سليماني حضر للعراق قبيل مقتله بهدف "استكمال مخطط اقتحام السفارة الأميركية"

تاريخ النشر: 03 يناير 2020 - 03:55 GMT
قاسم سليماني
قاسم سليماني

قال مايك بومبيو إن قتل سليماني كان يهدف إلى تعطيل ”هجوم وشيك“، فيما ذكر تقرير ان ذلك الهجوم كان يستهدف السفارة الاميركية في بغداد مساء الجمعة.

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مقابلتين تلفزيونيتين الجمعة إن الغارة الجوية الأمريكية على بغداد التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني كانت تهدف إلى تعطيل ”هجوم وشيك“ كان من شأنه أن يعرض حياة أمريكيين للخطر في الشرق الأوسط.

وامتنع بومبيو، في مقابلتين أجرتهما معه شبكتا فوكس نيوز وسي إن إن، عن الخوض في تفاصيل التهديد المزعوم، لكنه قال إن ”تقييما على أساس معلومات المخابرات“ كان الدافع المحرك وراء القرار الأمريكي باستهداف سليماني.

وقال بومبيو لشبكة سي إن إن ”كان يتآمر بنشاط في المنطقة للقيام بأعمال -عمل كبير على حد وصفه- من شأنها أن تعرض أرواح عشرات إن لم يكن مئات الأمريكيين للخطر. نعلم أن هذا كان وشيكا“.

وأضاف بومبيو ”كانت هذه تهديدات قائمة في المنطقة.. وكانت الليلة الماضية هي التوقيت الملائم الذي كنا بحاجة إليه لتنفيذ ضربة تضمن تعطيل الهجوم الوشيك...“.

وهددت إيران بالانتقام بعد الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة أثناء الليل واستهدفت ثاني أقوى شخصية في إيران في تصعيد كبير في الصراع بين واشنطن وطهران في الشرق الأوسط.

وقال بومبيو إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بعدم التصعيد مع إيران لكنها ستدافع عن نفسها. وأضاف أن الولايات المتحدة عززت أمن أصولها في المنطقة وعلى أهبة الاستعداد لأي رد فعل انتقامي بما في ذلك الهجمات الإلكترونية.

وذكر بومبيو أنه يستطيع فقط التأكيد أن سليماني لقي حتفه في الضربة الجوية.

*-اقتحام السفارة- 
من جانبه، نقل موقع "الحرة" الممول من الحكومة الاميركية عن مسؤول عراقي وصفته بالرفيع قوله ان الجنرال قاسم سليماني كان قد حضر الى العاصمة العراقية لاستكمال مخطط اقتحام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد، بعد فشل المحاولة الأولى التي جرت الثلاثاء الماضي.

وأضاف المسؤول العراقي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن سليماني وصل مساء الخميس إلى بغداد وكان يخطط للإشراف على عملية الاقتحام مساء الجمعة.

وتابع المسؤول الرفيع أن سليماني كان ممتعضا من رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي لأنه طلب من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي الانسحاب من أمام السفارة الأميركية في بغداد الخميس.

وأكد أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني كان يعتزم إعادة ادخال عناصر من الميليشيات العراقية الموالية لطهران مرة أخرى إلى المنطقة الخضراء لتنفيذ عملية الاقتحام والسيطرة على السفارة الأميركية.

وكانت مصادر قالت لموقع الحرة الخميس إن خطة سليماني تقضي "وبعد نجاح دخول عناصر ميليشيا الحشد الجمعة وإحراق وقتل من في السفارة، إعلان المبنى مقرا عاما للحشد الشعبي، ومن ثم يصدر رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي وحكومته قرارا بتعليق وتجميد الاتفاقية الأمنية بين الحكومة والولايات المتحدة الأميركية والعمل على قطع العلاقة الدبلوماسية".

