اعرب وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الثلاثاء، عن "القلق" ازاء ما وصفه باستمرار العنف في الاراضي الفلسطينية عقب الهجوم الجديد للمستوطنين على قرية حوارة، والذي وصفه زعيم المعارضة الاسرائيلية يائير لابيد بانها "ارهابي".
وكان عشرات المستوطنين يساندهم جنود اسرائيليون اقتحموا قرية حوارة جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة مساء الاثنين، حيث هاجموا الاهالي ورشقوا منازلهم بالحجارة، كما حطموا عددا من المتاجر والسيارات.
وقالت مصادر طبية ان اربعة فلسطينيين بينهم طفلة اصيبوا خلال هجوم المستوطنين على القرية، وهو الثاني منذ اقتحامهم لها في 26 فبراير/ شباط الماضي، واقدامهم على قتل احد الاهالي وحرق مئات المنازل والسيارات.
وقال بيان للمتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس ان الوزير بلينكن اعرب عن قلقه ازاء هذا الهجوم خلال لقاء جمعه الاثنين، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي".
واضاف برايس ان بلينكن شدد على ضرورة اتخاذ الأطراف خطوات لتهدئة التوترات وإعادة الهدوء.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة اسرائيلية عن رسالة وجهتها واشنطن الى المسؤولين الاسرائيليين تبدي فيها انزعاجها الشديد من السياسات التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو التي توصف بانها الاكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية.
وقالت صحيفة معاريف ان الغضب الاميركي تجلى في عدم طلب رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارك ميلي، عقد لقاء مع نتنياهو اثناء زيارته الى اسرائيل الجمعة الماضي.
"إرهابيون يهود"
وفي الغضون، وصف زعيم المعارضة الاسرائيلية ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد الثلاثاء، المستوطنين الذين هاجموا حوارة بانهم "إرهابيون يهود".
وكتب لابيد في تغريدة قائلا ان هؤلاء المستوطنين لا يمثلون اسرائيل وليسوا جزءا من مجتمعها، مضيفا ان ما ارتكبوه في حوارة كان "ليلة أخرى من أعمال العنف الإجرامي".
ودعا الى القبض على المتورطين ومحاكمتهم، والذين وصفهم بانهم مليشيات فوضوية يحركها وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير.
واستخدم لابيد نفس اللفظ الذي يطلقه الوزيران المتطرفان على المحتجين الذين يتظاهرون منذ اسابيع في اسرائيل رفضا لخطة التعديلات القضائية التي يسعى الائتلاف الحاكم الى اقرارها ومن شأنها الحد من سلطة المحكمة العليا.
اقتحام الاقصى وتدنيس المقامات
الى ذلك، فقد تواصلت اعتداءات المستوطنين في انحاء الضفة الغربية الثلاثاء، حيث اقدمت اعداد منهم على اقتحام المسجد الاقصى، وكذلك مقامات اسلامية في مدن عدة.
وجاء اقتحام المسجد الاقصى في اطار فعاليات اطلقها المستوطنين بمناسبة عيد المساخر اليهودي (البوريم)، والذي فرض الجيش الاسرائيلي بموجبه اغلاقا على الضفة الغربية وقطاع غزة يستمر حتى الخميس.
وشددت القوات الاسرائيلية اجراءاتها الامنية وكثفت من نشر عناصرها في القدس بالتزامن مع انتهاك المستوطنين للمسجد الاقصى بقادة الحاخام المتطرف يهودا غليك، والذي ادى مع مرافقيه خلال ذلك صلوات تلمودية.
وجاء هذا الاقتحام بدعوة من ما تسمى "منظمات الهيكل"، وترافق مع دعوة المستوطنين للوزير المتطرف بن غفير، الى إغلاق المسجد الأقصى أمام الفلسطينيين خلال عيد "الفصح العبري" الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك.
كما اقتحم مستوطنون مقامات إسلامية في بلدة كفل حارس، وأدوا صلوات تلمودية ورددوا هتافات وشعارات عنصرية ضد المسلمين.
وتحتضن كفل حارس ثلاثة مقامات إسلامية يطلق المستوطنون على احدها اسم مقام "يوشع بن نون"، علما ان المنظمات الاستيطانية تسعى الى تحويل تلك المواقع الى مزارات توراتية على طريق تهويدها.
