اكدت روسيا الخميس، انها "تنظر بارتياح" الى مواقف الدولة العربية التي وصفتها بانها إيجابية ومسؤولة حيال الأزمة الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حوار عبر برنامج "قصارى القول" الذي تبثه قناة "روسيا اليوم"، أن "كل الدول العربية تتخذ موقفا مسؤولا. إنهم يثبتون أنهم يعتمدون فقط على مصالحهم الوطنية وليسوا مستعدين للتضحية بهذه المصالح الوطنية من أجل مغامرات جيوسياسية انتهازية لأي جهة".
واكد لافروف ان موسكو "واثقة من صلابة مواقف الدولة الصديقة وعدم خضوع حكوماتها الى الضغوطات الأمريكية والغربية".
واشار الى ان روسيا تربطها بالدول العربية بشكل عام "علاقة تقوم على الاحترام المتبادل"، موضحا ان موسكو "تحترم المصالح، والمصالح الأساسية للدول العربية فيما يتعلق بالتهديدات التي يتعرض لها أمنها. وهم يتعاملون معنا بالمثل".
وقال لافروف ان الدول العربية تتفهم "التهديدات لأمن روسيا التي كان الغرب يخلقها منذ عقود، مباشرة على حدودنا، في محاولة لاستخدام أوكرانيا لاحتواء روسيا، لإلحاق أضرار جسيمة بنا".
عالم متعدد الاقطاب قيد التشكل
واضاف ان "الغرب، على أساس يومي، من خلال سفرائه، من خلال مبعوثيه، إلى كل عاصمة بلا استثناء، لا العالم العربي فقط، بل المناطق الأخرى، يرسل الإنذارات ويبتز بوقاحة. على وجه الخصوص، يبتز على أساس مواقف ذاتية معينة، ويهدد بشكل مباشر محاوريه بأنهم سوف يندمون ويعاقبون إذا لم ينضموا إلى العقوبات المفروضة على روسيا".
ووصف لافروف هذا السلوك بانه ينطوي على "ازدراء صارخ للدول ذات السيادة".
وقال أن "رد الفعل الذي نراه من الدول العربية، ومن جميع الدول الأخرى في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، يظهر أن هذه الدول لا تريد التضحية بكرامتها الوطنية، إن شئت، والركض مثل الخدم لتنفيذ مهام الرفاق الكبار".
وأشار إلى أن "الوضع يظهر مرة أخرى أن التفكير الاستعماري والعادات الاستعمارية لزملائنا الغربيين لم تختف في أي مكان.
واضاف أن"عالما متعدد الأقطاب يتم تشكيله الآن. لديه عدة مراكز للنمو الاقتصادي، والسلطة المالية، والنفوذ السياسي. الصين والهند، الجميع يفهم بالفعل أن هذه هي، بالطبع، الاقتصادات الأسرع نموا والبلدان المؤثرة. بالطبع، كذلك البرازيل ودول أمريكا اللاتينية الأخرى".
وتابع لافروف قائلا انه "في إفريقيا، أعاق المستعمرون إمكانات مواردها الطبيعية الهائلة والأغنى، وأعاقت فترة الاستعمار الجديد التي لم تنته بعد ذلك. لذلك، ترفع إفريقيا صوتها الآن. وليس لدي شك في أن أحد الأعمدة، أحد مراكز العالم متعدد الأقطاب الذي يتم تشكيله الآن، هو بشكل موضوعي الشرق العربي".