بعد سبعة اعوام من التناوب السياسي التاريخي تنتخب السنغال الاحد رئيسها مع تاكيد الرئيس المنتهية ولايته عبد الله واد (80 عاما) ثقته في اعادة انتخابه من الدورة الاولى رغم وجود 14 منافسا له على الرئاسة.
ودعي قرابة خمسة ملايين ناخب من اجمال عدد السكان البالغ 11 مليون نسمة الى صناديق الاقتراع في هذا البلد الواقع في غرب افريقيا الذي يقدم في غالب الاحيان على انه "واجهة" للديموقراطية في قارة اعتادت على التزوير الكثيف وحركات التمرد والانقلابات.
ورغم الهدوء الذي ساد عموما الحملة الانتخابية باستثناء بعض حوادث تبادل اطلاق النار فانها اختتمت في مناخ من التوترات واعمال العنف وخصوصا مساء الاربعاء في داكار بين اتباع عبد الله واد وانصار رئيس وزرائه السابق ادريسا سيك.
وفي ختام الحملة صعدت المعارضة من الضغط على السلطة محذرة من ان انتخاب الرئيس المنتهية ولايته من الدورة الاولى اي مع اكثر من 50% من الاصوات سيكون مستحيلا حسابيا بسبب العدد القياسي للمرشحين البالغ 14 في 2007 مقابل ثمانية في 2000.
ومع ظهور شبح "السطو الانتخابي" حذر المعارضون من ان اي عملية تزوير او محاولة تزوير قد تؤدي الى اضطرابات في بلد يخضع كثيرا للجهات المانحة وبالتالي بلد قلق جدا على صورته لدى المجتمع الدولي.
واعلن رئيس الدولة في مؤتمر صحافي في الدقائق الاخيرة من الحملة الانتخابية التي انتهت منتصف ليل الجمعة (بالتوقيتين المحلي وغرينتش) "ساعمل على احترام النظام بالوسائل التي يمنحني اياها الدستور".
لكن اضاف "لن يكون (للمعارضين) الشجاعة لاثارة اضطرابات. واذا ما اثاروا الفوضى ساحيلهم الى القضاء" كما قال.
وقال ايضا في معرض تفصيل كافة الاجراءات المتخذة لمكافحة عمليات التزوير "ان الغش مستحيل حسابيا مستحيل".
وفي مواجهة عبد الله واد الذي وضع انتخابه في العام 2000 في الدورة الثانية حدا لاربعة عقود من السلطة الاشتراكية في هذه المستعمرة الفرنسية سابقا يعد زعيم الحزب الاشتراكي عثمان تانور ديانغ خصمه الاكثر جدية بحسب راي عدد من المراقبين.
وهذا المقرب من الرئيس عبدو ضيوف الذي يقدم على انه "تكنوقراطي صارم" تخطى العقبات التي تقف في وجهه ومن دون ان يكون خطيبا كبيرا بدا انه يستطيع دب الحماسة في صفوف المحتشدين في اللقاءات الانتخابية.
ويقدم تانور ديانغ نفسه (60 عاما) على انه الرجل قوي العزم المستعد للتعويض عن الهزيمة الكبرى التي مني بها في العام 2000 ولخلافة الرئيس الحالي في ختام دورة ثانية في الثامن عشر من اذار/مارس.
اما ادريسا سيك (47 عاما) فيضع نفسه ايضا كخصم جدي لرئيس الدولة المنتهية ولايته خصوصا وانه احد افراد العائلة السياسية الليبرالية نفسها.
وبدا ان سيك الذي قدم لفترة من الزمن ك"خليفة" معين للرئيس واد والذي كان رئيسا لوزرائه قبل ان يختلف معه ويمضي سبعة اشهر في الحبس الاحتياطي بسبب قضية اختلاس تأرجح لسنوات بين المعسكر الرئاسي والمعارضة.
وفي نهاية الحملة الانتخابية اوضح موقفه مؤكدا انه سيصوت في حال حصول دورة ثانية لمرشح المعارضة.
وقد يلعب مرشحان اخران دورا مهما في حال حصول دورة ثانية وهما مصطفى نياسي الذي شغل منصب رئاسة الوزراء مرتين والذي كان لدعمه للرئيس واد في العام 2000 تاثيرا حاسما وعبد الله باثيلي الحليف السابق للرئيس المنتهية ولايته الذي انتقل الى المعارضة.