خرق طبي: زرع كلية خنزير لرجل ميت دماغيا وتعمل منذ أكثر من شهر

تاريخ النشر: 16 أغسطس 2023 - 09:16 GMT
خرق طبي: زرع كلية خنزير لرجل ميت دماغيا وتعمل منذ أكثر من شهر

في ما يعد خرقا طبيا، نجح جراحون في مركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك في زراعة كلية خنزير في جسد رجل ميت دماغيا، ولا تزال تعمل بكفاءة بعد اكثر من شهر من العملية.

وقال مركز لانغون لزراعة الأعضاء في بيان ان هذا الانجاز يشكل احدث خطوة باتجاه احلال مصدر بديل ومستدام للاعضاء لغايات الزراعة، مشيرا الى ان هذه الفترة الأطول التي استمرت فيها كلية خنزير معدلة وراثياً في عملها في إنسان.

وازجى المركز شكره الى ماري ميلر دافي، شقيقة موريس ميلر الذي توفي دماغيا، بعد سماحها باستخدام جسمه في هذه العملية الفذة التي تم اجراؤها في 14 تموز/يوليو.

ويعكف الاطباء حاليا على مراقبة المدة التي ستستمر كلية الخنزير خلالها في العمل بشكل طبيعي داخل جسم بشري.  

وقال الخبراء ان الكلية لم تخضع سوى الى تعديل جيني واحد فقط، ولم تستخدم خلالها ادوية او اجهزة تجريبية.

وتضمن التعديل الجيني "تعطيل" جين ألفا غال لمنع رفض جسم الإنسان للعضو المزروع.

اكثر كفاءة من كلية بشرية

الدكتور روبرت مونتغمري، مدير معهد لانغون، اكد ان مسالة استمرار العضو المزروع في العمل كعضو بشري هو امر يبدو ممكنا حتى الان.

وغداة اجراء العملية في 14 تموز/يوليو، والتي اشتملت على استئصال كليتي الرجل الذي كان يبلغ من العمر 57 عامًا، وزراعة كلية خنزير واحدة بدلا منهما، اكد مونتغمري انه تابع الكلية المزروعة التي بدأت على الفور في انتاج البول، وبدت اكثر كفاءة من كلية بشرية.

 



وبعد عقود من الاخفاقات التي تسبب بها مهاجمة اجهزة المناعة البشرية الانسجة الغريبة، جددت التحربة الاحدث الامل في نجاح عملية زرع اعضاء حيوان في اجسام البشر.

وما جرى في هذه المرة هو ان الخنزير الذي اخذت منه الكلية تم تعديله وراثيا حتى تصبح اعضاؤه قابلة للتكيف مع اجسام البشر.

تحديات اخلاقية

كان الاطباء في جامعة ماريلاند تمكنوا العام الماضي من زراعة قلب خنزير في رجل كان يحتضر، الامر الذي جعله يعيش لمدة شهرين اضافيين قبل ان يتوفى نتيجة فشل في القلب المزروع لم تعرف اسبابه بعد على وجه الدقة.

وفي الاونة، تعكف السلطات الصحية الاميركية ممثلة في ادارة الغذاء والدواء على دراسة ما اذا كان سيسمح بعمليات زراعة كلى وقلوب الخنازير لمرضى متطوعين.

وهناك ملايين المرضى حول العالم ممن يحتاجون بشدة الى اعضاء بديلة، ويتوفى عشرات الالاف منهم سنويا وهم على قوائم الانتظار اليائس.

وفضلا عن التحديات الطبية والعلمية امام عمليات زرع اعضاء الحيوان في اجسام البشر، يبرز محور جدلي يتعلق بالاخلاقيات وكذلك المنظور الديني للمسألة، خصوصا لدى المسلمين الذين افتى علماؤهم بتحريم الخنزير باعتباره نجسا، واعتبروا بالتالي ان مثل هذه الزراعات، وحتى لو كانت من اجل انقاذ حياة بشرية، تعد امرا غير جائز.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن