تفاصيل بنود العقيدة العسكرية الروسية الجديدة

تاريخ النشر: 27 ديسمبر 2014 - 05:03 GMT
ارشيف
ارشيف

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة على الصيغة الجديدة للعقيدة العسكرية الروسية والتي تعتبر حشد القدرات العسكرية للناتو من أهم الأخطار الخارجية.

وتضم الوثيقة التي نشرت على موقع الكرملين بعد اعتمادها من قبل الرئيس الروسي، 14 بنداً تتضمن مخاطر أمنية وعسكرية اساسية بالنسبة لروسيا.

الناتو: الحلف ليس عدوا لروسيا

وأضيف أيضا إلى هذه الأخطار أخذ حلف شمال الأطلسي على عاتقه "وظائف على نطاق عالمي"، يتم تنفيذها في انتهاك للقانون الدولي، بالإضافة إلى اقتراب البنى العسكرية التحتية للدول الأعضاء في الناتو من الحدود الروسية بما في ذلك عن طريق توسيع الحلف المستقبلي.

وضم نص العقيدة العسكرية الروسية الجديدة إلى الأخطار العسكرية المحتملة على روسيا، إقامة ونشر منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا، والتي تقوض الاستقرار العالمي وتنتهك ميزان القوة الصاروخية والنووية القائم، وتحقيق عقيدة "الضربة العالمية"، والسعي إلى نصب الأسلحة في الفضاء وأيضا نشر منظومات أسلحة استراتيجية غير نووية فائقة الدقة.

ومن بين الأخطار العسكرية التي أكدت عليها العقيدة العسكرية الروسية مجددا، نشر وزيادة القوات الأجنبية في الدول والمياه المجاورة، "بما في ذلك بهدف الضغط السياسي والعسكري على روسيا".

وعلاوة على ذلك، ضمت قائمة الأخطار العسكرية الخارجية على روسيا، استخدام القوة العسكرية في أراضي دول الجوار في انتهاك لقواعد القانون الدولي، وظهور بؤر للنزاعات العسكرية هناك وتصعيدها، وأيضا إقامة أنظمة في الدول المجاورة تكون سياستها مهددة للمصالح الروسية.

وتضمنت النسخة الجديدة للعقيدة العسكرية الروسية من بين الأخطار الخارجية أيضا "المطالبة بأراضي من روسيا ومن حلفائها، والتدخل في شؤونهم الداخلية".

ومن بين الاخطار الـ 14 خطرا العسكرية الخارجية الاساسية على روسيا، نشاطات أجهزة الاستخبارات والمنظمات الأجنبية المخربة، والتهديدات المتصاعدة للتطرف والإرهاب في ظروف عدم كفاية التعاون الدولي في هذا المجال، وأيضا انتشار أسلحة الدمار الشامل والصواريخ وتقنياتها.

أهم المخاطر الداخلية.. الأعمال الإرهابية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في روسيا 

وأكدت العقيدة العسكرية أن أية ممارسات إرهابية تستهدف زعزعة استقرار الأوضاع في البلاد تشكل خطرا عسكريا داخليا رئيسيا لروسيا الاتحادية.

وتعدد الوثيقة تلك الممارسات:"أنشطة تستهدف تغيير النظام الدستوري في الاتحاد الروسي بشكل قسري وزعزعة استقرار الوضع السياسي الداخلي والاجتماعي وعمل اختلال في آلية السلطة والمنشآت الدولية والعسكرية والبنية التحتية للمعلومات التابعة للاتحاد الروسي"، بالإضافة إلى "أعمال المنظمات الإرهابية والأفراد التي تهدف إلى تقويض سيادة الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها".

وتم في الوثيقة كذلك الإشارة إلى الأنشطة التي تشمل التأثير الإعلامي على المواطنين وبالدرجة الأولى على الشباب، والتي تهدف إلى تقويض الأسس التاريخية والروحية والوطنية فيما يخص حماية البلد الأم، بالإضافة إلى الأعمال الهادفة إلى إثارة التوتر العرقي والاجتماعي والتمييز العنصري وإشعال نار الكراهية الدينية والإثنية أو الاعتداء.

