بتريوس يتسلم القيادة
وقال بتريوس (54 عاما) امام الشخصيات التي شاركت في مراسم التسلم والتسليم بينه وبين الجنرال جورج كايسي "حان الوقت لكي يرفض العراقيون العنف والجريمة والفساد ومواجهة اولئك الذين يستخدمون هذه الوسائل لتحقيق اهدافهم".
واضاف ان "حجم المسؤولية ثقيل جدا وفي الحقيقة انه ثقيل بالنسبة لاي شخص ينوء بحمله وعلينا جميعا تقاسم الاعباء والمضي قدما الى الامام معا (...) ان آفاق النجاح جيدة".
وحذر من "الفشل في ذلك لان العراق سيقضى عليه بسبب العنف الذي سيستمر والاقتتال" وتعهد بذل اقصى جهوده بغية "تحقيق افضل قيادة" للقوات البالغ عديدها 140 الف عسكري. وبتريوس حائز شهادة دكتوراه في العلاقات الدولية.
واقيم الحفل في معسكر فيكتوري الكبير قرب مطار بغداد. ويعود الجنرال بتريوس الى العراق حيث سيعمل على تنشيط مهمة القوات الاميركية في ظل تصاعد الخسائر وفي خضم تراجع الدعم السياسي الاميركي.
وتتوقف فرص نجاحه على وضع حد لسلسلة من الفشل في السعي للسيطرة على الوضع الامني في بغداد ووسط العراق حيث تنشط ميليشيات شيعية واصوليون سنة.
وقد ازدادت حدة الهجمات على القوات الاميركية والعراقيين المدنيين وتضاعفت منذ حوالى السنة اثر تفجير قبة مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في 22 شباط/فبراير 2006.
وكان كايسي قال ردا على سؤال حول مخاوفه الكبيرة بالنسبة لمستقبل العراق "اخشى الا يتمكن العراقيون من نسيان الماضي".
واضاف في اخر مؤتمر صحافي يعقده قبل عودته الى وشنطن وضجيج المروحيات يصم الاذان فوق المكان الجمعة "لا اكشف سرا اذا قلت ان تفجير مرقد سامراء تمكن من تغيير الدينامية".
وكان الجنرال كايسي الذي اصبح رئيس اركان سلاح البر الاميركي اعلن خلال جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس ان ارسال قوات اكثر من المطلوب سيمنع القوات العراقية من تحمل مسؤولياتها.
وقال "لم اكن اريد ان آتي بجندي واحد اكثر مما هو ضروري لانهاء المهمة في العراق (...). لذلك طلبت لواءين مع امكان ابقاء قوات احتياط في الكويت لاستخدامها عند الحاجة". وتعرض كايسي الذي امضى سنتين ونصف السنة في العراق لهجوم من السناتور الجمهوري جون ماكين احد ابرز المرشحين الجمهوريين الى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتساءل هذا الاخير عن قيمة حكم كايسي منددا ب"سياسة فشلت" في العراق.
وقد قضى اكثر من 3100 جندي اميركي في حين تسجل استطلاعات الرأي ادنى نسبة تأييد لحملة الرئيس جورج بوش البقاء في العراق رغم تعهده تغيير استراتيجيته.
وبما انه احد مهندسي الخطة الجديدة التي تقضي بارسال اكثر من 21500 جندي اضافي في محاولة لتهدئة بغداد ومحافظة الانبار بات بتريوس رأس الحربة في مغامرة مثيرة للجدل. وساعدت التغطية الاعلامية الايجابية لحياته المهنية وافكاره في تخفيف الضغوط. ووافقت لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الاميركي بالاجماع على تعيينه في 25 الشهر الماضي خلفا لكايسي. ويكيل المعلقون المديح لبتريوس الذي امضى عامين ونصف العام في العراق منذ الاجتياح كقائد للفرقة 101 المجوقلة وكرئيس لبعثة تدريب قوات الامن المحلية ويعتبرونه افضل امل متاح للعراقيين نظرا لمؤهلاته الفكرية. لكن منتقدي الاستراتيجية الجديدة التي تقضي بارسال المزيد من الجنود لوقف التقاتل المذهبي وفرض سلطة الحكومة يرون ان الامور فلتت من عقالها والاوضاع باتت خارج نطاق السيطرة. وقد حذر تقرير لمجلس العلاقات الخارجية مركز ابحاث ودراسات مقره واشنطن الجمعة عشية التسلم والتسليم من ان "بعض الكوارث لا يمكن تداركها". ووعد الجنرال بتريوس خلال مثوله امام اعضاء مجلس الشيوخ انه لن يخفي الحقيقة في حال تبين ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة لا تنجح في العراق. وقال "في حال ادركت ان الاستراتيجية الجديدة لا يمكن ان تنجح فاني ساعلن ذلك".
