تشن قوى الامن السورية اعتبارا من صباح الاربعاء عمليات واسعة النطاق في عدد من قرى جبل الزاوية في شمال غرب سوريا، على ما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد في بيان "تنفذ قوات عسكرية وامنية سورية كبيرة منذ صباح اليوم الاربعاء عمليات واسعة بقرى جبل الزاوية تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والاراضي الزراعية والاحراج".
واوضح ان الجيش يقصف مواقع يشتبه باختباء ناشطين فيها، بعد ان دخل الى قرى ابلين وبليون ومرعيان واحسم والرامي.
واكد المرصد ان القوات الامنية قطعت الطرقات واقامت حواجز امنية واجرت عمليات اعتقال.
وقرية ابلين هي مسقط رأس المقدم حسين هرموش وهو الضابط الاول في الجيش السوري الذي اعلن انشقاقه في مطلع حزيران/يونيو احتجاجا على قمع حركة الاحتجاج الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد والمستمرة منذ ستة اشهر.
وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وهو الان يقود "كتيبة الضباط الاحرار" التي يعتقد انها تشمل عشرات الضباط المنشقين.
واضاف المرصد من جهة اخرى "نفذت قوات امنية سورية صباح اليوم الاربعاء حملة مداهمات واعتقالات" في مدينة الزبداني التي تبعد 50 كلم غرب دمشق وشهدت تظاهرات ضخمة ضد النظام ودخلها الجيش الثلاثاء معتقلا 34 شخصا على الاقل بحسب ناشطين.
وتفاقم الضغط الدولي على سوريا التي انتقدتها الدول العربية فيما يبحث الاتحاد الاوروبي تعزيز عقوباته على دمشق وقد يحظر الاستثمار في القطاع النفطي السوري وتزويد البنك المركزي بالاوراق المالية.
وتصاعدت الضغوط الدولية الثلاثاء على سوريا التي انتقدها وزراء الخارجية العرب فيما يستعد الاتحاد الاوروبي لتشديد عقوباته على دمشق وقد يحظر الاستثمار في القطاع النفطي وطبع اوراق نقدية لحساب البنك المركزي السوري.
وافاد ناشطون سوريون وكالة فرانس برس ان سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان في سوريا وصلوا مساء الثلاثاء الى بلدة داريا بريف دمشق للتعزية بالناشط غياث مطر الذي قتل خلال اعتقاله لشدة التعذيب.
واضافوا ان قوات الامن السورية هاجمت مساء الثلاثاء مجلس العزاء بعد مغادرة السفراء مؤكدين ان "هجوم الامن على العزاء تخلله اطلاق غاز مسيل للدموع وعيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين بعد مغادرة السفراء".
وافادت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين نقلا عن ناشطين ان غياث مطر (26 عاما) كان اعتقل في السادس من ايلول/سبتمبر وتوفي في الاعتقال اثر تعرضه للتعذيب مشيرة الى انه كان طرفا اساسيا في تنظيم التظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وكان سفيرا الولايات المتحدة وفرنسا اثارا غضب دمشق عبر قيامهما بزيارتين منفصلتين في الثامن من تموز/يوليو لمدينة حماة (وسط) التي شهدت في بداية تموز/يوليو تظاهرتين ضخمتين ضد الاسد.
وفي 23 اب/اغسطس بادر السفير الاميركي الى التوجه لمدينة الجاسم (جنوب) من دون اعلام السلطات السورية مسبقا وحيث كان قتل 15 متظاهرا قبل اربعة ايام. وتقع الجاسم في محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية.
وفي السادس من ايلول/سبتمبر، هاجم السفير الاميركي بشدة نظام الاسد على موقع فيسبوك، منددا خصوصا بالذرائع التي يسوقها لتبرير القمع العنيف للمتظاهرين.
من جهتهم، طالب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الثلاثاء في القاهرة ب"وقف اراقة الدماء" في سوريا قبل ايفاد وفد من الامانة للجامعة العربية الى دمشق سيكون بمثابة "لجنة لتقصي الحقائق".
واكد الوزراء ان "الموقف الراهن في سوريا ما يزال في غاية الخطورة ولا بد من احداث تغيير فوري يؤدي الى وقف اراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من اعمال العنف والقتل الامر الذي يتطلب من القيادة السورية اتخاذ الاجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط اثناء زيارة الامين العام (للجامعة نبيل العربي) وخاصة ما يتعلق بوقف اعمال العنف بكافة اشكاله وازالة اي مظاهر مسلحة والعمل على تنفيذ ما جرى اقراره من اصلاحات".
واكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس الوزراي للجامعة العربية، ان "آلة القتل يجب ان تتوقف في سوريا"، مشددا على ان "الجيش لا بد ان ينسحب من المدن".
واضاف بن جاسم "لا يمكن ان نقبل كبشر ان يقتل الناس بهذه الطريقة لذلك قررنا انه لا بد من وقف اطلاق النار قبل ايفاد وفد من الجامعة العربية الى سوريا".