تصاعد الضغوط على سورية.. اردوغان: لا نصدق الاسد

تاريخ النشر: 14 سبتمبر 2011 - 06:19 GMT
اردوغان: لا نصدق الاسد
اردوغان: لا نصدق الاسد

قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان يوم الثلاثاء ان الشعب السوري لم يعد يصدق الرئيس بشار الاسد لانه لم ينفذ الاصلاحات.

وقال اردوغان في كلمة ألقاها في القاهرة لعرض رؤية تركيا لمنطقة الشرق الاوسط "مع زيادة عدد القتلى المدنيين في سوريا نحن نرى ان الاصلاحات لم تتحقق ولم يتكلموا بصدق. لا يمكن ان نصدق هذا. والشعب السوري لا يصدق الاسد ولا أنا أصدقه. نحن ايضا لا نصدقه." ولم يرق أردوغان - الذي حثت بلاده الاسد مرارا على انهاء الحملة ضد المحتجين - الى حد مطالبة الاسد مباشرة بالتنحي مثلما فعلت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. وقال أردوغان انه لا يمكن لاحد ان يكون صديقا أو يثق في حكومة تطلق الرصاص على شعبها وتهاجم المدن بالدبابات. وأضاف ان أي زعيم يقتل شعبه يفقد شرعيته.

وعززت تركيا علاقاتها السياسية والتجارية مع سوريا التي كادت تدخل في حرب معها مرتين في التسعينات بشأن متمردين اكراد وجدوا ملجأ في الاراضي السورية.

ويزور أردوغان مصر في اطار جولة تشمل ثلاث دول عربية للترويج للنموذج التركي الذي يجمع بين الاسلام والديمقراطية كمثال يحتذى لحركات "الربيع العربي" التي تطالب بالديمقراطية في المنطقة

تصاعد الضغوط

تصاعدت الضغوط الدولية الثلاثاء على سوريا التي انتقدها وزراء الخارجية العرب فيما يستعد الاتحاد الاوروبي لتشديد عقوباته على دمشق وقد يحظر الاستثمار في القطاع النفطي وطبع اوراق نقدية لحساب البنك المركزي السوري.

وافاد ناشطون سوريون وكالة فرانس برس ان سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك واليابان في سوريا وصلوا مساء الثلاثاء الى بلدة داريا بريف دمشق للتعزية بالناشط غياث مطر الذي قتل خلال اعتقاله لشدة التعذيب.

واضافوا ان قوات الامن السورية هاجمت مساء الثلاثاء مجلس العزاء بعد مغادرة السفراء مؤكدين ان "هجوم الامن على العزاء تخلله اطلاق غاز مسيل للدموع وعيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين بعد مغادرة السفراء".

وافادت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين نقلا عن ناشطين ان غياث مطر (26 عاما) كان اعتقل في السادس من ايلول/سبتمبر وتوفي في الاعتقال اثر تعرضه للتعذيب مشيرة الى انه كان طرفا اساسيا في تنظيم التظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وكان سفيرا الولايات المتحدة وفرنسا اثارا غضب دمشق عبر قيامهما بزيارتين منفصلتين في الثامن من تموز/يوليو لمدينة حماة (وسط) التي شهدت في بداية تموز/يوليو تظاهرتين ضخمتين ضد الاسد.

وفي 23 اب/اغسطس بادر السفير الاميركي الى التوجه لمدينة الجاسم (جنوب) من دون اعلام السلطات السورية مسبقا وحيث كان قتل 15 متظاهرا قبل اربعة ايام. وتقع الجاسم في محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية.

وفي السادس من ايلول/سبتمبر، هاجم السفير الاميركي بشدة نظام الاسد على موقع فيسبوك، منددا خصوصا بالذرائع التي يسوقها لتبرير القمع العنيف للمتظاهرين.

من جهتهم، طالب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الثلاثاء في القاهرة ب"وقف اراقة الدماء" في سوريا قبل ايفاد وفد من الامانة للجامعة العربية الى دمشق سيكون بمثابة "لجنة لتقصي الحقائق".

واكد الوزراء ان "الموقف الراهن في سوريا ما يزال في غاية الخطورة ولا بد من احداث تغيير فوري يؤدي الى وقف اراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من اعمال العنف والقتل الامر الذي يتطلب من القيادة السورية اتخاذ الاجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط اثناء زيارة الامين العام (للجامعة نبيل العربي) وخاصة ما يتعلق بوقف اعمال العنف بكافة اشكاله وازالة اي مظاهر مسلحة والعمل على تنفيذ ما جرى اقراره من اصلاحات".

واكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس الوزراي للجامعة العربية، ان "آلة القتل يجب ان تتوقف في سوريا"، مشددا على ان "الجيش لا بد ان ينسحب من المدن".

واضاف بن جاسم "لا يمكن ان نقبل كبشر ان يقتل الناس بهذه الطريقة لذلك قررنا انه لا بد من وقف اطلاق النار قبل ايفاد وفد من الجامعة العربية الى سوريا".

ولاجبار دمشق على وقف القمع الذي ادى بحسب الامم المتحدة الى اكثر من 2600 قتيل منذ اذار/مارس، يتجه الاتحاد الاوروبي الى تشديد العقوبات على سوريا وقد يعمد الى حظر الاستثمارات النفطية ووقف تزويد البنك المركزي السوري بالاوراق النقدية.

وقال دبلوماسيون لفرانس برس ان خبراء الدول الاوروبية ال27 المجتمعين في بروكسل توصلوا الى "اتفاق سياسي حول حظر اي استثمارات جديدة في القطاع النفطي في سوريا، لكن المشاورات متواصلة لتوسيع هذه الرزمة بهدف تبنيها في بداية الاسبوع المقبل".

وهذه العقوبات في حال تبنيها ستكون الرزمة السابعة من العقوبات بحق دمشق، فضلا عن حظر اوروبي على الواردات السورية.

واعربت الادارة الاميركية الاثنين عن رغبتها في استصدار قرار في الامم المتحدة يرفق بعقوبات بحق سوريا.

وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "حان وقت تحرك مجلس الامن الدولي بمزيد من الحزم. نحن نواصل مشاوراتنا مع نيويورك، ونريد قرارا مع عقوبات".

في المقابل، اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين انه من غير الضروري ممارسة "ضغوط اضافية" على دمشق، مكررا رفضه لاي قرار من مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على نظام الاسد. واكد الاسبوع الفائت ان بعض المعارضين السوريين يمكن اعتبارهم "ارهابيين".

ميدانيا، قتل اربعة اشخاص في سوريا الثلاثاء حيث كثفت السلطات حملة توقيف الناشطين المعارضين والمداهمات في مختلف انحاء البلاد.

وروى احد الناشطين "يتعرض الموقوفون للضرب بوحشية وسوء المعاملة، والمنازل للتخريب". واضاف ان هذا الاسلوب يرمي الى الحد من التظاهرات لكنها "تتواصل في جميع المناطق".

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان فرانس برس ان "مواطنا يبلغ من العمر 32 عاما قتل متاثرا بجروح اصيب بها عصر اليوم (الثلاثاء) اثر اطلاق رصاص من حاجز امني في مدينة الرستن" في محافظة حمص (وسط).