات الواقعة بين محافظتي أبين (جنوبا) والبيضاء (وسط اليمن).
وأضاف أن الحوثيين استولوا على الآليات العسكرية الإماراتية وهي سليمة من تلة "ثرة" الرابطة بين بلدتي مكيراس في البيضاء ولودر في أبين، وتم نقلها إلى صنعاء التي يسيطرون عليها منذ خريف العام 2014.
وبحسب المصدر فإن المسلحين الحوثيين ربما تمكنوا من تعطيل "الشرائح الالكترونية" المزروعة في الآليات الإماراتية، حتى لا يتمكن الطيران الحربي التابع لها، من رصدها واستهدافها.
لكنه لفت إلى أن الإماراتيين والمقاتلين الجنوبيين الموالين لهم، تركوها في منطقة "ثرة"، ليأخذها الحوثيون، ولذلك تجاهلت شن أي عمليات جوية لقصف تلك المدرعات التي قطعت مسافة تتجاوز أكثر من 270 كيلو مترا وصولا إلى صنعاء.
ووفقا للمصدر المقرب من الحوثي فإن مقاتلي الحوثي اعتادوا على إحراق وتفجير أي آلية عسكرية يستولون عليها في المعارك التي خاضوها مع دول ما اسماها بـ"العدوان"، ويتجلى ذلك في المواجهات الحدودية التي تدور مع القوات السعودية، كونها مزودة بـ"شرائح الكترونية"، من السهل على الطيران السعودي تحديد مكانها وقصفها.
وكان الحوثيون قد استعرضوا لأول مرة الخميس، بأربع مدرعات قيل إنها تابعة للقوات الإماراتية، في ميدان السبعين، وهو الأمر الذي أثار موجة من التساؤلات حول الكيفية التي حصلوا عليها.
في الوقت نفسه، لم تعلن الجماعة عن الطريقة التي تمكن مسلحوها من الاستيلاء على تلك المدرعات.
من جهته، ذكر الصحفي اليمني، انيس منصور أن المدرعات الإماراتية التي ظهرت بحوزة الحوثيين في صنعاء، تم شراؤها من عناصر في الحراك الجنوبي في منطقة قعطبة التابعة لمحافظة الضالع (جنوبا) والقريبة من مناطق سيطرة الحوثي في محافظة إب (وسط البلاد).
واتهم منصور في منشور له على صفحته بموقع "فيسبوك" عناصر من الحراك الموالين لعيدروس (يقصد به محافظ عدن المقال، عيدروس الزبيدي، المقرب من الإمارات) بسرقة المدرعات من جبهة الساحل الغربي. مشيرا إلى أنه تم رفع تقرير بتعرض المدرعات للإعطاب في الحرب.
وقال إن اللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع السابق، وأحد القادة العسكريين في جبهات الساحل الغربي، قام برفع تقرير للتحالف بفقدان أربع مدرعات وهروب طواقمهن من جبهة المخا (جنوب غرب اليمن) قبل سته أشهر تقريبا. على حد قوله.