فيما كان كولن باول يدعو احمد قريع لاستغلال خطة شارون الاحادية فقد اكد الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة على انه لا خطة سلام مطروحة غير خريطة الطريق في الوقت الذي اعتبرت المنظمة الدولية تصريحات وصف خلالها الاخضر الابراهيمي اسرائيل بـ "السم" بانها تعبر عن آرائه الشخصية.
باول يدعو قريع لاستغلال خطة شارون
ودعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع الى استغلال الفرصة التي قدمها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "لتحريك السلام قدما". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر خلال ايجاز صحافي ان باول أكد خلال مكالمة هاتفية مع قريع "أهمية التحرك الى الامام" مشيرا الى انه اجرى الاربعاء الماضي مكالمة مماثلة مع نظيره الفلسطيني نبيل شعث. واضاف ان باول "شدد على رغبتنا في ان نقتنص الفرصة التي يقدمها الانسحاب الاسرائيلي من المنطقة (المحتلة) وانسحاب المستوطنين الاسرائيلين من قطاع غزة الى جانب بعض الاماكن في الضفة الغربية". واشار الى انه ينبغي "على الفلسطينيين ان يلتزموا بالمسؤولية لكي تنجح (الفرصة) ".
واوضح باوتشر ان باول تعهد للمسؤولين الفلسطينيين ان تواصل الولايات المتحدة الاميركية عملها معهم ومع اللجنة الرباعية -وتضم روسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الى جانب الولايات المتحدة- "لمحاولة التحرك قدما". وافاد ان الوزير الاميركي استمع الى مخاوف القادة الفلسطينيين. ومضى المتحدث قائلا "نعلم ان لديهم مخاوف من بعض المواقف التي بحثت وأعلنت".
ونقل باوتشر عن باول تأكيده للفلسطينيين فرصة التحرك قدما "لكي يتمكن الفلسطينيين من فرض سيطرة حقيقية على أراض حقيقية بما فيها مستوطنات يهودية كانوا يريدونها على الدوام". وذكر انه على الحكومة الفلسطينية ان تسيطر على أجهزة امنية فلسطينية متكاملة وهو ما لم يحدث. واضاف "نعتقد ان اي كانت الصلاحية التي لدى الحكومة (الفلسطينية) ينبغي على السلطة الفلسطينية ان تتحرك ضد الارهاب" على حد تعبيره
سولانا: خطة الطريق فقط المعتمدة
في المقابل اكد منسق الاتحاد الاوروبي لشؤون السياسة الخارجية خافيير سولانا إن خطة خريطة الطريق نحو السلام "يجب ابقائها حية واذا لم يحدث ذلك فليست هناك خطة اخرى" بديلة عنها وأضاف في تصريحات ادلى بها في اعقاب اجتماع عقده مع السكرتير العام للامم المتحدة كوفي انان في مقر المنظمة الدولية بنيويورك انه سيقوم بتبادل الاراء في هذا الصدد مع القادة العرب قبيل اجتماع الرباعي الدولي واضع الخطة في نيويورك في الرابع من ايار/ مايو المقبل وذلك للحصول على "نتائج جيدة تبث الثقة لدى الشعب الفلسطيني والعالم العربي والحصول على زخم جديد للتقدم بعملية السلام"ويتكون الرباعي الدولي من الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وكرر سولانا موقف الاتحاد الاوروبي من انه لن يعترف باي حدود نهائية بين فلسطين وإسرائيل سوى حدود ما قبل حرب الخامس من حزيران/ يونيو لعام 1967 "واذا ما تطلب الامر فلن نقر سوى التغييرات التي يوافق عليها كلا الطرفين".
وتابع قائلا "هذا هو الموقف الذي ندافع عنه والذي سنواصل الدفاع عنه كما سندافع عنه ايضا في الاجتماع المقبل للرباعي الدولي وبالنسبة لنا فان نقطة البداية في المفاوضات فيما يتعلق بالحدود يجب ان تكون حدود 67 واي تغيير على حدود 67 يجب ان يتم بموافقة الطرفين" الاسرائيلي والفلسطيني.
وقال سولانا ان الاتحاد الاوروبي سينخرط في خطة فك الارتباط التي عرضها رئيس حكومة الاحتلال ارييل شارون واضاف "نحن مستعدون للتعاون حول ذلك اذا ما تمت الخطة بصورة مناسبة
لارسن يؤيد وجود قوات دولية
من جهته طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسلام في الشرق الأوسط، تيري رود-لارسن، بتشكيل قوة أمن دولية لضمان إكمال إسرائيل لخطة الإنسحاب المعتزمة من غزة والتطبيق الفوري لخطة سلام "خارطة الطريق" التي تدعمها الولايات المتحدة.
واقترح لارسن على إسرائيل أن توافق على وجود قوات دولية بشكل مؤقت في قطاع غزة بعد انسحابها منه، بموافقة الجانب الفلسطيني، أيضا، حتى تـُوفر (هذه القوات) للفلسطينيين إمكانية العيش حياة عادية وتساعد على ترميم قوات الأمن الفلسطينية". مع ذلك قال لارسن إنه "يتعين على السلطة الفلسطينية أن تبدأ فورًا بترميم قواتها الأمنية، كجزء من خطة "خارطة الطريق" الأمريكية، من خلال تعيين وزير داخلية يحظى بصلاحيات أمنية
الابراهيمي: اسرائيل سم في المنطقة
وعلى صعيد متصل حاولت المنظمة الدولية النأي بالأمين العام، كوفي انان، بعيداً عن تصريحات الأخضر الإبراهيمي التي وصف فيها إسرائيل بـ"السم الكبير" في الشرق الأوسط.
وأعربت إسرائيل عن عدم رضاها من محاولة الأمم المتحدة للنأي بعيداً بكوفي عنان من تصريح مبعوثه الخاص للعراق الإبراهيمي الذي قال فيه إن "سم إسرائيل في المنطقة" يعقد مسعاه من اجل تشكيل حكومة مؤقتة في العراق.
وتنظر إسرائيل في تقديم احتجاج رسمي على التصريح.
وصرح الإبراهيمي في حديث لإذاعة فرنسية بأن "هناك الكثير من الكراهية نسبة للعنف الشديد وسياسة القمع الأمني لحكومة إسرائيل والتصميم على احتلال المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية."
وشدد المبعوث الأممي في حديثه على ربط حلول قضايا العراق والأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية.
وقال الإبراهيمي لراديو فرنسا الدولي الخميس إن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ودعم واشنطن لها تعرقل سعيه من اجل نظام عراقي مؤقت يتولى السلطة في 30 حزيران/يونيو موعد تسليم السلطة للعراقيين.
وأضاف قائلاً "المشكلتان مرتبطتان لا شك في ذلك، السم الكبير في المنطقة هو سياسة السيطرة الإسرائيلية والمعاناة المفروضة على الفلسطينيين."
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فريد ايكهارد "كان الإبراهيمي يعبر عن آرائه الشخصية، وأراء الأمين العام كما عبر عنها على مدى السنوات السبع الماضية لا تتضمن كلمة "سم".
وبادر يآري ميكيل نائب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى الإشارة لانزعاج حكومته لتصريح الإبراهيمي" وأضاف "المسؤول بالأمم المتحدة حين يتحدث علنا لا يمكن أن يكون فردا عاديا."
وقال ميكيل حين ينتقد مسؤولو الأمم المتحدة دولة عضو "فانهم يضرون بصورة الأمم المتحدة كمنظمة محايدة—(البوابة)—(مصادر متعددة)