تضم قائمة المخاطر أيضاً نظام "الضربة العالمية الفورية، وهو نظام أمريكي يهدف لتوجيه ضربة عسكرية تقليدية دقيقة في أي مكان في العالم خلال ساعة واحدة. ويأتي ترتيب هذا المفهوم في المركز الثالث، جنباً إلى جنب مع الدرع الصاروخية الإستراتيجية لأوروبا، التي طالما انتقدتها موسكو باعتبارها تشكل تهديدا للتوازن الاستراتيجي في القارة.

أولويات السياسة الخارجية العسكرية الروسية

كما حددت العقيدة أولويات أساسية للسياسة الخارجية العسكرية الروسية.

وحسب الوثيقة، فإن روسيا تتعاون مع عدة دول منفردة وهي بيلاروس وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بالإضافة إلى التعامل مع دول أعضاء المؤسسات الدولية التالية: وفي مقدمتها منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون وكذلك الأمم المتحدة بالإضافة إلى الهيئات الدولية والإقليمية الأخرى.

ويتمثل التعاون بينها وبين روسيا في إشراك قواتها المسلحة في الإشراف على عمليات حفظ السلام المختلفة وتنسيق الجهود الهادفة إلى إنشاء وتنفيذ مشاريع في مجال تطوير القوات المسلحة الوطنية وضمان الأمن والاستقرار في العالم.

روسيا تحتفظ بحق استخدام السلاح النووي ضد أي عدوان

وحسب بنود العقيدة العسكرية فإن روسيا تحتفظ بحق استخدام السلاح النووي كرد على استخدام هذا السلاح أو أي نوع من أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلافائها. كما يحق لروسيا استخدام السلاح النووي لدى استهدافها بأسلحة تقليدية في حال هدد ذلك وجود الدولة. وقرار استخدام الأسلحة النووية يعود للرئيس الروسي.

وأدرجت العقيدة العسكرية الروسية كذلك مفهوم "الردع غير النووي" الذي يقضي ببقاء القوات العسكرية التقليدية في حالة استعداد عالية، بحيث تحتفظ موسكو لنفسها بالحق في استخدام ترسانتها النووية إذا ما تعرضت هي أو أحد حلفائها لعدوان.

وقالت قناة "الجزيرة" إنه لأول مرة تتضمن العقيدة القتالية الجديدة أن القطب المتجمد الشمالي من ضمن المصالح القومية لروسيا، وأن على القوات الروسية أن تحافظ على هذه المصالح، ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه روسيا للتوجه إلى الأمم المتحدة لتوسيع نطاق حدودها في تلك المنطقة.

ومع ذلك أبقت العقيدة الجديدة على الطابع الدفاعي مع التشديد على عدم التدخل عسكريا إلا بعد استنفاد كل الحلول غير العنيفة، كما أشارت إلى تقلص احتمال شنّ حرب واسعة النطاق ضد روسيا.

وكانت أوكرانيا قد اتخذت خطوة نحو الحلف الأطلسي الأربعاء بالتخلي عن وضعها كدولة غير منحازة في إجراء رمزي أثار غضب موسكو لأنه يفتح الباب أمام كييف لطلب الانضمام مستقبلاً إلى الحلف.

كما نددت موسكو أكثر من مرة بقرار الحلف الأطلسي نشر قوات في عدد من الدول الأعضاء الواقعة على حدود روسيا مثل دول البلطيق أو بولندا إضافة إلى مشروع نصب الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ في شرق أوروبا.

وجاء الإعلان عن العقيدة الروسية الجديدة في ظل تردي العلاقات بين موسكو والغرب إلى أدنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب الباردة، وتأتي أيضا بعد أيام من اتخاذ أوكرانيا خطوات جديدة لإنهاء حالة الحياد والسعي نحو الانضمام إلى حلف الناتو.

 المصدر:روسيا اليوم، قناة الجزيرة ووكالات