الدكتور إبراهيم الجباوي
بعد أن سيطر نظام آل الأسد على مدينة تدمر -من خلال مسرحية هزلية مع تنظيم داعش- وانسحاب عناصر داعش منها (بعد أن بدّلوا ألبستهم بألبسة عصابات بشار ومرتزقته) عبر الصحراء المستوية والخالية من أية عوائق طبيعية تخفيهم عن طائرات الدب الروسي -التي كانت طرفاً في المسرحية – ومع ذلك لم تعترضهم تلك الطائرات ولم تلاحق فلولهم، لا بل غضت طرفها عنهم، وسهلت عصابات النظام وصولهم الى القلمون الشرقي وبئر قصب، حيث بدؤوا بالأمس تنفيذ الخطة الجديدة التي رسمها لهم نظام المعتوه بشار الإرهابي، والمتمثلة بالسيطرة على الضمير لفتح الطريق لهم إلى دوما ومشارف دمشق، من أجل تحقيق مصلحة مشتركة للطرفين تتلخص ببندين لا ثالث لهما بالنسبة لنظام الأسد:
البند الأول: يضحي النظام بعدد من مرتزقته وعدد من أسلحته وعتاده أمام الرأي العام ليظهر بمظهر أنه يتعرض لهجمات الإرهاب ويقوم بمحاربته مما يشكل ذلك ( حسب رأيه ) ورقة تفاوضية رابحة في جنيف القادم.
أما البند الثاني: فهو محاولة رفع معنويات أفراد عصاباته وميليشياته ومرتزقته من خلال إعادة طرد داعش الوهمي (انسحاب داعش) من تلك المنطقة لاحقاً، كما حصل في تدمر تماماً.
وبالنسبة لتنظيم داعش فتتلخص مصلحته برفع معنويات عناصره بعد انسحابهم من تدمر والقريتين وهزيمتهم قبل ذلك بشهر من معبر التنف الحدودي مع العراق، إضافة لتعطيل حل الأزمة السورية التي يجري العمل عليه الآن من قبل المجتمع الدولي.
لذلك سوف نرى ونسمع في قادم الأيام القليلة أن داعش أصبحت على أبواب دمشق من اتجاه ضاحية الأسد شمال شرق، وعلى تخوم مدينة دوما شرق دمشق، واندلاع معارك عنيفة بينه وبين جيش الإسلام ومحاولة تقدم عصابات النظام ومرتزقته باتجاه دوما من ناحية ضاحية الأسد بحجة محاربتها داعش هناك.
الأمر الذي سيظهر نظام بشار الإرهاب أنه يقاتل داعش، ولا يخترق الهدنة سارية المفعول، ومحاولة السيطرة على الغوطة الشرقية، وأن الثوار في الغوطة إذا ما تصدوا لمرتزقة النظام سيعتبر عملهم خرق الهدنة.
لكن وباعتقادي هيهات من ذلك .. لأن المجتمع الدولي قد يدرك تلك المسرحية الجديدة ويتفهم تصدي الثوار لأية محاولة لآقتحام الغوطة، كما أن الأحرار من كافة الفصائل الثورية هم على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا السيناريو، وإحباط أي هجوم قد يحدث باتجاه مناطقهم، سواء من عصابات الأسد أو من تنظيم داعش.
وسيكون النصر دائماً حليفاً للثورة والثوار إن شاء الله، حيث هم أصحاب الحق بحربهم ضد الباطل. عاشت الثورة السورية المظفَّرة .. وإنها لمنتصرة بإذن الله.