امام حركة عدم الانجياز بدولها واعضاءها الـ 100 فرصة تاريخية وهي على ابواب الذكرى الـ 60 لتاسيسها باثبات دورها كقوة وقطب عالمي على غرار الناتو او الاتحاد الاوربي باشكال او تصنيفات متعددة يتناسب مع وضعها السياسي والجغرافي، لكن في جميع الاحوال فان هذا التكتل عجينة لهيكل صلب لما تحتويه الدول المكونة له من امكانيات سياسية واقتصادية وتاريخية وكل شيء.
يوم 18 حتى 22 الشهر الجاري سيلتقي ممثلو عن 100 دولة تقريبا تحت سقف حركة عدم الانحياز في ظل ظروف عالمية صعبة يسيطر بموجبها القطب الواحد على العالم ويفرض سياساته بالقوة وهو ما قاد الى الدمار والانفلات وانشار ظاهرة التطرف والارهاب
ان لدى دول عدم الانحياز فرصة ذهبية من اجل فرض مبادئها التي انشئت لاجل تحقيقها وهي ما يعرف بـ المبادئ العشرة لباندونج (في اندونيسيا) القائمة على احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. واحترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها. وإقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها. وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها. واحترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة. وعدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى. وعدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى. والامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة. والحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة. وتعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل. واحترام العدالة والالتزامات الدولية.
ان ما تقوم به الولايات المتحدة يتناقض مع تلك المبادئ، فهي تتحاشى الحديث عن مصالح الاخرين وتسعى لحل المشاكل والمعضلات بالقوة وما ما نتج عنه انتشار الارهاب والتطرف الديني في عدة دول خاصة ليبيا وسورية وافغانستان، ولم تكتف الادارة الاميركية بنشر الفوضى في الدول الاسلامية بل انها تعمل على نقلها بصورة الثورة البرتقالية الى اوربا واميركا الجنوبية لتصب في مصالحها الشخصية من دون الالتفات الى مصالح حلفاءها في العالم.
تعتبر حركة عدم الانحياز، واحدة من نتائج الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، ونتيجة مباشرة أكثر، للحرب الباردة التي تصاعدت بين المعسكر الغربي (الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو) وبين المعسكر الشرقي (الإتحاد السوفيتي وحلف وارسو) حال نهاية الحرب العالمية الثانية وتدمير دول المحور، وكان هدف الحركة هو الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة
تأسست الحركة من 29 دولة، وهي الدول التي حضرت مؤتمر باندونج 1955، والذي يعتبر أول تجمع منظم لدول الحركة.
و تعتبر من بنات افكار رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي تيتو.
وانعقد المؤتمر الأول للحركة في بلجراد عام 1961، وحضره ممثلو 25 دولة، ثم توالى عقد المؤتمرات حتى المؤتمر الأخير بطهران في أغسطس 2012. ووصل عدد الأعضاء في الحركة عام 2011 إلى 118 دولة، وفريق رقابة مكون من 18 دولة و10 منظمات