كثفت القوات العراقية والاميركية الخميس خطة "فرض القانون" الامنية الجديدة في بغداد.
وقال الجيش الاميركي ان "جنود قوات التحالف المنتشرين في بغداد ورجال الشرطة العراقيين كثفوا عملياتهم في عدة مناطق في العاصمة العراقية اليوم (الخميس)".
واكد المتحدث باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل سكوت بليشويل في بيان ان "عمليات تفتيش وتمشيط تمت في عدة اماكن".
ومنذ الاربعاء تحلق طائرات حربية اميركية على ارتفاع منخفض فوق العاصمة العراقية.
واوضح البيان ان "هذه العمليات تستهدف مساعدة السكان عبر خفض العنف في اطار عملية فرض القانون".
واضاف ان "مداهمات لاهداف محددة تمت صباح اليوم (الخميس) كما تم فرض اطواق امنية حول بعض الاحياء" في الصباح الباكر لمنع عناصر متطرفة من الاختباء فيها.
وقال البيان انه القي القبض على 14 شخصا كما تم اكتشاف اربعة مخابئ للاسلحة في اطار هذه العمليات.
واعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاربعاء اطلاق خطة بغداد الامنية الجديدة التي تمنح قوات الامن صلاحيات واسعة للقيام بعمليات تفتيش ومداهمة وتوقيف.
وافاد مراسلون صحفيون ان حواجز امنية متعددة اقيمت منذ الصباح الباكر في وسط العاصمة.
واغلقت قوات الامن شارع السعدون المؤدي الى ساحة التحرير في قلب بغداد كما اقامت حواجز على جسر الجمهورية وهو اهم الجسور التي تربط بين منطقتي الرصافة (شرق نهر دجلة) والكرخ (غرب النهر).
وادت الحواجز الامنية كما في اليومين الاخيرين الى اختناقات مرورية كبيرة في وسط بغداد.
بوش
واعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء ان احلال الامن في بغداد حيث تحدث عن "تطهير عرقي" سيستغرق وقتا وسيكون هناك مزيد من اعمال العنف فيما تجري في واشنطن مناقشات محتدمة بخصوص استراتيجيته بشأن العراق.
وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض ان تنفيذ العملية "لاحلال الامن في بغداد سيستغرق وقتا وستحدث اعمال عنف. وكما رأينا على شاشات التلفزيون فان الارهابيين سيرسلون سيارات مفخخة الى الاسواق المكتظة".
"وبمعنى اخر فان هؤلاء سيقتلون الرجال والنساء والاطفال الابرياء ليحققوا هدفهم وهو تثبيط عزيمة العراقيين واذكاء العنف الطائفي واثنائنا عن مساعدة هذه الحكومة على القيام بعملها".
وتابع "السؤال الرئيسي هو: هل يمكننا مساعدة هذه الحكومة على امتلاك قوات الامن الضرورية لضمان وقف التطهير العرقي الذي يحدث في بعض الاحياء؟".
واقر كذلك بانه لا يعلم ما اذا كان القادة الايرانيون مسؤولين مباشرة عن وجود اسلحة ايرانية على الاراضي العراقية. وقال في هذا الصدد "ما نعلمه هو ان قوات القدس (وحدة النخبة في الجيش الايراني) لعبت دورا اوليا في تزويد القتلة في الشبكات بداخل العراق بتلك المتفجرات".
واضاف "استطيع القول بكل تاكيد بان قوات القدس وهي جزء من الحكومة الايرانية وفرت هذه العبوات الناسفة المتطورة التي تلحق الضرر بقواتنا. واود ان اكرر انني لا اعلم ما اذا كانت قوات القدس قد تسلمت اوامر من اعلى المستويات في الحكومة" الايرانية "ولكن ما اقوله هو ان الاسوأ من ذلك هو ان يكونوا قد اصدروا الاوامر فحدث ذلك او انهم لم يصدروا الاوامر ومع ذلك فقد حدث ذلك".
ورفض مرة اخرى بدء محادثات ثنائية مباشرة مع ايران. واكد "الناس سيقولون +اجتمعوا واجلسوا + وردي هو +اذا كان ذلك ياتي بنتائج+". واضاف "لو كنت اعتقد انه بامكاننا تحقيق النجاح لاجريت المحادثات ولكنني لا اعتقد انه بامكاننا تحقيق النجاح في الوقت الحاضر".
ونظم الرئيس الاميركي هذا المؤتمر الصحافي في خضم مناقشات برلمانية حول الحرب في العراق قد تؤدي في اواخر الاسبوع الى نقض استراتيجيته المعلنة الشهر الماضي.
ولفت الى تناقض برأيه بين هذه المناقشة والدعم الاجماعي في مجلس الشيوخ لتعيين القائد الجديد في العراق الجنرال ديفيد بتراوس متهما البرلمانيين بانهم يريدون استخلاص النتائج من استراتيجيته الجديدة "قبل ان توفر لها فرصة النجاح".
لكن بالنسبة للديموقراطيين في الكونغرس فان "التصويت الجمعة سيبرز ما اذا كان مجلس النواب سمع (رسالة) الشعب الاميركي (من خلال انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر) بان لا شيكا على بياض بعد الان للرئيس بوش حول العراق" كما قالت رئيس مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي عند بدء المناقشات الثلاثاء.
ومن المتوقع ان يوافق مجلس النواب الجمعة على قرار غير ملزم ينص على ان "الكونغرس لا يوافق على قرار الرئيس جورج بوش المعلن في 10 كانون الثاني/يناير 2007 بنشر اكثر من 20 الف جندي مقاتل اضافي في العراق". وقد يجري تصويت في مجلس الشيوخ على نص مماثل بعد نحو خمسة عشر يوما.
واكد البيت الابيض باستمرار انه لن يرتبط بنص كهذا وان الرئيس بوش يبقى مخولا اتخاذ قرارات في العراق.
وقد تحدى حلفاؤه الجمهوريون في الكونغرس الغالبية الديموقراطية الجديدة لوضع خطة بديلة للعراق واكدوا ان المناقشات الحالية الرمزية الى حد كبير لم تكن سوى مرحلة اولى قبل السعي الى قطع تمويل الحرب.
واكتفى القيادة الديموقراطية في الوقت الحاضر باطلاق وعد ب"انه لن يكون هناك الغاء تمويل للقوات على الارض" بدون مزيد من التوضيحات. علما ان المعارضة لسياسة بوش منقسمة بعمق حول امكانية تقليص او الغاء ميزانية الحرب كما يطالب الجناح اليساري في الحزب. والانقسامات اكثر وضوحا في الجانب الجمهوري حيث يزداد التشكيك لدى البرلمانيين بخصوص العراق.