الصراع مع تنظيم القاعدة في العراق
قال شيوخ عشائر ووجهاء من اهالي محافظة الانبار الغربية السنية ان حادث التفجير الذي استهدف احد المساجد في المنطقة قبل يومين يعكس حقيقة الصراع المتنامي بين اهالي المنطقة الغربية وبين تنظيم القاعدة الذي يتخذ من المنطقة معبرا وملجأ.
وقتل اكثر من 50 شخصا معظمهم من المدنيين واصيب اكثر من 100 يوم السبت عندما انفجرت شاحنة ملغومة بالقرب من مسجد في منطقة الحبانية بمحافظة الانبار. وتشهد اغلب مدن ومناطق غرب البلاد مواجهات مسلحة غالبا ما تكون دامية بين مجموعات من المسلحين يتقدمهم تنظيم القاعدة وبين القوات الامريكية المنتشرة هناك. وأعربت الشرطة عن اعتقادها بأن المسجد كان المستهدف وأضافت ان الحادث خلف اضرارا جسيمة بالمكان.
وقال سكان المنطقة ان امام مسجد الصحابة والذي وقع الانفجار بقربه كان قد انتقد تنظيم القاعدة خلال خطبة الجمعة قبل يوم من الانفجار.
وكان بعض زعماء العشائر في المنطقة شكلوا قبل اشهر مجلسا اطلقوا علية مجلس انقاذ محافظة الانبار قالوا انه يهدف الى تخليص المحافظة من تنظيم القاعدة الذي رسخ وجوده بشكل كبير فيها ومن جماعات المسلحين الاخرى التي تعمل معه.
وتشهد مدن محافظة الانبار منذ نحو خمسة اشهر تناحرا بين عناصر تنظيم القاعده وجماعات عشائرية قتل فيه العشرات من الطرفين.
وقال الشيخ عزيز محمد العلواني وهو احد شيوخ عشائر الدليم صاحبة النفوذ في المحافظة ان "خلافات وصراعات تدور بين العشائر وتنظيم القاعدة منذ اشهر وان هذا النزاع المسلح اسفر عن مقتل واصابة العديد من العراقيين."
واضاف ان اساس الخلاف مع القاعدة "انهم (القاعدة) يتهمون كل من يحاول تقديم العون لقوات الشرطة لضبط الامن والاستقرار بانه عميل للاحتلال .. وهذا غير صحيح."
وتصف منشورات تنظيم القاعدة والتي تنتشر في المحافظة ويمكن قراءتها في اماكن متفرقة من شوارع المحافظة عناصر الشرطة والجيش "بالمرتدين وان تصفيتهم تعد من باب أولى على جنود الاحتلال."
وكتب على منشور علق على جدران بنايات بوسط الفلوجة قبل فترة يحمل اسم الدولة الاسلامية التي اعلن تنظيم القاعدة تشكيلها بزعامة ابو حمزة المهاجر "ان قتل المرتدين من الشرطة والجيش يعد عملا واجبا وجهاديا طالما المحتل موجود على ارض العراق لانهم عملاء وجواسيس للمحتل."
وقال احد شيوخ العشائر ان المواجهات ضد تنظيم القاعدة بدأت تثير انقسامات بين ابناء العشيرة الواحدة حيث يرفض العديد من ابناء العشائر هناك شن حملة لمحاربة وتصفية وجود تنظيم القاعدة في المنطقة.
وقال احد شيوخ عشائر البوعيسى والذي طلب عدم ذكر اسمه ان "المواجهات متواصله مع تنظيم القاعدة وقد خسرنا عددا كبيرا من رجالنا."
واضاف "الخلاف جعل ابناء العشيرة (البوعيسى) ينقسمون الى قسمين البعض الى جانب القاعدة والبعض الاخر ضدهم والنتيجة اننا خاسرون من الطرفين... لان العدو المطلوب مواجهته هو الاحتلال دون سواه."
