اعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد في موسكو ان حوالى 1400 شخص بينهم 700 شرطي قتلوا في اعمال العنف في بلادها فيما اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف معارضته ممارسة "ضغوط اضافية" على دمشق.
والحصيلة التي اعلنتها شعبان هي اول حصيلة رسمية توردها السلطات السورية.
في المقابل اعلنت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي قبل ساعات في جنيف ان 2600 شخص قتلوا في قمع التظاهرات في سوريا.
واضافت شعبان في مؤتمر صحافي "سقط 700 قتيل في صفوف الجيش والشرطة و700 في صفوف المتمردين".
وقالت في اعتراض على حصيلة الامم المتحدة "لدينا لائحة باسماء الضحايا ويمكننا تقديمها".
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد تقمعها السلطات بقوة.
وكانت شعبان دعت في وقت سابق الغربيين الى ان يحذوا حذو روسيا عبر تشجيع الحوار السياسي في البلاد بدلا من الدعوة الى عقوبات ضد النظام.
وقالت شعبان امام الصحافيين بعد لقائها مبعوث الكرملين الى المنطقة ميخائيل مارغيلوف "اود شكر الدولة والشعب الروسيين على دعم تطلعات سوريا الى حل سلمي للاحداث".
وبعد ذلك اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين انه من غير الضروري ممارسة "ضغوط اضافية" على دمشق، معارضا بذلك اي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد.
واعلن مدفيديف اثناء لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في موسكو "مثل هذا القرار يجب ان يكون شديد اللهجة لكن يجب الا ينص على تبني عقوبات بشكل تلقائي لانه تم اعتماد عدد كبير العقوبات اساسا من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبالتالي ليس هناك ضرورة لممارسة ضغوط اضافية" على دمشق.
واضاف مدفيديف ان "روسيا تنطلق من مبدأ انه من الضروري اعتماد قرار حازم لكن متوازنا وموجها الى طرفي النزاع السوري، اي السلطات الرسمية بقيادة الرئيس بشار الاسد والمعارضة على حد سواء".
وجاءت تصريحات مدفيديف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كاميرون الذي يسعى الى اعتماد اجراءات رد مشددة على دمشق ويطالب برحيل الرئيس السوري.
من جهته قال كاميرون "لا نرى مستقبلا للرئيس الاسد ونظامه".
وقالت شعبان بعد لقائها مارغيلوف "نرغب في ان يحذو الغرب حذو روسيا في مواقفه بدلا من ان يدعو الى اعمال تساهم في تصعيد العنف".
وبعد ان اشارت الى العراق وليبيا، نددت شعبان بالتدخل الغربي الذي يؤدي الى سقوط العديد من الضحايا "ويشجع التطرف" كما قالت.
وقالت "نحن الشعب السوري والشعوب العربية نرى ان الغرب لا يرغب في بذل جهود للتوصل الى حل سلمي" متساءلة "اين كان الغربيون في العراق حين قتل مليون شخص وحيث لا تزال الخلافات بين السنة والشيعة مستمرة؟".
وتابعت "انظروا الى ليبيا، قبل تدخل حلف شمال الاطلسي كان هناك 20 قتيلا والان تبلغ الحصيلة 50 الف قتيل".
وتعرقل موسكو، حليفة دمشق منذ فترة طويلة، اعتماد قرار في مجلس الامن يدين النظام السوري.
والجمعة استقبلت روسيا ممثلين عن المعارضة السورية ودعتهم الى فتح "حوار" مع السلطة وذلك غداة تصريح مدفيديف بان بعض المعارضين السوريين يمكن ان يعتبروا "ارهابيين".
من جهته قال مارغيلوف وهو ايضا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي في ختام لقائه مع شعبان "لا نريد ان يتكرر السيناريو الليبي في سوريا".
واعلن ان وفدا من مجلس الاتحاد (المجلس الاعلى في البرلمان) سيزور سوريا قريبا.
وقال عضو مجلس الاتحاد ايلياس اوماخانوف الذي يتراس هذا الوفد "سنلتقي ممثلين عن مختلف القوى السياسية وسنحاول التشجيع على ان يجري الحوار بين الاطراف السورية بشكل سلمي".
واضاف "ان هدف روسيا هو تجنب ان يؤدي تدخل خارجي الى تصعيد اعمال العنف وسقوط العديد من الضحايا".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض الاربعاء الماضي دعوات نظيره الفرنسي الان جوبيه خلال زيارته موسكو الى الانضمام للجهود الغربية من اجل وقف ما وصفه بانه "جرائم ضد الانسانية" في سوريا.
وتعارض موسكو رحيل الرئيس السوري الذي يطالب به الغربيون وكذلك الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على واردات النفط السوري من اجل معاقبة نظام دمشق.