تجارب سابقة وأزمات دبلوماسية..هل سيعتذر الاحتلال الإسرائيلي من قطر؟

تاريخ النشر: 27 سبتمبر 2025 - 01:19 GMT
_

طالب خبير عسكري سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حكومة الاحتلال بتقديم اعتذار رسمي وعلني لدولة قطر، في أعقاب الهجوم الذي استهدف مقر إقامة وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة، مؤكدًا أن تجاهل هذه الخطوة قد يؤدي إلى عواقب استراتيجية ويعرقل جهود إعادة المحتجزين في قطاع غزة.

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، شدد العقيد المتقاعد دورون هدار، القائد السابق لوحدة إدارة الأزمات في جيش الاحتلال، على أهمية الدور الذي تلعبه قطر في الوساطة المتعلقة بملف الأسرى، مشيرًا إلى أن "قطر، سواء أُعجبنا بذلك أم لا، تُعد فاعلًا أساسيًا في المفاوضات، سواء بسبب علاقتها بحماس أو بقنواتها المفتوحة مع واشنطن".

وأشار هدار إلى ضرورة تجاوز هذه الأزمة بسرعة من خلال إصدار بيان رسمي يعبر عن الأسف لما لحق بقطر – وليس بحماس – جراء القصف، "حتى نتمكن من استئناف المحادثات دون تأخير، لأن الأسرى لا يملكون ترف الوقت وهم في الأنفاق"، حسب تعبيره.

وكان هجوم جوي شنته طائرات الاحتلال في 9 سبتمبر/أيلول الجاري قد استهدف موقعًا للوفد التفاوضي التابع لحماس في الدوحة، دون أن يصيب أيًا من قياديي الحركة، لكنه أسفر عن استشهاد خمسة من المرافقين والكوادر، بالإضافة إلى عنصر من الأمن الداخلي القطري.

ولتبرير دعوته للاعتذار، استعرض هدار سلسلة من الحوادث السابقة التي اضطر فيها الاحتلال الإسرائيلي إلى تقديم اعتذارات علنية بعد ضغوط دولية، رغم محاولاته الأولية تجنّب ذلك.

ومن بين هذه الحوادث، أشار إلى محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك، خالد مشعل، في العاصمة الأردنية عمان عام 1997، والتي انتهت بإفشال العملية واعتقال عدد من المنفذين، ما أدى إلى أزمة مع الأردن أُجبرت خلالها حكومة الاحتلال على تقديم تنازلات، شملت تسليم مصل مضاد للسم والإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة.

كما استذكر هجوم قوات الاحتلال على سفينة "مافي مرمرة" التركية في مايو/أيار 2010، والذي أسفر عن مقتل تسعة نشطاء أتراك، وأدى إلى قطيعة دبلوماسية مع أنقرة امتدت لسنوات، قبل أن تُضطر حكومة الاحتلال إلى تقديم اعتذار رسمي عام 2013 تحت ضغوط أميركية.

وفي مثال ثالث، استعرض حادثة إسقاط طائرة شحن روسية عام 2018 خلال غارة للاحتلال على سوريا، ما أدى إلى مقتل 15 عسكريًا روسيًا، ودفع موسكو إلى المطالبة باعتذار رسمي، ما أجبر الاحتلال على إرسال وفد عسكري رفيع بقيادة قائد الأركان لإصلاح العلاقات وتقديم الاعتذار.

وأكد هدار في ختام مقاله أن الامتناع عن الاعتذار لقطر سيؤدي إلى ضرر استراتيجي طويل الأمد، سواء على صعيد مفاوضات المحتجزين أو علاقات الاحتلال مع شركائه الإقليميين والدوليين.