زيباري: نظام الاسد (على حافة الانهيار) ولا ندعم نظامه

تاريخ النشر: 17 يوليو 2012 - 12:07 GMT
زيباري: نظام الاسد على حافة الانهيار
زيباري: نظام الاسد على حافة الانهيار

رأى وزير الخارجية العراقي ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد "على حافة الانهيار"، وان الانباء التي تتحدث عن مساعدة مالية يقدمها العراق لسورية لا صحة لها على الاطلاق، مع ان بغداد تشعر احيانا بالخوف عندما تنظر الى ان البلدان التي تدعم الجماعات المعارضة السورية لا ديمقراطية فيها وتدعم جماعات اسلامية، بحسب حديث أدلى به هوشيار زيباري لصحيفة لو فيغارو الفرنسية.

ويزور هوشيار زيباري باريس لتدشين مقر السفارة العراقية الجديد.

لو فيغارو سألت زيباري عن رأيه بتطورات الصراع في سورية بعد انشقاق سفيرها لدى العراق، فقال ان "الازمة الان وصلت حد نهايتها. فالمعارضة تتسع. وسيطرة النظام على الارض تتضاءل. ومجتمع رجال الاعمال نفسه لا يؤمن باصلاحات بشار الاسد". واعرب عن اعتقاده بأن "النظام السوري معزول وواقع تحت ضغوطات اقتصادية قوية". وتساءل "كم من الوقت سيبقى فيه النظام السوري قادرا على الافلات من [تأثير] انشقاقات افواج ووحدات عسكرية؟".

وعما اذا يقدم العراق وايران مساعدة مالية لسورية، اكد زيباري ان "كل ما يُسمع عن وجود دعم مالي من العراق لسورية هو أمر باطل". وتابع "بنكنا المركزي لا يعطي اموالا نقدا الى نظيره السوري"، لكنه اشار الى ان هذا الامر "ليس كذلك بالنسبة لايران، التي تساعد سورية ماليا".

وسألت الصحيفة الفرنسية عما اذا كانت لدى العراق مخاوف من مخاطر نشوء محور جماعات "جهادية" مسلحة عراقي – سوري، لاسيما بعد ملاحظة زيباري مؤخرا ان مسلحي القاعدة يذهبون من العراق الى سورية، فأجاب رأس الديبلوماسية العراقية "بعد دخولهم الى العراق من طريق سورية، المسلحون الاسلاميون يعودون بالاتجاه المعاكس". ولفت الى ان "اعدادهم ليست هي المهمة، انما خبرتهم". واوضح ان "الذين خرجوا من العراق خبراء بالمتفجرات".

وذكّر زيباري "في العام 2009، عندما طالبنا الامم المتحدة باقامة محكمة دولية لمعاقبة سورية التي كانت ترعى الهجمات على وزارات في بغداد، لم يساندنا اي احد على الاطلاق". على هذا الاساس، كما قال "العراق اليوم يخشى من امتداد الصراع. ولدينا شكوك حاليا بأن مع بقاء الفوضى في سورية، فانها تتحول حاليا الى مرتع جديد لتنظيم القاعدة".

وشدد زيباري "ينبغي فهم موقفنا جيدا. ففي العراق، لدينا حكومة يهيمن عليها شيعة اخذوا السلطة بطريقة ديموقراطية للمرة الأولى في التاريخ. لكن في بقية العالم العربي، نشهد الآن هيمنة الاخوان المسلمين". وأفاد "ينبغي ألا نخدع أنفسنا: في سورية، البديل سيدور حول الاخوان المسلمين. ونحن نشعر في بعض الأحيان أننا مطوقون، بخاصة عندما ننظر الى البلدان التي تدعمهم، قطر والسعودية، وهما ليسا تلك البلدان القائمة على النموذج الديموقراطي".

وضرب زيباري مثلا بقوله "قبل ايام، هنأت الرئيس مرسي في مصر على أنه أول اسلامي ينتخب ديموقراطيا. فقال لي لا تبالغ في قول هذا، هناك بلدان لا تحب هذه الطريقة كثيرا". وأردف "طبعا السعودية من هذه البلدان، وهي التي لا انتخابات فيها".

وانتقلت لو فيغارو الى محور آخر يتعلق بالوضع السياسي العراقي الداخلي، فسألت وزير الخارجية عن كيفية الخروج من الأزمة الحالية التي تشل المؤسسات العراقية، فأجاب زيباري ان "اصطفافات القوى السياسية أوجد عدم الاستقرار. وهذه مشكلة للمستثمرين الاجانب، اعترف بذلك". واضاف "اليوم، الضغوط تمارس بشدة متزايدة على حكومة المالكي من خلال اصدقائه الشيعة من عقر التحالف". وأبدى اعتقاده بأن "على رئيس الوزراء الاستماع اليهم، عندما يطالبون ببرنامج اصلاحات موسع"، ونبّه "بعد سنتين من ولاية الحكومة، لا يوجد لدينا وزير للدفاع ولا للداخلية، ولم يجر التصويت على اي قانون للنفط". وأعقب "هذا شيء لا معنى له".

وتطرقت الصحيفة الى ما يفكر به العراق للتعامل مع المعارضين الايرانيين غير المرغوب بهم الآن، فقال زيباري ان "عناصر مجاهدي خلق وعددهم 3 آلاف و400 شخص نقلوا من معسكر اشرف الى معسكر الحرية الانتقالي، جنوبي بغداد". واستطرد "طلبنا من الحكومة الفرنسية استقبال الذين يحملون منهم جوازات سفر فرنسية. وفعلنا الامر نفسه مع كندا. وفي بداية العام الحالي، توصلنا الى ترتيب مع الولايات المتحدة وفرنسا وبلدان أخرى من الاتحاد الاوربي بشأن اغلاق معسكر اشرف. والعراق التزم بعدم ارسال هؤلاء المعارضين الى ايران، وبالمقابل، ضمن لنا شركاؤنا التكفل بهم او ايجاد بلد يستقبلهم".

لكن اليوم، بحسب الوزير "ما من أحد يريد ذلك. والأمم المتحدة تؤدي دور الوسيط في هذا. لكننا لا نريد افتتاح معسكر أشرف ثانية".