ووفقا للمصادر كانت الخطة تنص أيضا على أن تعمد الميليشيات، الجمعة وبعد انتهاء صلاة الجمعة، باقتحام السفارة "من قبل الكتيبة التكتيكية الخاصة في كتائب حزب الله وقتل ومهاجمة من في السفارة..".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال الجمعة إن توقيت قتل سليماني جاء بعد تقارير استخباراتية حذرت من أنه يعتزم القيام بهجمات ضد الولايات المتحدة.

وقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس وآخرين بقصف قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه تم بواسطة طائرة أميركية من دون طيار.

وأعلن البنتاغون أنه "بتوجيهات" من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قام الجيش الأميركي "بعمل دفاعي حاسم لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج بقتل قاسم سليماني.

* الهدف الثاني
ويؤكد المسؤول العراقي الرفيع أنه بالإضافة لمخطط اقتحام السفارة الأميركية في بغداد كان سليماني يخطط أيضا للضغط باتجاه فرض ترشيح شخصية قريبة من طهران لتولي منصب رئيس الوزراء.

وقال إن سليماني كان يعتزم مقابلة خمسة مرشحين، هم كل وزير الاتصالات الأسبق محمد توفيق علاوي والقائد السابق في جهاز مكافحة الإرهاب عبد الغني الأسدي ومدير المخابرات الحالي مصطفى الكاظمي.

وتابع أن الاسمين الآخرين هما كل من رجل الأعمال العراقي المقيم في الأردن ماجد الساعدي والقاضي المتقاعد محمد العريبي.

وأكد أن الخطة تقضي بقيام كتلة البناء بزعامة هادي العامري بتقديم هذه الأسماء إلى رئيس الجمهورية برهم صالح يوم الجمعة على أن يتم حسم الاختيار السبت ومن ثم يقوم بتكليف المرشح الجديد الأسبوع القادم بعد عطلة عيد الجيش العراقي التي تصادف الاثنين.

وكان رئيس الجمهورية برهم صالح لوح بالاستقالة الأسبوع الماضي بعد ضغوط مورست عليه من قبل المعسكر الموالي لإيران الذي يصر على تسمية رئيس وزراء من رحم السلطة وهو ما يرفضه المحتجون العراقيون.

وشنت وسائل اعلام ونواب موالون لإيران خلال الأيام القلية الماضية حملة تشويه ضد الرئيس العراقي واتهموه بتنفيذ مخططات وأجندات أميركية هدفها منع وصول مرشح من كتلة البناء الموالية لإيران للسلطة.

ويصر المتظاهرون في العراق، الذي خرجوا للشوارع منذ الأول منذ أكتوبر الماضي، على ترشيح شخصية مستقلة لم تتولى أي مسؤولية تنفيذية خلال السنوات الماضية.

*الوضع على الأرض
من جهة ثانية أكدت مصادر أمنية لموقع الحرة أن الوضع في العراق حاليا متأزم بعد عملية قتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

وأضافت أن مجموعة كبيرة من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي والفصائل الموالية لإيران حاولت الدخول إلى العاصمة بغداد قادمة من مدن جنوب البلاد، للمشاركة في تشييع القتيلين.

وأعلن الحشد الشعبي في بيان الجمعة أن مراسم تشييع سليماني والمهندس ستجري في بغداد السبت وتنطلق من إحدى بوابات المنطقة الخضراء باتجاه منطقة الجادرية.

وتؤكد المصادر أن نقاط التفتيش المنتشرة على مداخل العاصمة منعت عناصر الميليشيات من العبور وطلبت منهم الرجوع من حيث جاءوا، مشيرا إلى عناصر بملابس مدنية انتشروا في نقاط التفتيش ويعتقد أنهم من جهاز المخابرات العراقي لضمان عدم دخول أفراد الميليشيات الى بغداد.

وتابعت المصادر أن أفراد الميليشيات الموالية لإيران مصابون بالصدمة ومشوشون بعد مقتل سليماني والمهندس، بعد أن اختفى جميع قادة هذه الميليشيات وأغلقوا هواتفهم واكتفوا فقط بإصدار البيانات.