واضاف ان "الطريق امامنا لن يكون سريعا ولا سهلا وسنشهد بالتأكيد اياما صعبة (...) الامر الاكيد الوحيد الذي يمكنني التعهد به هو بذل قصارى جهدي".
وتمكن بتريوس (54 عاما) من فرض الامن في الموصل شمال العراق. وشارك في تأليف كتيب "دليل مكافحة التمرد" لسلاح مشاة البحرية الاميركية الذي نشر في كانون الاول/ديسمبر الماضي.
اتهامات جديدة لايران
اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الجمعة ان الولايات المتحدة تمتلك "ادلة جيدة" تظهر وجود صلة بين ايران وعبوات ناسفة قوية تستخدم ضد القوات الاميركية في العراق.
واكد غيتس ان الجانب الاميركي تفاجأ عند القاء القبض على ايرانيين في عمليات استهدفت شبكات تزويد المتمردين باسلحة في العراق لكنه لا يستغرب ضلوع ايران في توفير عبوات متفجرة اكثر تطورا.
واوضح "اظن ان ايران ضالعة في توفير التكنولوجيا او الاسلحة بحد ذاتها لهذه المقذوفات المتفجرة". واضاف ان هذا النوع من المتفجرات "لا يشكل نسبة كبيرة من العبوات الناسفة المستخدمة في الهجمات لكنها فتاكة جدا".
وهذه القنابل قادرة على اختراق تصفيح دبابة قتالية من نوع "ام-1 ابرامز" وتتمتع بمواصفات تقنية تدل الى وجود مصدر ايراني. وقال للصحافيين "اظن انها تحمل رقما متسلسلا وهناك بعض العلامات على بعض هذه المقوذفات وعلى شظايا عثرنا عليها".
واضاف "لست بصراحة مطلعا شخصيا على كل التفاصيل. لكن اعتقد ان ثمة ادلة جيدة تربط بين هذه العبوات والايرانيين".
ويستعد الجيش الاميركي للكشف عن هذه الادلة لدعم اتهاماته المتواصلة بان ايران تزود ميليشيات شيعية اسلحة وتوفر لها التدريب لمهاجمة القوات الاميركية. لكن تم ارجاء مؤتمر صحافي في بغداد حول هذا الموضوع مما اثار الشكوك حول هذه الادلة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الالكتروني السبت ان السلاح الذي يحصد اكبر عدد من الضحايا الاميركيين في العراق هو على شكل اسطوانة محشوة بالمتفجرات تعتبر اجهزة الاستخبارات الاميركية انها تأتي من ايران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مدنيين وعسكريين قولهم ان هذا الاستنتاج مشترك لدى كل وكالات الاستخبارات الاميركية. وقال مصدر في هذه الاجهزة الاميركية ان ايران تزود ميليشيات شيعية في العراق بهذا السلاح.
واوضحت الصحيفة ان الاميركيين قلقون خصوصا من وجود هذا السلاح الذي يتمتع بقدرة كبيرة على "الخرق" ويستخدم في اعتداءات ينفذها الشيعة ضد القوات الاميركية والتي تضاعفت في السنة الاخيرة.
وخلال الفصل الاخير من العام 2006 ادت هجمات استخدم فيها هذا النوع من الاسلحة الى سقوط الكثير من القتلى والجرحى في صفوف القوات الاميركية واصبحت تشكل تهديدا في بغداد حتى.
واشارت الصحيفة الى ان احتمال وجود مشاركة ايرانية في الهجمات في العراق يشكل مسألة حساسة جدا سياسيا ودبلوماسيا.
وحول التوتر مع ايران الذي تصاعد مع الاعلان عن نشر حاملة طائرات ثانية في الخليج وتوقيف ايرانيين في العراق قال غيتس "في الاسابيع الاخيرة بذلت جهود في واشنطن لتخفيف" اللهجة مضيفا "لا اعرف كم مرة على الرئيس ووزيرة الخارجية وانا شخصيا ان نقول اننا لا نووي مهاجمة ايران".
وكان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي هدد الخميس الولايات المتحدة باستهداف مصالحها في كل مكان في العالم في حال اعتدائها على ايران. وقد اختبر الحرس الثوري الايراني في وقت سابق من الاسبوع بنجاح نوعا جديدا من الصواريخ ارض-بحر يبلغ مداه 350 كلم.
واقر غيتس الجمعة ان اعلان نشر حاملة الطائرات والسفن المرافقة لها وعمليات التوقيف في العراق اثارت توترا اضافيا. لكنه اكد ان القوات الاميركية لم تكن تستهدف ايرانيين بالتحديد خلال عمليات المداهمة التي حصلت. وختم يقول "البعض منا تفاجأ بالعثور على ايرانيين".