عمان - البوابة - وسام نصرالله
أثارت إقالة محافظ البنك المركزي الأردني الشريف فارس شرف الكثير من التكهنات ، خاصة وأن اقالة المحافظ لاتكون إلا في حالات محدودة مرتبطة بتجاوزات للمحافظ نفسه.
وارجع رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت أسباب استقالة محافظ البنك المركزي إلى عدم انسجام الأخير مع توجهات الادارة الأردنية، وإنكاره على الحكومة مبدأ الاقتصاد الاجتماعي.
واتهم البخيت شرف بانه ليبرالي يوقوم بالتحريض في الصالونات السياسية على النهج الحكومي، إضافة إلى تفرده في اتخاذ القرارات، مشيرا إلى أن إستقالته جاءت لإنقاذ المؤسسة المالية.
ورد محافظ البنك المركزي على تصريحات رئيس الوزراء حول أسباب خلافه مع الحكومة واستقالته بقوله إنه جاء دوره لقول الحقيقة بعدما تكلم البخيت.
وقال شرف فيما نشره ظهر الثلاثاء على صفحته الشخصية على تويتر "تكلم رئيس الوزراء، والآن جاء دوري لقول الحقيقة".
وكشفت مصادر في وقت سابق أن استقالة شرف جاءت بعد رفضه الموافقة على تعيين رؤساء مجلس أدارة لاحد البنوك التجارية ، بما يخالف توجهات بعض المسؤولين.
ونفى البخيت خلال لقائه الصحفيين في مجلس النواب اليوم الثلاثاء اقالة شرف على خلفية رفضه ترخيص بنك لرئيس الوزراء السابق علي أبو الراغب.
وأشار البخيت الى ان رفض الترخيص جاء في عهد محافظ البنك السابق امية طوقان إبان حكومة البخيت الاولى، عارضا خلال المؤتمر وثيقة تؤكد كلامة.
وسجل المعارض الإسلامي الأردني ليث شبيلات مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال في تصريحات له أن سبب الإقالة يعود لمعاندة شرف الحكومة وإصراره على إدخال المنحة النفطية السعودية إلى الخزينة العامة.
ودافع شبيلات خلال كلمة القاها في حي الطفايلة بالعاصمة عمان عن المحافظ المقال واصفا إياه بالنبيل والشريف وأنه دفع ضريبة موقفه المسؤول ، متهما الحكومة بعدم الجدية والمضي قدما في الإصلاحات.
وفي رد فعل مباشر على إقالة نجلها قدمت العين ليلى شرف استقالتها رسميا من مجلس الأعيان الثلاثاء ، مبررة إستقالتها بعدم جدية الحكومة في محاربة الفساد وقالت متسائلة " ما معنى وجودي في المؤسسات الرسمية "، مضيفة انها ستخدم الأردن عبر مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وليس من خلال مؤسسات الدولة.
وأكدت شرف ان استقالتها جاءت على خلفية استقالة نجلها الشريف فارس شرف من منصب محافظ البنك المركزي، بعد ضغوط تعرض لها، ووجهت له نصيحة لبيان أسباب استقالته.
واعتبرت شرف أن السبب الرئيسي وراء الطلب من نجلها تقديم إستقالته هو محاربته للفساد ، وان بعض الجهات المتنفذة لم يعجبها ذلك.
واعربت شرف عن أسفها لإحاطة البنك المركزي بالأمن غداة قرار اتخذته الحكومة بإقالته لمنعه من الدخول معتبرة أن ذلك انتهاكاً لحرمة المؤسسة وهو اساءه الى درجة بعيدة.
يذكر أن اقالة محافظ البنك المركزي فارس شرف جاءت بعد مضي عشرة شهور فقط من تعيينه بعقد مدته خمس سنوات، خاصة وأن قانون البنك المركزي يقيد اقالة المحافظ في حالات محدودة مرتبطة بتجاوزات للمحافظ نفسه.
وطالب الخبير الإقتصادي الدكتور إبراهيم سيف الحكومة بتوضيح الأسباب التي دفعتها بشكل مفاجىء لتغيير رأس المؤسسة النقدية ، وذلك حفاظا على سمعة إحدى أفضل المؤسسات الوطنية، والإستقرار النقدي.
وقال سيف الحكومات المتعاقبة احترمت استقلالية “المركزي”، وهو ما منحه سمعة متميزة، والسياسة النقدية مستقرة ومعها الدينار، وهو ما شهدناه مع المحافظ الشريف شرف.
وأضاف اعتدنا تغييرات متوترة في المواقع الوزارية، ولكن ليس في مؤسسة البنك المركزي الذي يعتبر نموذجا للعمل المؤسسي الناجح.