مخبأ للاسلحة الايرانية
اعلن الجيش الاميركي الاثنين انه اكتشف في قرية شيعية مخبأ كبيرا لقنابل خارقة للدروع من النوع الذي تتهم واشنطن ايران بتزويد ميليشيات شيعية بالمكونات اللازمة لتصنيعها. وقال الميجور جيرمي سيغرتس للصحفيين ان جنودا اميركيين اكتشفوا موقعا به مكونات كافية لتصنيع 150 قنبلة خارقة للدروع وهي القنابل التي يؤكد الجيش الاميركي انها قادرة على اختراق العربات المدرعة والانفجار داخلها وانها تسببت في مقتل عدد كبير من الجنود الاميركيين مؤخرا. واكد سيغرتس انه تم العثور على 19 قذيفة هاون في المخبأ نفسه موضحا انها تحمل علامات تشير الى انها ايرانية الصنع. واوضح سيغرتس انه تم العثور على المخبأ الذي كانت فيه مكونات هذه القنابل السبت في قرية شيعية بالقرب من بلدة الجديدة في محافظة ديالى على بعد 25 كلم شمال بغداد. واضاف انه تم العثور كذلك على 13 قذيفة من عيار 122 مم وسبع قاذفات قنابل. وكان الناطق باسم القوات الاميركية في العراق وليام كولدويل صرح في 13 شباط/فبراير الحالي ان القنابل الخارقة للدورع تسببت في مقتل 170 جنديا اميركيا منذ العام 2004.
ويعتبر المسؤولون الاميركيون ان استخدام هذا النوع من القنابل من قبل المسلحين العراقيين دليل على تدخل ايران في العراق. وتنفي طهران الاتهامات الاميركية. وتاتي الاتهامات الاميركية لايران بالتدخل في العراق في الوقت الذي اشار فيه تقرير صحفي اميركي الى ان الولايات المتحدة تصعد من عملياتها السرية في ايران في استراتيجية جديدة تهدد ب"مواجهة مفتوحة" تصب في مصلحة المتشددين السنة. وكتب الصحافي الاميركي سيمور هيرش في مجلة نيويركر الاثنين ان الجيش الاميركي وفرق العمليات الخاصة زادت من نشاطاتها داخل ايران وانها تدخل ذلك البلد من العراق لجمع المعلومات الاستخباراتية وتجنيد العناصر الايرانية.
واضاف ان العمليات الاميركية السرية في ايران ولبنان وسوريا "توجه من قبل نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني" وتعتمد بشكل كبير على السعودية وعلى مستشار الامن القومي السعودي الامير بندر بن سلطان. واضافت المجلة ان "احدى نتائج هذه النشاطات هي تعزيز الجماعات السنية المتطرفة التي تتبنى منهجا متشددا من الاسلام وتعادي الولايات المتحدة وتتعاطف مع تنظيم القاعدة".
وقالت ان "الاستراتيجية التي اطلق عليها بعض مسؤولي البيت الابيض اسم +اعادة التوجيه+ قربت الولايات المتحدة من مواجهة مفتوحة مع ايران وادخلتها في بعض انحاء المنطقة في نزاع طائفي يزداد اتساعا بين المسلمين السنة والشيعة". وصرح مسؤولون اميركيون واوروبيون وعرب للمجلة الاسبوعية ان بعض المساعدات التي وزعتها الولايات المتحدة على الجماعات السنية في لبنان وصلت الى ايدي جماعات متشددة. وصرح مسؤول بارز سابق في الاستخبارات "نحن نوزع الاموال في كل مكان بالقدر الذي نستطيعه (...) وذلك له عواقب خطيرة محتملة غير مقصودة". واضاف ان مثل هذه الاموال "تصل الى جيوب جهات اكثر عددا مما نعتقد" مؤكدا ان هذا "مشروع خطير للغاية". وقال هيرش انه في بعض الحالات تعتمد العمليات السرية على تمويل السعودية ومستشارها للامن القومي الامير بندر بن سلطان حتى تبقى تلك العمليات سرية.
امرأة وراء تفجير المستنصرية
نُفذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف جامعة المستنصرية الأحد والذي أودى بحياة 40 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 55 بجراح بواسطة امرأة انتحارية - استناداً إلى أقوال شهود عيان - وفق ما كشف مصدر من الداخلية العراقية . وأوضح المصدر : " إن معظم الضحايا من الطلبة في ثاني هجوم يستهدف الجامعة خلال أقل من شهرين " . وفجرت الانتحارية حزامها الناسف أمام مدخل (كلية الاقتصاد والإدارة) الواقعة في منطقة (الطالبية) بالقرب من مدينة الصدر ذات الأغلبية الشيعية .وكانت هذه الجامعة استهدفت الجامعة في 16 يناير/ كانون الثاني الفائت بهجمات مزدوجة .. انتحاري وسيارة وملغومة سقط خلالها أكثر من 70 قتيلا .